هل من الممكن ان نصحى يوما ونرى اصحاب المولدات واقفين امام دائرة العطالة بطالة يطالبون الحكومة بايجاد فرص عمل لهم بعد عودة الكهرباء الوطنية ونسمع ان السادة تجار المواد الكهربائية يبيعون الجوزات في باب الطوب (حاجة بربع) ويصبح للوايرات استخدامات اخرى كنشر الغسيل مثلا ويبدا المواطن العراقي بدفع فاتورة كهرباء واحدة حاله حال المواطن الصومالي (الذي من الممكن أن لايدفع فاتورة كهرباء اصلا) و تغيب الجمل التي ترافقنا منذ عقدين (فقست المولدة خففوا )( جاء الوطني حولوا) هل يمكن نعود لنسمع طرقات الباب والحاح (أبو المواد ) يطالبنا باستلام الطحين والتمن المخصص للاستهلاك البشري حصرا والسكر والشاي والحليب والزيت والبقوليات والمساحيق وهل سيعود الفقير الى بيع الفائض من تلك الحصة التي كانت تصلنا كاملة لانقص فيها في زمن الحصاروالعقوبات الدولية والطاق والطيق ونتجرأ اكثر على امنياتنا ونرى الهواتف الارضية تخلصنا من كارتات الموبايل وراحت الشبكة ورجعت الشبكة وتعود الهيبة لدائرة الاتصالات والبريد ونرى جارنا ابو محمد يستلم راتب الرعاية الاجتماعية في وقته ويكون هذا الراتب قادر على ان يحفظ له كرامته كأنسان ولن يكون ابومحمد طماعا فهو يتمنى ان يكون راتبه بقدر مصاريف الشاي والسكر اليومي لأي مسؤول في هذه الدولة هل يمكن ان نرى يوما شبابنا من خريجي الجامعات الذين يبذلون قصارى جهدهم اثناء الدراسة ويبذل ذويهم من ورائهم كل مايستطيعون من اجل توفير احتياجاتهم وهم يجدون فرص عمل تنتظرهم بعد تلك المعاناة ام ستبقى هذه المسألة مرهونة بالواسطة والمناسبات الانتخابية والدفع بلا وجع قلب الحقيقة انني لم اسمع يوما ان هناك من يدفع في كينيا أومدغشقر أوغابات الامازون لكي يعمل الا عندنا سبحان الله وهنا استشهد بحديث لأحد الساسة الخرافيين الذي يقول (لماذا يحمل المواطن الدولة مسؤولية كل شي فلا يمكن للدولة ان توفر فرص عمل للجميع على المواطن ايضا ان يجد له فرصة بعيدا عن الدولة ) ولا أعرف هل يقصد هذا الخرافي ان يذهب المواطن الفقير البسيط الذي يبحث عن لقمة العيش لبناء مصانع ومعامل ودوائر ويساهم في رفع المعاناة ام يجد له بلدا اخر ليس فيه مسؤولون خرافييون هل يمكن ان ياتي اليوم الذي نذهب فيه عصرا بعد نهار طويل من العمل الى منطقة (الدواسة )مع اصدقائنا واحبائنا لنتجول في مقاهيها ومحلاتها ومطاعمها غير مبالين لوقت منع التجول لنختم تلك الجولة بكيس جرزات من ابو سعد والدور الاخير في سينما حمورابي هل يمكن ان تعود نينوى سلة لخبز العراق وأذهب الى باب الطوب بكل عنفوان لأشتري طماطة عراقية وخيار عراقي وكرافس عراقي واكل زلطة عراقية خالصة بدل الخضروات المستوردة التي نأكلها اليوم و التي يصعب عليك فيها تمييز المشمش من الطماطة هل يمكن ان نرى شوارعنا بلا سيطرات حقيقية ووهمية ومصدات وووو هل يمكن ان نسمع يوما في نشرات الاخبار ان قادتنا السياسين اصبحوا سمن على عسل وأنا غارق في هذا الامنيات جاءني ولدي الصغير بابا بابا تحضر يقولون تفتيش.