February 2, 2013, 11:09 pm
سنوات عديدة فرضتها الظروف لأبتعد عن صديقي الكابتن الذي كثيراً ما صفقت له سواء وأنا أشاهده بأم العين من على المدرجات أو من خلال شاشة التلفزيون كنت أكتب حينها ولكني لم أمتلك الشجاعة لكي أكتب عن اللاعب الذي غزا ملاعب العاصمة وحفر اسمه بماء الذهب فوق أديم ملعب الشعب كأحد أساطير الكرة العراقية ممن لا يتكرر احد منهم أو يجود الزمان بمثلهم كل قرن أو يزيد .. في إحدى سنوات السبعينيات من القرن الماضي شاهدت ذلك اللاعب وهو يسجل هدفاً من ركلة زاوية نفذها هو بنفسه وأجبرنا يومها أن نبقى نتحدث عنه لأيام حتى نطق أحد لاعبي فريق الماس الشعبي وهو ممن يعملون (معلم) رياضة واسمه (تحسين) فقال على الملأ سنرى مثل هذا الهدف في ملاعب الموصل ولكن إما بعد ثلاثة قرون أو لن نراه أبداً !.. لم أتجرأ بالكتابة عن أو على ضيفنا حتى قبل نهاية الثمانينيات ويومها كان عائداً إلى مدينته وهو يبحث عن وضع خاتمةٍ لمسيرته الكروية كلاعب ومن ثمّ البدء كمدرب ، كيف لا وهو من تسلح بالعلم حين تخرّج من كلية التربية الرياضية ونهل من خبرات العديد من المدربين العراقيين والأجانب الذين تواجدوا في العراق ، لازلت احتفظ بصورته تلك التي رسمها له ذلك المحب الرسام البنغلادشي عندما توّج كهدّاف لبطولة شباب آسيا (1978) .. عملت معه في المجال الإداري حين أصبح وبرغبته نائباً لرئيس النادي (الموصل) كلنا نعلم بأنه لو رغب بالرئاسة لحصل عليها بسهولة .. من الموصل انطلق مدرباً وكنت قريباً جداً منه عندما وضع اللبنات الصحيحة لكرة محافظته وعرّف الجميع ماذا تعني كرة القدم الحقيقية .. أتذكر كلماته حين زارني في بيتي وقال لي بالحرف الواحد ، أريد منك أن تناشد الجمهور الموصلي لكي يصبر علينا واعدك واعده (الجمهور) أن لا يجد له مكاناً ليجلس بسبب من سيزحفون إلى الملعب .. صدق الرجل الذي وضع هوية لكرة الموصل وكان آخر لقاء أجريته له قبل سفره إلى قطر حين كان يعمل بمعية شيخ المدربين عمو بابا الذي قال وبالحرف الواحد .. لا تزعلوا عليّ حين أرحل لأني سأترك بينكم من سيتفوّق عليّ وهو حارس محمد الذي اعتبره مدرب المستقبل وسترون أن نبوءتي هذه ستتحقق وسواء شهدتها أو لم أشهدها فقط تذكروني وترحموا عليّ .. ألف رحمة على روحك يا أبا سامي لأنك صدقت بالذي توقعت أن يكون .. كم أتمنى لو أجري لضيف رياضة وشباب أو أحد أبناء الدار لأنه كثيراً ما خصنا بمقالات كثيرة الذي ودعته بلقاء إلى قطر .. لقاء العودة والاستقرار .. هذه أمنيتي أنا وليس ما يجول بخاطر الدكتور حارس محمد حسن الطائي نجم المنتخبات الوطنية العراقية الذي قبل أن يؤدي واجباً وطنياً بصفة مستشار فني في اتحاد الكرة العراقي والمنتخب الوطني الأول في فترة حرجة وتحديداً في بطولة خليجي (21) التي بايعت الإمارات التي لم يكن فريقها أفضل من فريقنا ، بل أن التوفيق وهو من الله وليس الحظ كما يروّج كان هو الذي حسم تلك الموقعة .. الدكتور حارس محمد الذي كان يسرق الدقائق وبشكلٍ يوميٍ تقريباً ليسأل عن صحتي ويتحمّل ثقل لساني وأهدى إلي مع أعضاء المنتخب والوفد العراقي ما تحقق من نتائج طيّبة كان قد وعدني أن يكون كل ما سيصرّح به عقب بطولة الخليج سيكون من حصّة صديقه طلال العامري وجريدة رياضة وشباب ، بالفعل وعد فأوفى وكان اللقاء الذي ترونه أمامكم اليوم والذي أجري عبر الهاتف واستمر لأكثر من أربع ساعات يضاف إليها دقائق متناثرة للإضافة والحذف ، حيث تناولنا كل شيء عن رحلة العراق في خليجي البحرين وأمور أخرى يبوح بها الدكتور حارس محمد لأول مرة ...
