February 7, 2013, 9:01 pm
شكلت قضية المصفى المزمع أنشاءه في محافظة نينوى جدلاً واسعاً في الاوساط الرسمية والشعبية في المحافظة ، أذ كان هذا المصفى مطلباً شعبياً في السنوات الثلاثة الماضية وما أن لاحت فرصة تنفيذه حتى جوبه بالرفض من قبل مجلس محافظة نينوى ، ومن أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع وكشف خفايا الموضوع ألتقينا بالسيد رعد عزيز فتحي مدير فرع نينوى لشركة كار كروب النفطية التي تقدمت بطلب لانشاء وتشغيل المصفى حيث أبتدأ كلامه بالاجابة على سؤالنا عن هوية الشركة وجنسيتها ومقرها والمساهمون فيها فأجاب :
_ شركة ( kar group) شركة عراقية خالصة مساهمة خاصة ومسجلة وهي من الشركات الكبرى ليس في العراق فحسب وانما في الوطن العربي ، تأسست سنة 1992 وكان مقرها في بغداد ولديها فروع في الخليج العربي وتركيا والاردن وفي جميع محافظات العراق ، ولديها من المشاريع العملاقة كمشروع اللحيس في البصرة ومعمل سمنت في النجف ومصفى خبات النفطي ، أضافة الى مشاريع أسكان في اربيل ودهوك والتي بيعت بالاقساط الى الشباب للمساهمة في حل مشكلة السكن ، ولم يقتصر نشاطنا على المشاريع النفطية بل في العديد من مشاريع اعمار العراق وشاركنا في مشاريع خدمية في الرمادي وفي اعمار الحضر ومشروع رفع الانقاض والنفايات في تلعفر وفي سنجار والعياضية وفي مشاريع ايصال الماء الى 50 قرية.
أذن نعتبر انها شركة عراقية... ؟
نعم 100% عراقية وليس هنالك من المالكين اي أجنبي ، ولدينا خبرات عراقية لايستهان بها من الطاقات التي فرطت بها الحكومة كونهم أحيلوا على التقاعد او شملهم قانون الاجتثاث فنحن ضممناهم الى الشركة وبدؤا صفحة جديدة ، وانا مدير فرع الشركة في نينوى وأنا لي كل الصلاحية في التفاوض والتوقيع لأني المسؤول عن هذا الموضوع كله ثم أني ابن الموصل وعائلتي من عوائل الموصل المعروفة واحرص على جلب الخير من خارج المحافظة الى أهلي في نينوى.
ما هي المشاريع النفطية المؤثرة (العملاقة ) التي نفذتهاالشركة في العراق ؟
أضافة الى مشروع اللحيس في الصرة قمنا بتطوير حقل خورمالة النفطي وأنشاء مصفى خبات النفطي ومشاريعنا تمتد من زاخو الى الفاو ولدينا اكثر من 2500 شخص يعملون في مشاريعنا وليس لدينا تفرقة في المذهب او القومية او الجغرافيا,, الكل عراقيون ويعملون من اجل هذا البلد وتطويره ، ونرحب بكل من يزورنا ويطلع على سير العمل في مشاريعنا .
اين مقر الشركة الاصلي حالياً ؟
_ يقع مقر الشركة في الشارقة في دولة الامارات العربية ومقر مجلس الادارة في اربيل ، ولدينا مكاتب في معظم دول العالم ،ولأن العراق مقبل على انفتاح اقتصادي واسع ومجالات الاستثمار بدأت بالنمو فيجب ان تكون الشركة في قلب الحدث وقريبة من مواقع المشاريع .
هل المشاريع التي تنفذونها هي هيكلية المشروع وبناءه ام تستمرون بأدارته والاشراف على الانتاج فيما بعد ؟
_ نحن نبدأ بالمشروع من الصفر الى ان يبدأ المشروع بالانتاج ونستمر بأدارة المشروع بموجب عقد مع الجهات المختصة ، ويقوم عملنا على استلام النفط الخام من وزارة النفط الاتحادية والبدء باستخلاص المشتقات وحسب الاحتياجات نقوم بالمطلوب منا الا وهو القيام بتصفية كذا برميل وتصدير كذا برميل وتوزيع الناتج الباقي على محافظات معينة بحيث لايتبقى من النفط الخام الذي استلمناه اي شيء ..فنحن نستلم الامانة ونؤدي الامانة حسب مقتضيات المصلحة العامة .
