أتسمت التجربة الإبداعية للفنان و الإعلامي أكرم سليمان والذي يتولى إدارة مكتب فضائية كوردستان في نينوى منذ أكثر من عشر سنوات،أتسمت بدرجة عالية من الخصوصية والمزايا والأبعاد الجمالية والمهنية بالمعنى القيمي التصنيفي و التوصيفي النـقـدي ،من خلال حضوره البهي المتألق ،بداياته كانت مع الفن ثم توجه نحو الإعلام،شارك في الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية،رغم النجاحات التي حققها إلا أنه يطمح في المزيد،عن مشواره الفني والإعلامي وأهم المحطات في مسيرته الإبداعية كان لنا هذا اللقاء مع الفنان والإعلامي أكرم سليمان والذي باردناه بالسؤال:
* حدثنا عن بداياتك في مجال الإعلام،وهل كان للصدفة دور في توجهك نحو الإعلام؟
- بصراحة،بداياتي كانت مع الفن وليس الإعلام،فبدأت فناناً في مطلع السبعينات وتحديداً في 1974ووصلت عملي في مجال الفن حتى عام 1999،وفي عام 2003 وبعد إستشهاد الزميل الإعلامي أحمد كريم مدير مكتب فضائية كوردستان في نينوى، وقع الأختيار من قبل إدارة القناة لأتولى إدارة مكتبهم في نينوى،فوافقت لكن لا أنكر الدور الكبير للاستاذ كاروان ئاكريي في تغيير توجهي من الفن إلى الإعلام،فكان له الأثر البارز في نجاحي في مجال الإعلام أيضا حيث كان يبدي ملاحظاته على التقارير والأفلام الوثائقية وخاصة السياسية منها.
* بدأت فناناً ومن ثم إعلامياً،هل هنالك ثمة علاقة ما بين الفن والإعلام؟
- بالتأكيد هنالك علاقة وطيدة ما بين الفن والإعلام،وأعتقد أن أحدهم يكمل الآخر،إلا إن الإعلام منحني وأضاف لي الكثير وبما أن هناك شبه تداخل ما بين الفن والإعلام،فقد حرصت على إجراء التحقيقات التلفزيونية وعمل الإفلام الوثائقية التي تناولت من خلالها معاناة المواطنين وكذلك مأساة العراقيين في ظل النظام البائد.
* عرفناك فناناُ شاملاُ وكذلك إعلامياً،فهل يحتل المسرح جزء من إهتماماتك؟
- نعم بلاشك، سيما وأن بداياتي الفنية كانت مع المسرح،فبدأت فناناً مسرحياً في دهوك في 1974 وحتى هذه اللحظة لازلت أركز في جميع اعمالي التلفزيونية أن يكون للمسرح جزء كبيرفيها،وأحاول دائماً أن أجمع ما بين الفن والمسرح والإعلام في أعمالي التلفزيونية.
* أغلبنا يؤثر ويتأثر،أنت كفنان ومخرج مسرحي هل تأثرت بالمخرجين العراقيين؟
- تأثرت بالكثير من المخرجين العراقيين الذين كان لهم الفضل في تقديم أعمال راقية نالت أعجاب وإستحسان العراقيين،فتأثرت بالكثير منهم ومن بين هؤلاء المخرجة خيرية المنصور.
* إحدى أفلامك الوثائقية سلطت الضوء على جريمة الإنفال، هل لك أن تحدثنا عنه؟
- العمل كان عبارة عن فيلم وثائقي عن شهداء البارزانيين،وكان بعنوان"من بارزان إلى الصحاري" أستغرق العمل فيه أكثر من ثلاثة أشهر،رغم أن وقت الفيلم لم يتجاوز الساعة والنصف، وأنتجته فضائية كوردستان، هذا الفيلم أتاح لي الفرصة للقاء الكثير من أسر الشهداء البارزانيين والذين يرددون بإستمرار( إعيدوا إلينا رفات أبنائنا)هذا الفيلم كان سبباً في قيام حكومة الإقليم بتشكيل لجنة لتذهب إلى جنوب العراق بهدف البحث عن رفات ألـ ثمانية الاف بارزاني الذين أقتيدوا إلى جنوب العراق وتحديداً إلى صحراء ( بصية ) في السماوة ،وبالفعل تمكنت اللجنة من إعادة أكثر من 500 رفات شهيد،وبصراحة لم يكن من السهل وضع موسيقى تصويرية لهكذا عمل مهم،لذا أستعنت بالفنان زاهد بريفكاني الذي كان يحتفظ بموسيقى خاص عن البارزاني الخالد،لذا أستطاع أن يضع الموسيقى التصويرية للفيلم،ليخرج الفيلم كعمل متكامل ناجح.
* لنعد إلى الوراء قليلاً،هل للصدفة دور في دخولك مجال الفن،كما لعبت دوراً في دخولك الإعلام؟
- الصدفة كان لها دور كبيرفي حياتي ففي كل محطة من محطات حياتي لعبت الصدفة دوراً هاماً في توجهي،فلازلت أتذكر أول عمل شاركت فيه كان عبارة عن بروفة لمسرحية تعرض في دهوك،ولأنني كنت من المتابعين لفن المسرح كنت حاضراً ضمن الجمهور،فشاءت الصدف أن يغيب أحد الفنانين عن الحضور والمشاركة في العرض المسرحي،فعلمت أن كادر العمل ينقصهم فنان،لذا سارعت لرفع يدي ملوحاً للمخرج سعيد زنكنة فعرضت عليه أن أخذ دور الممثل الغايب، فرفض ولكن سرعان ما وافق عندما رأى إصراري.وبالفعل صعدت إلى خشبة المسرح وأديت الدور وكان دوري زوج مع الفنانة(نجاة) فأعجب بي المخرج وكذلك الفنان جهاد دلباك والذين توقعاً لي مستقبلا كبيراً في المسرح،فعملت معهم حتى مطلع التسعينات،ولازلت أتذكر أول مسرحية أخرجتها كانت باللغة الكوردية وتحمل عنوان( جيروكا وى زه لامى ئه وى بويه صه ى ) أي ( حكاية الرجل الذي صار كلبا ) للكاتب اوزفالدو دراكون،وتحدثت أنه في المجتمع الرأسمالي تسقط القيم ويضمحل الانسان من خلال الاستغلال ، لكن لأسباب تتعلق ببطل المسرحية لم أوفق بتقديمها في دهوك آنذاك،وأتمنى أن أقدم هذا العمل مستقبلاً.