** نحب أن نبدأ من قضية احمد ياسين لأنها الشغل الشاغل اليوم في العراق وربما السويد وهناك من يقوم بتضخيم الأمور وهذا لن يكون بصالح اللاعب أو المنتخب .. ما هي القصة التي لا غبار عليها حول ما جرى ؟..
ربما لا يعلم الكثيرون بأني كنت أتحدث مع احمد ياسين وأناديه (حمودي) حبّاً به وتيمّناً بابني احمد .. أما قصته التي تم تأويلها فهي .. حين اجتمع الكابتن حكيم شاكر مع اللاعبين وبالمناسبة هذا الرجل يمتلك (حنو) الأب والأخ والصديق مع اللاعبين وهو من أكفأ من يجيدون العمل الإداري وكسب الآخرين كونه المدرب الأول الذي نقدّم له المشورة ويبقى الرجل حراً في أخذها منّا أو لا ، لأننا عندما اجتمعنا فكان الاجتماع من أجل العراق وهو ما دفع الكابتن حكيم ليطلب من اللاعبين قصّ الشعر ، حيث أبدى احمد ياسين ممانعته في البداية وأخبرته أن يرضخ لقرار المدرب ويقوم بتقصير شعره كلما تواجد مع المنتخب والشعر ليس مهماً مقارنة بالمهمة الوطنية التي جاء من أجلها كما أن بقية اللاعبين رضخوا ومن دون نقاش لتوجيه المدرب وهذا معناه إن لم ينفّذ التوجيه أن لا يحترم القرار وهو ما لا يجب أن يتركه لدى الجميع من انطباع أنه مختلف عنهم ، أما حين يعود إلى البلد الذي يعيش فيه فله الحرية الشخصية بفعل ما يريد وعليه أن يرضي الكابتن حكيم شاكر لكي يثبت أنه ينصاع لتوجيهاته ومن هنا شعر احمد بنوع من الغبن مع أن لم يكن حاضراً عند أحد وعلى رأسهم الكابتن حكيم شاكر الذي يتعامل مع الجميع بعدالة الأب وروحية الصديق والأخ وكان اللاعبون يحبونه كثيراً .. أما ما تصرف به حمد حين خرج من الملعب بعد أن استبدله الكابتن حكيم شاكر فهو يحسب ضد (حمودي) لا له لأنه قال بأنه أفضل وأروع لاعب في الفريق وان ما يصير أطلع ولكن المدرب أخرجه !!.. نعم هو أخطأ ولكن لا يجب أن نعاقبه بشدة واحمد لاعب جيّد وهذا الكلام ما كان ليحدث لو تواجد معنا مختص بالحالات النفسية يرافق الفريق ويجلس مع اللاعبين ويقوم بتهيئة من يحتاج منهم واللاعب بشر ومعرض للضغوط واحمد من عالم آخر كونه تدرب وتعلم أصول الكرة في أوربا وبعقلية احترافية تختلف عن الذي في العراق وكان يجب أن لا يقع بالخطأ لأنه جاء من أجل بلده والبلد يحتاجه مثلنا وكان يجب أن بفكر بذلك وأنا انظر إليه كما انظر لحمودي ابني وسأبقى ..ويتذكر هذا اللاعب أن الجميع راحوا يبادلون المشاعر الأخوية ويخاطبونه بحمودي .. وما أن تم استبداله ونزل البدلاء تباعاً تغيّرت صورة المنتخب الوطني كثيراً وكنّا الأقرب للفوز ولكن مشيئة الله أرادت أن يكون التوفيق من الله وليس (الحظ) لتفوز الإمارات باللقب على حسابنا ويبقى هذا اللاعب مهماً وينتظره مستقبلاً رائعاً على شرط أن لا يترك من دون توجيه دائم !!