النظام السياسي السابق كان يحد من نشاط الشركات النفطية ، ويصفها بالشركات الاحتكارية، هل تغير الوضع القانوني لمثل هذه الشركات ؟
_ طبعاً اختلف الوضع كلياً والآن الحكومة العراقية تحث الناس على الاستثمار ، لكن يوجد العديد من المعرقلات ويتمث بالروتين التعقيدي الذي ينفر شركات الاستثمار ، وأتمنى من الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات الحد من هذا الروتين .مثال لو اردت ان تمشي عشر خطوات فستواجهك عشر مطبات وعند الوصول الى المطب الاخير يطلب منك الرجوع الى المطب الاول وهكذا ..
هل هناك تشريعات ونصوص تحد من نشاط شركتكم في ظل غياب قانون النفط والغاز ؟
_ كنصوص قانونية لاتوجد ، ولكن المعضلة في التطبيق والافكار التي يحملها بعض السياسين والمسؤولين التي يصطنعونها دون الاعتماد على سند قانوني هي التي تضع العقدة في المنشار كما يقولون ، فالكل يفسر القانون حسب وجهة نظره ولو يعودوا الى الدستور لوجدوا الحل الامثل في مثل هذه الامور، ولتوضيح الامور وبيان الاختلاف فنحن خلال تسعة اشهر فقط نفذنا المشروع في خبات في اربيل وانتجنا النفط وبدأ التسويق بينما انا هنا في نينوى منذ سبعة أشهر ولم انجز (المعاملة )التي تخص مصفى نينوى التي تعول عليه المحافظة كثيراً .
هناك تباين في وجهات النظر بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان ، وبصفتكم نفذتم مشاريع في الاقليم هل واجهتم حظراً او وضع علامة حمراء على نشاط شركتم من قبل الحكومة المركزية ؟
_ في بداية الامر نعم ..لكن بعد ان اطلعوا على نشاطنا ومشاريعنا خصوصاً اننا شركة عراقية وتسهم بشكل فاعل في اعمار البلد وتقديم خدمة للمواطنين خصوصاً بعدما زارنا السيد الشهرستاني ، فأقول لا..لايوجد اي حظر علينا .
نأتي الى موضوعنا الاهم .. ما علاقتكم بموضوع مصفى نينوى كجهة منفذة او تتولى ادارة المصفى وهل كانت هناك جهات وشركات منافسة لكم في هذه المشروع ؟
_ اريد ان اوضح مسألة .. هناك نوعان من النفط النفط الخفيف والذي موجود في زمار ومخمور وخورماله اما النفط الثقيل فيوجد في مناطق القيارة وحمام العليل ، النفط الثقيل هو صناعي ولاغراض محدودة اما النفط الخفيف فمنه يستخرج جميع انواع الوقود والشحوم وزيوت المحركات فنحن راجعنا الاخوة في مجلس محافظة نينوى واخبرناهم اننا نريد انشاء مصفيان في هاتين المنطقتين لكونهما تحتويان على النفط الخفيف وأعلمونا برايكم ..ثلاثة أشهر ولم يرد علينا أحد ،راجعتهم ثانية وأخبرتهم منذ ثلاثة اشهر ولم يجني أحد .. أريد حلاً ؟
من الجهة التي رفضت المشروع بالتحديد ؟
_ انا راجعت مجلس المحافظة ويبدو انهم منقسمون في الرأي .. فاضطررت الى مراجعة محافظ نينوى وعرضت عليه الفكرة فقال هي فكرة جيدة ولكن كيفية التنفيذ ؟ قلت انا بصفتي مدير شركة استطيع دعوتكم لزيارة الشركة والاطلاع على المشاريع عن كثب وفعلاً اتصل بمدير الخدمات والطاقة في مجلس المحافظة السيد درمان ختاري وجاؤوا الى مصفى خبات النفطي وأطلعوا على المشروع واعجبوا به كثيراً وقلت اذا اعطيتمونا الضوء الاخضر وبدون تعقيدات فيمكن تنفيذ مثل هذا المشروع في نينوى، علماً ان العديد من المحافظات العراقية طلبت منا وباصرار تنفيذ مشاريع عندهم ، ولكن ليس من المعقول وانا من ابناء الموصل ان نترك محافظتنا العزيزة نينوى التي هي اولى بمثل هكذا مشاريع ونذهب الى محافظات أخرى ، فيجب ان يكون هناك تعاون من أجل خدمة البلد .طلب ان نقوم بالاجراءات القانونية وتقديم طلب وفعلاً قدمنا طلب الى المجلس ولم يرد علينا أحد ، راجعت المحافظ وقلت له : أستاذ أحسموا امركم بنعم او لا ..!
