November 26, 2012, 11:54 pm
يحضر الشيخ محمود الطائي "70 عاما" معظم الجلسات النقاشية التي تقيمها جمعية التحرير النموذجية في محافظة نينوى، وهو نادرا ما يتغيب عن احداها.
يقول الطائي رئيس جمعية الرشيدية الخيرية -شمال مدينة الموصل- "ان السلطة الخامسة المتمثلة بمنظمات المجتمع المدني مناط بها ايصال صوت الفقراء الى المسؤولين والدفاع عن حقوقهم".
ويشارك تلك السلطة شقيقتها السلطة الرابعة -جنود صاحبة الجلالة- من الصحفيين هذا الدور، ويسعون من خلال عقد المؤتمرات والندوات والجلسات النقاشية الى تحديد مواطن الخلل في ادارة المحافظة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وطرح مقترحات وحلول تساهم في معالجتها.
يبين الطائي، "نحن كمنظمات مجتمع مدني بمشاركة اخوتنا الصحفيين نعمل بقدر استطاعتنا وفق الصلاحيات التي نتمتع بها، على طرح القضايا الانية التي تمس المواطن بصورة مباشرة، ودراستها ثم مناقشتها مع المسؤولين المحليين في الندوات والجلسات النقاشية، من اجل ايجاد مقترحات وحلول لتلك القضايا العالقة".
وتعاني محافظة نينوى من العديد من المشاكل اهمها قضايا المهجرين، والمناطق المتنازع عليها، ومشاريع الاعمار والاستثمار، والخدمات، والتعليم، جميعها تقع مسؤوليتها على عاتق الحكومة المركزية والمحلية واعضاء منتخبين من كلا مجلسي النواب والمحافظة.
وبحسب استقصاء اجرته جمعية التحرير النموذجية داخل قبة البرلمان العراقي فان القضايا المطروحة المتعلقة بمحافظة نينوى هي اقل القضايا تداولا مقارنة بقضايا المحافظات الاخرى.
يقول عبد العزيز الجربا رئيس الجمعية، "انه خلال الفترة الماضية لم نجد اي اهتمام من قبل ممثلي المحافظة في البرلمان العراقي، وكل الاطراف الداخلة ضمن نطاق المشاكل التي تعاني منها المنطقة لم تؤدي دورها المطلوب".
وتسعى الجمعية الى تحقيق حوارات بناءة بين المواطنين المتضررين من المشاكل التي تعاني منها المحافظة، واطراف اخرى تشريعية او تنفيذية داخل الدولة العراقية، وترسيخ ثقافة المطالبة بالحقوق لدى المواطن.
"هدفنا الوصول الى توصيات لها القدرة على التطبيق، وتثقيف المواطنين للسعي والمطالبة بحقهم من الدولة، وترسيخ هذه الثقافة بينهم وان لا يستصعبوها، فالدستور والديمقراطية يكفلان لهم ذلك"، يقول الجربا.
من جانبه يؤكد دلدار الزيباري نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، في حديثه لصدى بريس، "انه لا اعضاء البرلمان او الحكومة المحلية او مجلس المحافظة استطاعوا ان يصلوا الى خطوات حقيقية في عملية اثبات الحق، فلا يوجد تداول ومتابعة حقيقية للمشاكل التي تعاني منها نينوى، وهذا ما اضاع الكثير من الفرص لإعادة الحقوق".
ويبين الزيباري، "ان الكيانات السياسية التي تمثل نينوى في مجلس النواب لا يجمعها برنامج او قضية موحدة، وهم الان مجموعة من الاشخاص يجلسون على كراسي المنصب لا يستطيعوا تقديم اي شيء لناخبيهم".
ويعول الزيباري اسباب اخفاق رفع دعاوى قضائية الى القسم القانوني اقرها مجلس محافظة نينوى -لا زال قرارها ساري المفعول- على اساس ملفات قضايا حقيقية ضد الوزارات المعنية بها لضعف المجلس ورئيسه.
وتشير جمعية التحرير النموذجية الى وجود مبادرات من قبل بعض المنتخبين سواء من البرلمانيين او اعضاء مجلسي المحافظة وقضاء الموصل ساهمت في حل بعض المشاكل الانية، الا ان العديد من المشاكل بحاجة الى تدخل حكومي مركزي، فيما تتكفل الجمعية ايصال توصيات الندوات والحلقات النقاشية بشأن تلك القضايا الى المركز.
ويوضح رئيس جمعية الرشيدية الخيرية، "ان عددا من المسؤولين يشاركون في الندوات والحلقات النقاشية التي تقيمها منظمات المجتمع المدني للمساهمة الفعلية في إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها ابناء المحافظة، واخرين يقتصر حضورهم للظهور امام وسائل الاعلام لا اكثر".
الكاتب: محمد عمر القيسي
|