November 3, 2013, 8:36 pm
مواكبة لعجلة التقدم المسرعة في عالمنا اليوم والتسارع الرهيب في عالم تكنلوجيا المعلومات و الانجازات التي باتت ثورات تقدمية تهزّ العالم باسره بين الفينة والاخرى على غرار طرح الشركات المنتجة لاختراعاتها التي باتت بعيدة جدا عن الخيال و التي لاتزال ترسم علامات الاستفهام والتعجب لدينا لكونها نبتت في ارض شديدة الخصوبة لا علم لنا بها في الشرق الاوسط بصورة عامة والدول النامية أو النائمة ان صح التعبير وأصبحت محل تساؤلنا و أستفساراتنا المتكررة, وددت تسليط الضوء على تكنلوجيا جديدة بالنسبة الينا وهي غير جديدة في الدول المتقدمة ,الا وهي تكنلوجيا توليد الطاقة الكهربائية من نفايات المدينة ,و بهذا نكون قد طبقنا المثل القائل "نقتل عصفورين بحجارة واحدة" بغض النظر عن كون أمثالنا أيضا تتحدث عن قتل الطيور !!!!!!!
وبهذا نكون قد حولنا نفايات المدينة التي هي عبيء على عاتق بلدية الموصل الى وقود ثمين يدر على المواطن بالطاقة الكهربائية التي هي أكثر ما يحتاجه المواطن في مدينة الموصل اليوم ,ومن جهة أخرى نحن في صدد القضاء على التلوث البيئي الذي يسببه تراكم النفايات في المدينة عند تعثر عملية الوصول الى الاحياء الشعبية أو التي هي في حالة سيئة نتيجة انسداد الطرق لاي سبب من الاسباب.
و عرفانا مني بالجميل لجامعة الموصل التي وهبتني بكل سخاء العلم والمعرفة و كانت خير دليل لي للتعرف على سبل الخوض في ميادين العلم و التعلم باسلوبها الشاق المفيد الذي يسلط الضوء على الطالب المجتهد ويميزه عن زملائه الباقيين ,وددت ان أطرح هذه الفكرة العلمية لتطوير المدينة و جرّها الى ميدان التقدم من ناحية توليد الطاقة ,وبعد أن حالفني الحظ لزيارة بعض البلدان الاوربية و العربية و الاطلاع على نوعية الفكر التقدمي في تلك الدول و توجه المفكرين من مهندسين و مخترعين و مصممين لتحويل دولهم الى جنان على الارض ,أطّلعت على وجود منظومة لتحويل نفايات المدينة وأيضا النفايات الصناعية و النفايات الاخرى الى طاقة كهربائية و التخلّص بهذا من النفايات من جهة كما أشرنا سابقا و توليد الطاقة الكهربائية من جهة أخرى.
يقوم اساس فكرة المنظومة على الحصول على البخار من أحتراق النفايات والتي بدورها تقوم بتدوير توربينات توليد الطاقة الكهربائية و من ثم تجهيز محولات الطاقة الكهربائية التي بدورها تجهّز المدينة بالطاقة الكهربائية , هذه طبعا الفكرة المبسّطة جدا للموضوع أما التفاصيل فهي كثيرة و تحتاج شرح مطوّل سنقوم بتوضيحه على شكل مراحل ليتسنّى للمهندسين فهم الموضوع ومناقشته فيما بينهم اذا رغبوا في متابعة الموضوع ,كما هو معروف عن المهندسين وخاصة القدامى في مدينة الموصل عن متابعة المواضيع والتوصل الى طرق تطبيق المعلومة.
كما يمكن ان تستفاد من الحرارة الناجمة من الاحتراق للحصول على الماء الساخن لمختلف الاستخدامات الصناعية والمنزلية ومثل هذه الكمية الكبيرة من المياه الساخنة من الممكن ان تغذي معمل أو مصنع كبير وبكلفة قليلة وبهذا نحصل على المصدر الثاني للطاقة الا وهو الماء الساخن الذي بمجرد ربط انابيب المياه بالمبادل الحراري لمراجل البخار تحصل وبسهولة على المياه الساخنة.
وبالعودة الى المصدر الرئيسي للطاقة في المشروع الا وهي الطاقة الكهربائية , نحاول الآن القيام ببعض العمليات الحسابية لمعرفة كمية الطاقة الممكن أنتاجها من النفايات .
فمثلا كل أثنا عشر طن من النفايات الصلبة للمدينة تولد خمسة ميكابايت من الطاقة الكهربائية للمدينة و كما يلي :
كل واحد ميكاواط يعادل الف كيلوا واط وكل واحد كيلو واط يعادل الف واط .
وكل طن واحد من النفايات يعادل برميل نفط كامل كوقود للمحروقات !!!
وبما ان مدينة الموصل و من خلال الانقاض التي ترميها والتي تعادل 1,000 طن يوميا أو 30,000 طن شهريا فهي تستطيع توليد 700 كيلو واط يوميا من الكهرباء و 1500 كيلو واط من الطاقة الحرارية, وهذه الكمية من الطاقة الكهربائية ستساعد أهالي المدينة على زيادة ساعات توفر الطاقة الكهربائية, وخاصة في مركز المدينة لان وجود 0.7 ميكاواط من الكهرباء لتغذية مركز المدينة والمنطقة التجارية سيساعد على تخفيف العبيء على كمية الكهرباء التي تزود المدينة باكملها و كذلك سيساعد بذلك حكومة المدينة على تزويد المناطق المراد تزويدها بالكهرباء الاضافية عند انقطاع التيار الكهربائي للمدينة ومثال على الجهات التي هي بحاجة الى كهرباء مستمرة مثل المستشفيات و المدارس في موسم الشتاء في الايام المعتمة, ومن خلال دعم ثقافة جمع الانقاض بشكل منتظم و الابتعاد عن رمي القمامة في العراء للمناطق السكنية البعيدة عن مركز المدينة و عدم رمي الانقاض على جرف النهر ,نكون قد ساهمنا في زيادة انتاج القمامة التي هي الآن مصدر من مصادر توليد الطاقة الكهربائية التي نكون بامس الحاجة اليها اليوم.
الكاتب: المهندس يحيى القصاب
|