November 30, 2012, 7:02 pm
دوما ما يغشى الحق غيمة من التضليل فيضيع في دياجير الظلم والنسيان، ولعل من الذين يضيع حقهم هم الذين يعيشون بيننا ويناضلون ويجتهدون لبناء مجتمع عظيم، اشخاص يمثلون نصف المجتمع ويساهمون في تربية النصف الاخر الا انهم منسيون، وتكاد ان تكون حقوقهم محذوفة من المجتمع.
اكثر ما يحزن هو تعرض هؤلاء الاشخاص للعنف على الرغم من ضياع حقهم الاصلي بسبب جهل البعض، لكن في 25 من تشرين الثاني سجل هذا التاريخ ليزيح الغيمة عن حقوق هؤلاء ويسمى "اليوم العالمي لإيقاف العنف ضد المرأة" لتوعية المرأة في طلب حقها وايقاف العنف ضدها، ولعل المرأة العراقية تنال جزء ليس بالهين من سوء المعاملة وحجب حقوقها فهي كسائر نساء العالم تعاني من عدة مشاكل، لكن بسبب الظروف التي واجهتها جعلت منها امرأة عظيمة.
وضمن حملة لتوعية المرأة لضمان حقوقها اقامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ندوة بعنوان (اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة ) بحضور عدد من السيدات من شرائح المجتمع.
وتضمنت الندوة مناقشة دور الجميع في توعية وايقاف مثل هذه الظاهرة الغير حضارية وايضا دور المرأة نفسها من في ايقاف تلك الظاهرة.
وفي كلمة للدكتور رعد العباسي مدير مكتب المفوضية في الموصل تحدث فيها قائلا، "نقيم كل عام ندوة عن حقوق المرأة لمناقشة جملة الية ثقافة العنف ضد المرأة، وطرح المشكلات مع ايجاد الحلول لها".
ويبين عباس، "ان هنالك محاضرة قانونية ومحاضرة اكاديمية عن الحد من العنف ضد المرأة، وعند نهاية الندوة سترفع التوصيات الى ممثل الامين العام للأمم المتحدة في بغداد".
واضاف العباسي، "طلبنا زيارة رسمية الى السجون لزيارة السجينات العراقيات، وسيناقش مكتب المفوضية في بغداد وعمان هذه القضية، ودعونا الاجهزة الامنية ان تتعامل مع هذه القضية بكل احترام" .
واكد العباسي، "توجد نهضة وصحوة عند المرأة في المطالبة بحقوقها والمناقشة فمنذ 2008 الى الان ارى ان المرأة بدأت تأخذ دورها الصحيح في المجتمع".
من جانبها افادت نفال الطائي رئيس نقابة المحاميين فرع نينوى في محاضرة القتها خلال الندوة عن قانون الاحوال الشخصية والمرأة، "ان القانون انصف الزوجة واعطها حقوقها كاملة، وبسبب الظروف الصعبة التي يعانيها العراق فالقانون يواجه بعض العقبات".
واشارت الطائي الى، "من حق المراة رفع دعوة للتفريق في محكمة التحقيق اذا تعرضت للضرب، وقبل سنتان انشأ مكتبا لحقوق الاسرة متخصص بهذه القضايا الا انه بحاجة الى دعم".
بدوره اوضح الشيخ احمد الجبوري امام وخطيب جامع، "ان الشريعة الاسلامية اتت بكل حقوق المرأة حتى وان بدأ منها خطا فلم يأتي باستخدام الضرب، لعقابها فالشريعة الاسلامية بينت هذه الامور ووضعت المرأة في مكانها الصحيح وحافظت على حقوقها ولا يجوز ضربها او معاملتها بسوء".
فيما اشار الدكتور وعد ابراهيم باحث اجتماعي الى، "ان العنف ضد المراة في تزايد ملحوظ وفق ما تم تشخيصه في المؤتمر الوطني لوزارة التخطيط، والذي اعطى بان الزوج هو الاول في تسبب العنف ضد المرأة، ثم الاب، والاخ والام والاخت".
واضاف ابراهيم، "ان تلك مؤشرات خطيرة يجب الحد منها"، مؤكدا، "ان المراة يجب ان تمتلك وعيا تدافع به عن نفسها اذا ما تعرضت للعنف".
وعن دور الاعلام بتوعية المرأة اضاف محمد عثمان اعلامي، "لا يوجد برامج او اوقات مخصصة لتوعية المرأة او المطالبة بحقها في الاعلام والسبب اظن بانه الرجل يتصور نفسه هو سيد الموقف فمن المؤكد انه لا يتحدث عن موقفه، كما ان البعض يرى المرأة مواطن من الدرجة الرابعة وليس حتى الثانية، لذا ادعوا الى الرفق بهن واشيد الى دور الاعلام الكبير في توعية المجتمع عن دور المرأة فيه".
اما عن دور منظمات المجتمع المدني لمساعدة المرأة قالت ريم المولى مديرة منضمة مجتمع مدني لتطوير عمل المرأة، "ان المنظمة تعنى بالمرأة وفي مساعدة النساء الارامل والمطلقات بمشروع زيادة دخلها من خلال اتاحة الفرصة لها للعمل او تكون مساعدات مادية، والتي تعاني التهميش من قبل الحكومة ومنهم المهجرات، لكننا نحاول قدر الامكان ان نجهز لهن دورات تعليمية لكسب رزقهن, فنحن نقوم بمساعدة معظم مجمعات المهجرين والاخذ بأيديهم لتخطي مشاكلهم في المجتمع".
الكاتب: نغم طلال
|