** هل هذا يعني أن بخروج احمد تحسن الوضع ورحتم تلعبون بأكثر من تكتيك وطريقة لعب وعمليات متغيّرة في المراكز ؟..
ان من أعطانا هذه الميزة كان مدرب الإمارات مهدي علي وهو كان يرسل لنا الرسائل التي نرد عليها أثناء المباراة وهذا الرجل أجده خبيراً وعمل مع منتخب الإمارات على مدى خمس سنوات .. أما نحن فلم نتدرب سوى (16) وحدة تدريبية بينما الطرف المقابل خاض العشرات من المباريات ومئات الوحدات التدريبية التي ولّدت التجانس ونحن عندما تم إبدال احمد كنّا نفكر بكيفية المناورة بالمراكز وتحرير لاعب آخر واحمد ياسين طيلة مباريات البطولة لم يكن كما نعرفه ورغم ذلك كان لا بأس به كونه يمتلك القابلية والإيقاع السريع في المنتخب ..
** هل يذكّرك بحارس محمد أيام زمان وخصوصاً بإيصال الكرات من قرب الخط الجانبي ؟..
نعم يذكرني ,واحمد لاعب دولي وسريع ولكنه يحتاج لتقوية العناصر الأخرى مثل ضربات الرأس والجانب الدفاعي وما يمتلكه ممكن يكون كافياً لكننا نريد منه أكثر وهو قادر على العطاء وليكن مطمئناً أنه لاعب أساسي وجناح تكتيكي فوجدنا أن لابد من التضحية به وبعلي حسين رحيمه الذي كان يؤدي دور الليبيرو بمهارة فائقة ، كما أن مهدي علي هذا الرجل المهندس المثقف فاته أن يقرأ كل المباراة وهو من دفعنا لكي نفكر بعد إخراج احمد خليل من الإمارات لنلعب بمدافعين (2) وهما سلام شاكر واحمد إبراهيم وكان ذلك كافياً على فريق يلعب وهذا يحدث لأول مرة في الكرة العراقية أن لعبت بمدافعين وخمسة لاعبين في الوسط وثلاثة مهاجمين ولم يسبقنا بذلك أحد من العرب أو آسيا ...
** اعتقد أن ألمانيا طبقت هذه الطريقة ؟
صحيح ألمانيا والفرق الأوربية تطبّق ذلك لأنهم يعتمدون على عدد اللاعبين الذين يهاجمون بهم ونحن عندما فعلناه وفتحنا الملعب تماماً وهذه المرة خروج علي مبخوت وسيطرتنا المطلقة على منطقة الوسط فقلنا لهم هاهي الساحة ومسرح المباراة وليقدم كل فريق ما لديه وسنرى من هم اللاعبين الأفضل على أرض الميدان علما أن إعداد الفريق العراقي كان ضعيفاً بالاعتماد على الدوري العراقي الضعيف وكنا نحن نراهن على أشياء أخرى سنتكلم عنها تباعاً ولا ينسى أحد أننا هزمنا السعودية والكويت وأقوى فريق في البطولة البحرين الذين كان يمكن أن يفوز على أي فريق لو قابله قبل النهائي كونه صاحب الأرض والجمهور ، كما أننا كنّا مضغوطين باللعب طيلة أيام البطولة ولم ننعم بالراحة التي أخذتها معظم الفرق وكان على الجهة المنظمة أو القائمين على البطولة التفكير بالراحة التي تمنح للفرق وخصوصاً من صعدت إلى النهائي وتراعي عملية استشفاء اللاعبين ولا ضير من جعل المدة بين آخر مباراة والمباراة النهائية (4) أيام وكان هذا سينعكس إيجاباً على المباراة الختامية .. هل تعلم أن لاعبي فريقنا لم يصب أياً منهم بشد عضلي وعلى العكس منهم لاعبو الإمارات وكلمة السر كانت عند الملاك التدريبي الذي عرف كيفية الصعود بلياقة لاعبي الفريق تدريجياً الذين أكملوا (4) ساعات من اللعب وهو لم يحصل للفريق الإماراتي !.
