فرحة غمرت قلوب الكثيرين ، سادها القليل من الشك والكثير من الأمل بالتحقيق على الأقل في الوقت المرجو لتحقيقها حالها حال الكثير من الوعود التي لا تنفّذ وإذا تم لها ذلك فبعد أن تنتفي الحاجة إليها كاستلام حصة النفط المخصصة للمواطن بعد انقضاء فصل الشتاء القارص .
مع اقتراب خطى العيد يبدأ الأبناء برسم ما قد يحلموا أن يقتنوه من ملابس في مخيلتهم بألوان وأشكال توافق أعمارهم وأذواقهم ، فيبقى حلم مع وقف التنفيذ ، حتى يشرع رب الأسرة بإعطائهم حفنة من المال ليوضع حلمهم موضع التحقيق .
هذا العيد هو إطلالة العام الدراسي الجديد والذي يحمل بين ثناياه الكثير الكثير ... أحلام ، طموحات ، جهد ، مثابرة ، فرح يشوبه كثير من القلق ، حرص يكتنفه قليل من الخوف ، كل هذا قد يكلل بالفرح الغامر مع انتهائه .
وعود أطلقتها الدولة بمد يد العون للأهل لمجابهة نفقات تثقل كاهلهم فمبلغ الـ 100 ألف دينار الذي وَعدت بمنحه بموافقة رئاسة الوزراء ومصادقة البرلمان تبدأ مع بداية شهر تشرين الثاني وتنتهي في شهر حزيران وهي عدة دراسة الطلبة . هذا القرار زُف نبأه والطلبة يودعون العطلة الصيفية ، والسنة الدراسية تحط خطاها على الأعتاب ، شهر مضى وتلاه آخر وبعده أُخر والمنحة لم تصرف بعد ..
تواردت أنباء متضاربة عن أنها ستصرف بأثر رجعي .. وها نحن نلج النصف الثاني من السنة الدراسية ، وما من خبر سار يمكن أن يزف .
حتى فاجئنا السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الأديب بأنه لم يخصص بند في الموازنة لمنحة الطلبة ، فضلاً عن توارد أنباء في القنوات الفضائية يفيد بأنها ستصرف فقط لمن هم في خط الفقر ، هنا نتساءل كيف يمكن أن تصرف لهذه الشريحة والعراق أصبح ضمن الدول الأكثر فقراً في العالم ؟؟ وكيف يمكن تمييز من هم في خط الفقر من غيرهم ؟ وهل أن كل من لا يتقاضى راتبا من قبل الدولة هو ممن ينطبق عليه ذلك ؟
فمثلاً التاجر والصائغ وكثير من ذوي المهن الحرة لا يتقاضون راتباً من الدولة غير أنهم يعيشون حالة اقتصادية جيدة .. وإن كان المقياس هو الراتب فكثر هم من يتقاضون رواتب من الدولة ولديهم أبناء عدة في المدارس وغيرها من النفقات التي ما أكثرها وما اثقلها من نفقات .
عوائل أنهكتها الفاقة .. وأخرى تعيش كفاف الحال .. وثالثة ممن يذهب قسط لا بأس به من رواتبها في جانب الاستئجار وثلة منها مرفهة ..
أبناء وبنات لهم مطالب جمة .. ملابس ، كراريس ، ملازم ، نقل ، دروس خصوصية وما إلى ذلك من نفقات يقع على عاتق الأهل تسديدها .
كُثر هم من يُلحقون أبنائهم بالدراسة وهم لا يملكون ما يعينهم على متطلباتها أملا بأن يجنوا ثمرةً قد يطول او يقصر أمدها في تعيين أشبه ما يكون بالمستحيل في ظرفنا الحالي .. رغم هذا فإنهم يمضون قدماً في توفير أدنى المتطلبات تحقيقاً لهذا الأمل .
ليأتي خبر عدم تخصيص باب للمنحة المنشودة في موازنة الدولة بخيبة أمل لدى منتظريه ..
ترى .. متى سيحقق حلم العراقيين في الإيفاء بالوعود التي تطلق وما أكثرها .. ؟؟
مازال الطريق مفتوحاً لمن يريد أن يثبت حسن نيته وحرصه وإخلاصه في مساعدة شريحة لابأس بها من المجتمع ..
فتشغيل معامل للألبسة الجاهزة من قبل الدولة والتي بمقدورها أن تمد الطلبة بالزي الرسمي .. بذلك نكون قد استطعنا اكساءهم وزج طاقات لا بأس بها في عمل هم أحوج ما يكون إليه ، كما يمكن أن تمد الدولة يد العون للطلبة عن طريق توفير وسائل نقل خاصة تقلهم من والى أماكن سكناهم ، كذلك تخصيص وجبة غذاء تقدم للطلبة مجاناً .. فعجلة للعمل سوف تدو تحرك كل الاطراف ..
محاولة في رفع المستوى المعاشي والاقتصادي للفرد من خط فقر يرزح تحت وطأته الأعم الأشمل من أفراد المجتمع العراقي لاسيما أنها شريحة هي من أهم شرائح المجتمع وهي لبنة لبناء عراق جديد عراق خال من العلل والآفات الاجتماعية التي تنهك قواه وتشل أجزاءه ..