قد يثير العنوان استغراب الكثيرين من قراءه، لكن هذا ما حصل اليوم في ساحة الاحرار، وفقا لما فهمته من رواية الغراوي قائد الشرطة الاتحادية في نينوى.
الرجل يقول ان الجثة التي ظهرت على وسائل الاعلام، جيء بها من خارج ساحة الاحرار وبالتحديد منطقة الفاروق لافتعال الازمة، ويتابع الغراوي روايته، ان صاحب الجثة قتل بايداي مجهولة ولا علاقة القوات الامنية بالموضوع، ويشير الى ان صاحب الجثة هو ابن عم شيخ العشيرة الذي اثيرت بسببه احتجاجات الجمعة.
ويؤكد الغراوي ان شيخ العشيرة الذي اعتقل مساء الخميس هو قيادي لاحد التنظيمات المسلحة في نينوى، ومسؤول عن عدد كبير من الجرائم، ويوضح كيف لرصاصة ان تختار من بين اكثر من 20000 متظاهر وتقتل اقارب هذا الرجل.
تصريحات الغراوي قلبت افكاري راسا على عقب، فمن جانب اتذكر روايات الصحفيين الذين كانوا على مقربة من الحدث واقارنها بتصريحاته، ومن جانب اخر افكر بالكيفية التي ادخلت بها الجثة الى ساحة الاحرار والمنطقة مطوقة امنيا من قبل قوات مكافحة الشغب والشرطة الاتحادية.
لأكثر من مرة ذهبت لتغطية التظاهرات هناك، وكنت حاملا حينها حقيبة الظهر خاصتي المعبأة بعدتي -كامرة التصوير، مسجل، دفتر ملاحظات- وعند وصولي بالقرب من الساحة تتلقاني الاجهزة الامنية بالترحيب، وتقوم بإجراءات التفتيش المعتادة حفاظا على سلامة المتظاهرين من المفخخين او المسلحين.
ما يثير حيرتي هو ان كنت حاملا لحقيبة ظهر صغيرة واتعرض للتفتيش لاكثر من مرة من قبل الاجهزة الامنية المتواجدة قرب ساحة الاحرار، فكيف يمكن لجثة رجل ميت ان تصل الساحة او تجتاز كل تلك الاجهزة الامنية، وهي بحاجة الى اكثر من ثلاثة اشخاص ليحملنها؟؟؟
انتظر الاجابة من السماء التي اتهمها بقذف الجثة...
الكاتب: محمد عمر القيسي
|