** كابتن تذكرني مجبراً حين كنت قريباً منك وأنت تقود فريق الموصل في ملعب الرعب أو خارجه حيث لم يصب عندك أي لاعب طيلة فترة الدوري ، باستثناء عباس رشيد وكان بكسر وفارس إدريس الذي شجّ رأسه وما أشبه اليوم بالبارحة ؟..
أنا لا أريد أن ينسب أي شيء لي كون المنظومة التدريبية كانت كالآتي ويقف على رأسها المدرب القدير والتروي حكيم شاكر ويأتي بعده زميل الدرب باسل كوركيس ومن ثم عبد الكريم ناعم مدرب الحراس ومدرب اللياقة العراقي الذي يستحق كل خير سردار محمد الذي سد وبالكامل غياب المدرب البرازيلي الذي لم نره معنا مع أنّه كان يحصل على أجور عالية مقارنة بالمدرب العراقي المحلي وأخيراً يأتي حارس محمد وكنت أقوم بواجبي الوطني على أكمل وجه ووضعت بتصرف المدرب والكادر كل ما لدي وعسى أن يكون أو كان مفيداً وهذا يقدره الكادر التدريبي ولو سألتني هل أسعدك العمل أجيبك وكيف لا أسعد مع هذه العائلة الرائعة التي فيها أب للاعبين اسمه حكيم شاكر ..
** كابتن حارس لقد عرفنا أنّكم والكابتن حكيم شاكر عملتم بالمجان ولم تحصلوا على شيء مقارنة بالمدرب الأجنبي هل كان عملكما تطوعاً أو ماذا ؟ نحن هنا لا نتحدث فقط عن العامل المادي كوننا نعلم من هو حارس محمد الذي تمت الاستعانة به فنياً وليس إدارياً ترى لماذا لا يعطى الحق للمدرب العراقي المحلي ؟..
أولاً يجب أن تعلم والمتابع العراقي بشيء وهو أن التحاقي بحكيم شاكر كان نابعاً من حبي لهذا الرجل وعشقي لوطني كون عملي كان فنياً بحتاً وهو مجالي الذي أجيد الخدمة من خلاله وكنت أشجّع المدرب العراقي وأحلم بتقديم الخدمة له وكابتن حكيم يعرف أفكارنا التدريبية ولذلك هو يعرف بأننا كنّا ثلاثة مدربين ضد مدرب واحد وهم الكابتن حكيم شاكر على رأس الهرم وباسل ومن ثم المتكلم لذا قارعنا الجميع من مدرب السعودية رايكارد والكويت واليمن والبحرين والإمارات ، ثم أن الكابتن حكيم يعرف من يفيده ويقرأ ذلك بشكلٍ جيّد ..
** دكتور حارس لم تجب على سؤالي وأقصد أن رايكارد يحصل على راتب وقد يصل إلى (9) مليون دولار سنوياً وكالديرون يتجاوز المليون دولار ومدرب قطر أكثر من مليونين دولار والمدرب العراقي بالكاد بضعة آلاف وهناك من عمل بالمجان كون الاتحاد العراقي لم ينصف المدرب المحلي الذي نسأل متى يأخذ حقه الطبيعي مقارنة بقدراته وما عند الآخرين ؟..
