|
شبكة المعلومات العالمية الانترنت، لتبادل المعلومات والصور والرسائل والفيديو، بين كل اطراف الارض، اصبحت اليوم من الضروريات لكل فرد يريد التواصل والعمل والمتعة في نفس الوقت, هذه الحاجه رافقتها الكثير من المتطلبات، الواجب توفرها كأجهزة الكمبيوتر الحديثة، اضافة الى انضمة معلومات وشبكات توزيع، ومن بين هذا كله انتشرت مقاهي الانتر نت بصوره واسعه في المحافظات العراقية بعد عام 2003، وبصورة محدودة قبل هذا التاريخ.
ان لكل ظاهرة سلبيات وايجابيات، حيث اظهرت الاحصاءات الأخيرة، ان مرتادي هذه المقاهي من الذين تتراوح اعمارهم ما بين الـ 16-35 سنه، يدفعهم اما الفضول الى التعرف لهذا العالم بالمسموح والممنوع، او لوجود اوقات فراغ لا يستطيع الشاب تنظيمها مع عدم وجود رقابه اسرية، حيث يذهب الكثير الى هذه المقاهي من دون علم الاهل او التسرب من مقاعد الدراسة.
وبسبب كثرة مرتادي هذه المقاهي الخاصة بالانترنت في مدينة الموصل، تحاول تلك المقاهي بقديم افضل الخدمات الى مستخدميها، لكسب اكبر عدد منهم من خلال توفير الطاقة الكهربائية المستمرة في ساعات النهار، بالإضافة الى توفير احدث اجهزة الكمبيوتر، وايضا توفير بعض الأطعمة السريعة والمرطبات والشاي.
يقول رائد العطار صاحب مقهى انترنت في منطقة المجموعة الثقافية، "افتتحت هذا المقهى او المركز منذ العام 2004، لتقديم خدمات التصفح بالإضافة الى تقديم بعض الخدمات الاخرى، مثل الالعاب وايضا المشروبات الغازية وبعض المأكولات السريعة، ونحن في المقهى نفرض نوعا من الرقابة على الحواسيب من خلال الحاسبة المركزية، لمنع سوء الاستخدام من قبل الشباب الذين يتعمدون زيارة بعض المواقع التي تعرض مقاطع الفيديو التي تحمل مشاهد فضائح او غيرها, اما غرف الدردشة فأننا لا نستطيع السيطرة عليها فهناك الكثير من غرف الدردشة ومن اشهرها غرف الدردشة التي يقدمها موقع الياهو، تحمل عناوين عرقية وجنسية واخرى علمية وترفيهية، حيث انتشرت طريقة التعارف في العراق عن طريق هذه الغرف، وبرايي ان الشاب هو الرقيب الاول على طريقة استخدام هذه المواقع، لأننا مهما فرضنا من رقابة، لا نستطيع الحد بصورة نهائية من الاستخدام السيء للأنترنيت.
أراء الشباب
تتنافس مقاهي الانترنت بتقديم عروضا خدمات منوعة، وبأسعار تنافسية للساعه الواحدة، ويزور هذه المقاهي يوميا اعدد كبيره من الشباب ومن الشرائح المختلفة ايضا، منهم من يقضي الساعة في العمل بأرسال بعض "الايميلات" او المراسلات، والاخر يقضي الوقت بالتسلية والتعارف، وزيارة مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتوتير وغيرها.
الشاب علي تحسين "20 سنة" من رواد مقاهي الانترنت، تحدث عن طريقة استخدامه لشبكة الانترنت قالا، "انا لا املك اشتراكا للأنترنت في البيت، ما يجعلني اذهب الى مقهى قريب من البيت، للتواصل مع اصدقائي على موقع الياهو او التواصل عبر الفيس بوك، وسماع وتحميل بعض الاغاني الجديدة، ومشاهدة مقاطع الفيديو على موقع اليوتيوب، حيث اقضي اكثر من ساعة يوميا في المقهى مع اصدقائي".
اما ساره قاسم مرحلة رابعة في كلية الآداب في جامعة الموصل، تقول، "اذهب الى مقهى الانترنت بين الحين والاخر، للاطلاع على ما يدور في العالم ولاقتناء بعض المصادر التي تخص بحث التخرج، علما ان اغلب المصادر غير متوفرة في الاسواق المحلية، وان وجدت فأنها فأسعارها باهظة مما يؤثر علينا كطلبة".
ويؤكد الشاب ماهر احمد، "أن اغلب الشباب يأتي الى مقاهي الانترنت هربا من انقطاعات الكهرباء، اضافة الى انني اجد بعض المتعة والتسلية في هذه المقاهي، لما توفره من خدمات تكاد لا تكون متوفرة حتى داخل البيت، فعادة انا واصدقائي نتفق على موعد محدد لزيارة هذه المقاهي الخاصة بالأنترنت".
ومن اجل التعرف على راي الاسلام في مقاهي الانترنت والاستخدامات الخاطئة للأنترنت، يقول الشيخ وسام قاسم، "ان القرآن الكريم يشير إلى هذه العجائب التي تلدها الأيام، حينما حدثنا عن وسائل النقل القديمة، "والْخَيْلَ والْبِغَالَ والْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وزِينَةً ويَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ"، وان "ما لا تعلمون" دخلت فيها السيارات والقطارات والطائرات وسفن الفضاء، بمعنى ان الله سبحانه وتعالى يعلم الإنسان ما لم يكن يعلم من أوائل ما نزل من القرآن، أو أول ما نزل من القرآن، "الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، ومن تعليم الله للإنسان أكتشفه أشياء كثيرة، وبدأ يبتكر آليات كثيرة في الحياة، وخصوصا في عصرنا هذا عصر الثورات العلمية، التي شهدها العالم من الثورة الفضائية، والثورة النووية، والثورة الإلكترونية، وثورة الاتصالات، وثورة المعلومات إلى أخره، وهذا كله داخل في ثورة الإلكترونيات، بعد ان أكتشف الإنسان هذا الجهاز العجيب الذي سمي بالكمبيوتر، ودائما مع كل مُخْتًرع جديد يسأل المسلمون عن حكم هذا الشيء، أحلال أم حرام؟ فالإنترنت اذا كنا سنستخدمه في الأشياء الجنسية والفساد والإباحية وبث الكراهية والأحقاد بين الناس فسيكون هذا حراما. ولكن إذا كنا سنستخدمه فيما ينفع الناس بأمور الدين وأمور الدنيا, وأن نستخدمه في أمور الخير والاصلاح والعلم النافع فهذا حلال".
الكاتب: عبدالرزاق العطار
|