* مسيرتك الفنية فيها الكثير من المحطات،عند أي محطة من تلك المحطات تقف؟
- عند محطة إنتقالي من دهوك إلى بغداد، فبعد أن تيقنت أن الشهرة لمن تتحقق مالم أذهب إلى بغداد،توجهت إلى بغداد عام 1992 وهناك إلتقيت وتعرفت على الكثير من الفنانين من بينهم عواطف إبراهيم وسمر محمد واللتين عرفاني بالفنان سامي قفطان،وأنضممت إلى فرقة الفنان سامي قفطان والتي لا أذكر اسمهما،فعملت معه في مسرحية( خميس على خمسة) وذات مرة حضرت عرضا مسرحيا على خشبة مسرح الرشيد وشاءت الصدف أن يغيب أحد أبطال المسرحية،فطلبت من الفنان سامي قفطان أن أؤدي دور ذلك الفنان،فرفض في البداية ولكن سرعان ما وافق،فأشرت إلى الكونترول من خلف الستار لينقلي في الجو،وبالفعل رفع الستار وأطلت على الجمهور،فسمعت الفنان سامي قفطان وهو يقول من طلب نقله على الهواء،فأديت بعض الحركات وكذلك إجراء حوار،فشعرت بالجمهور وهو يصفق لي بحرارة فنظرت إلى الفنان سامي قفطان فوجدته يبتسم ويشير إلى لمواصلة العمل.وبعد إنتهاء العرض شعرت بجميع كادر المسرحية معجبين بأدائي،ومن بينهم الفنانة عواطف إبراهيم ومي جمال وحاتم سلمان،ومن هناك بدأت أمثل أدوار البطولة،ومن ثم توليت إدارة المسارح مثل مسرح الأعظمية والمنصور والإحتفالات والطلائع،فشاركت في الكثير من المسرحيات مثل مسرحية(حرامي السيدية،عطال بطال، أبن نعناعة،وغيرها)ولستة سنوات كنت مديراً للمسارح وأيضا ممثلا اشارك في أعمال مسرحية حتى عام 1999،ثم أصبحت مديراً لأعمال الفنان لؤي أحمد لخمس سنوات،كما شاركت مع الفنانة هند كامل في مسلسل خطوط ساخنة،وكذلك مسلسل مضت مع الريح للمخرجة خيرية المنصور ومع الفنان المرحوم عبد الخالق مختار،ومسلسل(انه الحب) للمخرج حسن حسني ومسلسل يوم الزفة للمخرج صبري الرماحي،والفيلم الأردني( مقادير) ومسلسل (المهافيف)وهكذا شاركت في أكثر من 14 عمل درامي، وآخر اعمالي هو الفيلم التسجيلي ( داستانا زاويتة ) اي ( ملحمة زاويتة ) التي حدثت عام 1960 وقد جسدت العمل على ارض الواقع في منطقة لومانا شمال دهوك وقد حضر الرئيس مسعود بارزاني لمشاهدة العمل على ارض الواقع وكان سعيدا بمشاهدته للعمل ولكن وللاسف لم يخبره احد باني بذلت مجهودا كبيرا في هذا العمل،مع ذلك استطعت ان اخرجه لتلفزيون كوردستان تي في .
* الفنانة العراقية سولاف وفي أكثر من مناسبة،تؤكد بأنك كنت سبباً في دخولها الفن،ما تعليقك؟
- بصراحة أعتز كثيراً بهذه الفنانة لأنها تذكر هذا الشي في أي مناسبة،فتعرفت إلى سولاف عندما حضرت مع والدتها إحدى المسرحيات في دهوك،وبما أنني كنت ممثلا ومخرجاً لتلك المسرحية وبعد إنتهاء العرض وجدت والدتها وهي تخبرني بأن سولاف تشعق الفن ولكن هي بحاجة لمن يأخذ بيدها،فطلبت مني ذلك،فوافقت وأصبحت فيما بعد تتلقى محاضراتي لساعتين يوميا ولأكثر من ثلاثة اشهر،وفي ذات يوم كان لدينا عرض مسرحي فغابت إحدى الفنانات فأتصلت بسولاف وسألتها إن كانت قادرة على أداء دور تلك الفنانة فأجابت بنعم،وبالفعل جاءت سولاف وشاركت في المسرحية وأدت الدور بنجاح،وأول عقد عمل أبرمتها مع المخرج الفنان عمران التميمي عام 1996 كان من خلالي،لكن للأسف ومنذ سنوات أنقطعت إتصالاتنا وتواصلنا.
* كلمة أخيرة؟
- أشكركم على استضافتكم لي عبر هذا اللقاء، وأتمنى لكم ولجميع الكادر بالموفقية والنجاح ودوام التألق.
الكاتب: جاسم حيدر
|