** عندما ذهبنا تطوعاً قلنا أننا نخدم العراق وسنبقى وبذات الوقت قمنا المدرب حكيم شاكر وأنا وبقية الكادر بعرض بضاعتنا التي شاهدها الجميع وأحدثنا من خلالها نقلة نوعية بعطاء المنتخب ولا يستطيع أحد أن يقارن بين ما خرج بفترة عملنا وما كان في فترة زيكو الذي لا ننكر أنّه قدّم ولكنه كان يغامر من أجل اسمه وليس شيئاً آخر ونترك للجماهير العراقية والمتابعين وأهل الاختصاص أن يقولوا رأيهم ، نحن بالنسبة لنا كنّا نريد أن نفرح الشعب العراقي وأشهد الله على ذلك وأكرر عرض بضاعة المدرب المحلي وإعادة الهيبة المفقودة له من جديد وهذا لا يؤكد بالضرورة أن كل مدرب محلي هو موثوق ومقتدر وينطبق ذلك بالمثل على الأجنبي والشيء الثالث وهو تقديم شيء وبعيداً عن الماديات وربما هناك من يسأل وماذا استفدتم أنتم ، أجيبه بأن ما تحقق وما عشته كان يكفيني بصحبة هذا الفريق وكادره الذي أفخر بأني كنت أحد أفراده الذي قدّم المشورة وبمحلّها وبصدق ونكران ذات شهد به الجميع وبالأخص الكابتن حكيم شاكر .. أحمد الله أني لم أفقد تركيزي في جميع المباريات ولم أترك مكاني على دكّة البدلاء سوى في مباراة الإمارات عندما اتجهت إلى مراقب المباراة بعد أن شاهدت قيام جالبي الكرات بترك أماكنهم ولم يكونون يجلبون الكرات بسرعة والرجل تفهم الأمر وراح يعمل من أجل تذليل هذه العقبة خصوصاً ونحن كنّا متأخّرين بهدف ! نحن عندما عملنا كنّا نستمد العزم من المتابع العراقي ولا أنسى ذلك المصوّر العراقي والذي يدعى وليد وأعتقد كان من القناة الرياضية العراقية ، حيث رأيت دموعه رغم انشغاله بالعمل وكانت لحظة صدق لا أنساها قمت على الفور باحتضانه وخففت عنه حتى ضحكنا بعد ذلك ...
** كابتن يتبادر سؤال إلى ذهني وهو لماذا قمت بالحلاقة درجة (صفر) أي (زيرو) ؟..
بصراحة لأني لم أكن أمتلك الوقت للاهتمام بشكلي وشعري وهندامي كما أنّ شعري فيما لو طال فإنّه يحتاج للصبغ وأمور أخرى ، لم أدعها تؤثّر عليّ وتركتها جميعاً لأتفرّغ بالكامل لعملي ولم أكن أرتاح سوى (لأربع) ساعات طيلة أل (24) ساعة في اليوم ليس فيها ساعة قيلولة أو مجال لكي أمشّط شعري صدقني لم يكن لدي وقت فأهملت حالي من أجل المنتخب !.
** كابتن حارس سنتنقّل إلى أسئلة أخرى ومنها حول الحكم (كاساي) الذي أبعد بعد مباراة السعودية والعراق مع أنّه لم يقصّر في إدارته للمباراة وتم تسفيره ، ترى ما هو السر برأيك ولماذا أسندوا مهمة المباراة النهائية لحكم سعودي (نعلم أنّك تحترم من يرتدون بزّات التحكيم ولا تحب الخوض بعملهم أو قراراتهم) ؟
إسناد مهمة التحكيم لجلال الغامدي السعودي كانت مجاملة وكان قراراً عاطفياً والدليل عدم وضع حكم سعودي مع البحرين ولا تنسى نحن أبعدنا الفريق السعودي ومنذ خسارته معنا في أوّل مباراة فلماذا وضعوا لنا نحن والإمارات الحكم السعودي ؟ وخذها على لساني أنّ الغامدي لم يعط المباراة حقّها ويسرّعها ويضيف عليها لمسات جمالية بل أنّه خرّبها !.
** دكتور حارس لقد كشف بدر بلال عن أمور حدثت ومنها تعرّض اللاعب العراقي للضغوط والظلم كونه اتخذ ضده وفي أقل من (17) دقيقة (8) أخطاء ظالمة جعلت الفريق يفقد تركيزه ويتأثّر نفسياً ؟.