فاجابني :"لنعمل مذكرة تفاهم لاتنص على الموافقة ولكن نعرض هذه المذكرة على المجلس وبعد المناقشة والتصويت عليها فقد نتمكن من أستحصال الموافقة من المجلس ولنعتبر هذه المذكرة هي خارطة الطريق لوضع العربة على السكة " وبعد وصول الكتاب الى المجلس رأى بعض الاعضاء انها (عكاز) ووسيلة للرد عبر تساؤلهم " لماذا يراجع المحافظ ولا يراجعنا !! " ، وها نحن ندخل في الشهر الخامس وكأننا في اول المشوار.
هل وصلت الاوليات لاعضاء المجلس حول المشروع ؟
نعم وقد قمت بتوزيع الكتيبات التعريفية (بروفايلات ) الشركة ووزعناها على 34 عضو مجلس وقاموا بالاطلاع عليها ومناقشتها ، واستغربت بخروج بعض اعضاء مجلس المحافظة على الفضائيات ويقولون " لقد تفاجئنا بهذا المشروع" فما ذنبي ..؟
هل تعتقد ان هنالك دوافع سياسية وتجاذبات ادت الى تعطيل هذا المشروع ؟
لا أعلم بالضبط ..ولكن أظن ان هناك دوافع سياسية ، فاذا كان يظن البعض ان المشروع يقع على اراضي متنازع عليها فلماذا ألجأ الى مجلس محافظة نينوى .. فالاولى ان أذهب الى الاقليم واستحصل الموافقة واباشر بالمشروع في نفس هاتين المنطقتين .. كما يدعون .. ولكننا جئنا بصورة قانونية ودخلنا من الباب وليس من الشباك والمشروع لصالح المحافظة ويوفر 5000 فرصة عمل أضافة الى الاكتفاء الذاتي للمحافظة من الوقود والمحروقات والغاز اضافة الى الاكتفاء بالكهرباء والذي يقدر بالف ميكاواط من محطة الكهرباء المرافقة للمشروع وتوزيع الفائض على المحافظات المجاورة ، وستدخل به (البترودولار للمحافظة ) والذي يقدر بـ250الف دولار يومياً اضافة الى مستحقات نينوى من الانتاج والذي يقدر بما لايقل عن مليون دولار يومياً .
ما هو دور وزارة النفط الاتحادية في حسم هذا الموضوع ؟
_ يجب الاتفاق اولاً مع مجلس المحافظة المعنية ثم يحال المشروع بعد اقراره الى الوزراة للمصادقة عليه ، وللعلم فأن مجلس محافظة نينوى كان قد قدم طلباً قبل ثلاث سنوات لانشاء مصفى في المحافظة وحالما جاء مشروع المصفى اليهم لايعطوك جواب أن كان بالايجاب او الرفض .أحد الاعضاء في المجلس قال " نحن لدينا تعاقد مع شركة مصرية " ..اين هم الآن ..لقد تبخرت الشركة المصرية مع نظام حسني مبارك الذي أطاحت به الثورة وهم الآن وراء القضبان ".
