المتشائمون عادة لا تثيرهم الا المشاهد السوداوية والتي بدورها تخلد في اذهانهم وفي نفوسهم, واذا ما ارتاد احدهم المجالس, لا ينضح من حديثه الا ما خلد في تلك الاذهان.
اما الفقير الى الله كاتب هذه السطور, ولان التفاؤل جزء من تكوينه النفسي فقد اعتاد ان يختزن كلا طرفي المعادلة الحياتية باشراقاتها وسوداويتها. لذلك اكتب عن الاخيار كما اكتب عن الاشرار.
يمثل الدكتور مهند صالح ركنا ركينا في حياتنا نحن الذين نعيش في مدينة سد الموصل او في تخومها. فما ان يشعر الرجل منا بوعكة الا وهرول الى عيادته ( اقصد الدكتور مهند) باحثا عن علاجه الشافي وقبل العلاج يبحث عن طيبته وحبه لرواد عيادته.
ما يجعلني اميز صاحبنا الدكتور عن كثير من اقرانه بالاضافة الى طيبته وحبه لمراجعيه, هو قناعته في الاتعاب لانه يتقاضى اجرا زهيدا يكاد يكون رمزيا عند الكشف على مرضاه. كما انه ينظر بعين العطف الى المحتاجين والفقراء مبتغيا وجه الرحمن الذي لا يضيع اجر المحسنين.
هذا النوع من التعاطي الراقي مع شرف المهنة رفع من مكانة صاحبه في عيون مراجعيه, خاصة المتعففين منهم. واضيف وانا واسرتي من مراجعيه: ملاحظتي للّوحة المثبتة على باب عيادته وقد كتب عليها ان الكشف مجاني لمن لا يستطيع دفع مبلغ الاتعاب.
يتحدث ابناء المنطقة وانا معهم عن ابرته (حقنته) السحرية التي تفعل مفاعيلها في جسد المريض منهم فيعود قويا كالحصان بعد يوم من الخمول والانحطاط الجسدي.
استطيع ان اضيف ان عيادته رغم بعدها عن مدينة الموصل الا انها مستوفية للشروط الصحية واكثر راحة للمراجعين من عيادات كثيرة منتشرة في مدينة الموصل.
رغم مصاعب الحياة وضغط المشاكل التي تؤرق الانسان الا ان مواقف بسيطة او كلمة طيبة بامكانها ان تمسح احزانا كثيرة فالكلمة الطيبة صدقة وابتسامة المرء في وجه اخيه فضيلة. فيا لها من حكمة.
انا وانت لن نغير الدنيا. ولكن كل دمعة تكفكفها يداك يسجلها الرحمن في سجل حسناتك. وكل بسمة ترسمها طيبتك في عيون الاخرين هي رحمة من المولى القدير لك عليها افضل الحسنات.
سلمت يداك ابو مصعب وكثّر الله امثالك
الكاتب: بقلم المحامي عامر جهاد اليوسف
|