أنا ليس لي علاقة ببدر بلال ولكني أقول رأيي الخاص وهو أن الحكم (خرّب) إيقاع المباراة وأشبهه بمن يقوم بتزيين (عروس) ويفشل بذلك ، كيف سيكون حال العروس وماذا سيقال عن الذي يزيّنها ويجمّلها عندما وضع عليها ألوان تتوافق وما تمتلكه من بشرة وأمور أخرى لتتحوّل إلى صورة سيّئة .. كما أنّ الغامدي لم تكن عاطفته معنا وأعطى ضدنا (أخطاء) مؤثّرة لم تكن تستوجب أبداً وبالمقابل أعطانا أو احتسب لنا أخطاء لم تكن مؤثّرة ضد الفريق الإماراتي ! وهناك أمور أخرى ..
** كابتن حتى من استضافوا البطولة تعاملوا ضد الجماهير العراقية بطريقة غير لائقة ومنحوا الإماراتيين عدد من المقاعد لجمهورهم أضعاف ما خصص لنا ، بل لقد قاموا بمنع جماهيرنا من الدخول إلى البحرين ، ألم تر أن هناك أمراً مبيّتاً ؟
بالطبع رأينا ذلك ولكننا لم نتوقف عنده ولو كان (100) ألف إماراتي قد حضروا لما وجدت لاعباً عراقياً يهتز في الملعب وقد حدثت حالة وهي عدم احترام نشيدنا أو إظهار لافتات غير لائقة وهذا في أوربا يوجب عقوبات صارمة وحتى يتدخل ألفيفا في الكثير من هذه الحالات ويتخذ أقسى عقوبة ومعها غرامات كبيرة وربما تابعتم آخر عقوبة لريال مدريد حين قابل فريقاً ألمانياً وكانت بسبب ماذا ! أنا لا أتهم كل جمهور الإمارات ، بل عيّنات منه ولا أصفهم سوى بالمراهقين !
** دكتور لقد رأينا أن الحكم أنهى المباراة قبل أن يكتمل الوقت ؟
بسبب الأشواط الإضافية تولّد لدي فكرة لكي أقدمها إلى الاتحاد الدولي تنهي الجدل والشكوك حول الشوطين الإضافيين وسأعلن عن ذلك قريباً جداً بعد أن تكاملت الفكرة ولن يظلم بعد ذلك فريقاً , أنا استفدت من هذه المباراة (العراق والإمارات) كثيراً و لا تنسى أنا لدي الكثير من المقترحات للاتحاد الدولي وهي معتمد ومطبّقة وتم حفظ حقوقي الأدبية فيها ..
** هل هناك ما أثارك في مباراة العراق والإمارات ؟
نعم وهو ما قامت به إذاعة الملعب الداخلية عندما أعلنت رأي اللجنة المكلّفة باختيار أفضل لاعب ، حين تم الإعلان بين الشوطين عن نيل لاعب الإمارات عمر عبد الرحمن لقب أفضل لاعب وهذا لم يحدث في أي بطولة (صغيرة) أو كبيرة ، كونه أعطى زخماً مضافاً للإماراتيين الذين كانوا يتقدمون علينا بهدف وزاد ذلك من معنوياتهم وهذا لا يجوز ولكن ماذا نفعل في هكذا أجواء ؟! ما حصل كان مهزلة في عالم كرة القدم ولكنهم حققوا الغاية ومنحوا الحافز على حسابنا وحساب الحيادية ! هل تعلم بأننا وقبل لقاء الإمارات قام الكابتن حكيم شاكر بتوجيه لاعبينا بعدم التعرّض لأي لاعب إماراتي إلا بتقديم ما هو أفضل ونقصد به الفن الكروي وحذرنا من الاحتكاك غير الشرعي مع عمر عبد الرحمن أو غيره ومن لا يلتزم سيتم معاقبته بالإبعاد عن المنتخب ؟ هذه هي أخلاقنا لا نخضع للعواطف ونستثمر الضرب الذي ممكن أن تخلقه كرة لا يزيد وزنها عن (450) غرام لتزرع الفرقة بيننا نحن شعوب الخليج ومن يريد التفوّق فعليه أن يستثمر مهارته ويبرزها بعيداً عن الضرب والأمور الأخرى .