اين وصلت مراحل التفاوض حول المصفى في الوقت الحاضر، وهل تم غلق الموضوع بالرفض ؟
_ لا .. نحن أملنا بالله كبير ثم بالاخوة في المجلس وبجهود الطيبين وشرحنا لهم يزيد واعتقد ان هناك اعادة نظر بالموضوع واملنا كبير ، اما التفاوض فهو في المراحل النهائية وآخرها ان مسؤولة في استثمار نينوى اخذت الكتاب وتوجهت به الى بغداد لمزيد من الاستقصاء وبناء الثقة ونتأمل الخير خدمة لابناء هذا البلد .
فيما لو رفض المجلس الحالي هذا المشروع ، هل ستعاود الكرة مع المجلس الجديد القادم ؟
_ خلال هذه الفترة سنباشر مشاريع في المحافظات المجاورة ، ومع ذلك سيبقى أملنا ان ننفذ المشروع في نينوى ونتمنى للمجلس الحالي والمجلس الجديد كل الموفقية ، ولكن أذكر اعضاء المجلس ان الجماهير ستتذكر من قدم خدمة لهم وربما ينعكس ذلك على اختيارات الناس في الانتخابات القادمة فقد اصيب الشارع الموصلي بالصدمة نتيجة رفض هذا المشروع .
هل سيسهم هذا المشروع في حل معضلة الكهرباء في محافظة نينوى ؟
_ المشروع سوف يحل ( وليس يساهم ) في حل مشكلة الكهرباء وسيحلها بصورة جذرية ونهائية وستكون لمحافظة نينوى الفضل في التخفيف عن باقي المحافظات المجاورة ، ثم اننا نرغب ان تنال الموصل ونينوى المكانة اللائقة كمدينة عريقة وحضارية ، المؤلم ان ضيوفنا لانستطيع استقبالهم في الموصل بل نأخذهم الى اربيل او دهوك وذلك لاسباب معروفة ، ونطمح ان نتباهى بمدينتنا ثقافياً وعمرانياً ورفاهيةً .
سؤال أخير .. دور أعضاء نينوى المـتآخية في المجلس من هذا الموضوع كونهم يشكلون نسبة مؤثرة في المجلس ؟
_ من خلال هذا اللقاء وعبر جريدتكم اوجه لهم كل الشكر والتقدير والامتنان على مواقفهم ، وهم من يشجعون المستثمرين على العمل في نينوى ويحرصون على جلب المشاريع الخدمية والتي تسهم في ازدهار وعمران نينوى ولهم الدور الاكبر في بقاء هذا المشروع في نينوى .
كنا نتمنى لو تمت الموافقة على مشروع المصفى لكان لنا كلام آخر حول آلية التنفيذ وتوظيف الايدي العاملة والنتائج المتوقعة للمشروع وفوائده بصورة منظورة ؟
_ نتمنى ان يرى المشروع النور ونقول أنشاء الله وسيكون لنا لقاء آخر ...
هل هناك تطمينات من جانبكم لاهالي نينوى بأن المشروع لهم وانه لن يذهب عائداته للاقليم او الاحزاب او جهات متنفذة حسب مخاوف الناس البسطاء ؟
_ الاقليم ليس بحاجة للخوض في مثل هذه المتاهات ، بل هم الذين طلبوا ان نذهب الى نينوى ونخاطب مجلس محافظة نينوى وأن يكون المشروع لنينوى وأهلها وعائداته تسلم بيد الحكومة المحلية في نينوى ، وطلبوا ان نخدم ونعمر نينوى .
كلمة أخيرة توجهها الى اهالي محافظة نينوى ؟
_ انا لدي كلمتان ..الاولى اوجهها الى اعضاء المجلس بان لايكونوا سبب في ضياع مثل هذه الفرصة على نينوى وليجعلوا التاريخ يذكرهم بايجاب وانهم هم من شرع قانون هذا المشروع وأني أذكرهم انهم لم ولن يقفوا امام محطات التعبئة او يجلس أحدهم في أحد الايام في الظلمة فليجعلوا انفسهم محل هذا الشعب المحروم ،والكلمة الثانية الى اهلي في نينوى وأقول لهم أصبروا فأن الخير قادم بأذن الله وان الايام الصعبة ذهبت بلا رجعة .
الكاتب: هاشم الفارس
|