** هل أن حارس محمد أسعد بتجربته ويرغب لها أن تتكرر مستقبلاً ؟
أنا مدرب ووظيفتي في الاتحاد كانت وستبقى فنية وهي حالياً مستشاراً فنياً ولن تتأثّر بشيء كونها ليست إدارية وذهبت لأساعد الكابتن حكيم شاكر مدرب منتخب العراق . كما يجب أن يتفهم الاتحاد بأني مرتبط بعمل مع الكرة القطرية ونادي الغرافة على وجه الخصوص وأنا بسبب تكرار التحاقي بالمنتخبات العراقية سأتعرض لقطع جزء من راتبي كما أنّه سيؤثّر على عملي وتواصله وحتى أسرتي التي كانت تمني النفس بقضاء العطلة التي تعتمد على إجازتي السنوية قد خسرتها لأني استنفذت ما هو محدد من إجازات وحتى ارتباطاتي مع القنوات الفضائية تأثّرت بسبب بطولة الخليج وتواجدي مع المنتخب كوني أعمل مع قنوات الجزيرة والكأس وغيرها وهذا أضرّ بي وبأسرتي مادياً وكل شيء يهون من أجل البلد ، لكن في قابل الأيام نعم أرحب بالفكرة ولكن تحت بنود تحفظ الحقوق لأني أعيش على عملي في مجال كرة القدم وبالتحديد التدريب والأمور الفنية عليه لا مجال بعد الآن للعمل المجاني وأجزم أن الاتحاد عرف ما لدينا مع أننا لم نظهر كل شيء والمخزون عامر بالعلم والموهبة ونأمل أن يراعي الاتحاد هذا الأمر ويوفّر للمدرب العراقي والمحلي ما يستحقه .. أنا أستغل تواجدي عبر هذا الحوار وعلى صدر صفحاتكم أوجه رسالة لاتحاد الكرة أقول فيها لهم ، أعطوا المدرب العراقي ما يستحقه حتى وإن كان نصف ما يرصد للمدرب الأجنبي والمحلي عليه أن يأخذ قيمته ويحترم بعد أن استعاد جانباً كبيراً من احترامه المفقود بسبب الظروف وأشياء أخرى !.. وفي كرة القدم ممكن تضحي مرّة ولكن لن تضحي على طول الخط وأغامر بما صنعته أنا أو غيري !..عليهم أن يتعاملوا باحترافية وثق أنهم سيكسبون كثيراً ..
** كابتن عرفنا أن لناجح حمود مواقف في بطولة الخليج وأدوار عملها ساهمت بالذي تحقق رغم ضياع الكأس ؟..
السيد ناجح حمود له بصمة واضحة على المنتخب ودوره لا ينكر وبصراحة أكثر أن هذا الرجل ومن خلال محاضرتين ألقاها على أعضاء المنتخب ، جعل فيها الأمور تتحوّل بالكامل لصالحنا ، الرجل ذكي ويجيد مخاطبة اللاعبين والمدربين والإداريين ولا يمكن أن يغمط حقّه لأنّه كان مثالياً بالتعامل معنا ومع اللاعبين وأحييه من خلال منبركم هذا لأنّه في النصف النهائي والنهائي أراح الفريق بكلمات كان لها وقع كبير ولا ينسى وأجمل ما أخبر به اللاعبون هو أنّ جوائز اللاعبين لن تتغيّر ومهما كانت النتيجة كون المنتخب أسعد الشعب ووحده من شماله إلى جنوبه وهذا يحسب لاتحاد الكرة والمنتخب ..
** كيف وجدت اهتمام وتكريم السيد دولة رئيس الوزراء نوري المالكي للفريق وماذا تقول عن ذلك خصوصاً وأنت وبعض شموع المنتخب قد غابت عن الحضور إلى بغداد لترى الاستقبال الجماهيري والرسمي ؟..
بأمانة هذا شيء صحيح وهو نادر الحدوث وجميل أن يتم التكريم بهذ
الكاتب: طلال العامري
|