January 23, 2014, 9:55 pm
وجه اثيل النجيفي محافظ نينوى كلمة هامة الى اهالي محافظة نينوى،كشف فيها عن موضوعات هامة تهم اهالي المحافظة عبر تاريخ نينوى في فترة الاحتلال والمحطات التي ساهمت في تحطيم بنية المحافظة عبر اثارة صراعات داخلية
لو استعرضنا تاريخ محافظة نينوى في فترة الاحتلال ونتائجه وتاملنا محطات ساهمت في تحطيم بنية هذه المحافظة من خلال اثارة الصراعات الداخلية بين أهلها وإضعاف بنية مؤسساتها الأمنية وتحجيم قيادات المحافظة...ان ما تمر به نينوى من قرارات مجحفة بحق أهلها هي استمرار لمسلسل طويل يهدف الى تشكيل عراق بمفهوم جديد يُغيَب فيه دور محافظة نينوى.).
ويعود محافظ نينوى بكلمته الى اولى بوادر الفتنة في تلعفر الى عام 2004 وساهمت في ارباك المشهد السياسي في المحافظة:( ولعل تلعفر كانت نقطة انطلاق الفتنة الاولى عام ٢٠٠٤ . تلك الفتنة التي خلطت أوراق المقاومة بالإرهاب وساهمت في إرباك المشهد وإدخال أهالي محافظة نينوى في نفق مظلم يتصارعون بينهم طائفيا وقوميا وسياسيا. ولم تستفيق محافظة نينوى من محنتها الا بعد سنوات فلملمت جراحها وأعادت ترتيب وضعها مع اقليم كردستان بما يؤمن تعايشها المشترك .).
واكد النجيفي في كلمته الى قرار مجلس الوزراء ومخالفته للدستور في تحويل قضاء تلعفر الى محافظة:(قرار مجلس الوزراء باستحداث محافظة في تلعفر والموافقة من حيث المبدأ على استحداث محافظة في سهل نينوى مخالف للقانون والدستور ولا يمكن الأخذ به او القبول بتنفيذه مالم يمر عبر سياقات محافظة نينوى ومجلسها وقنواتها الرسمية ... وأننا نستغرب ان مجلس الوزراء استعجل في قراره ولم يناقش الموضوع تحت ضوء الشمس ومع كل الجهات المعنية ولم يستكمل الإجراءات القانونية بعلم أهالي المنطقة بمختلف مكوناتهم ولم يطلب خارطة توضح المقصود ورأي أهالي المنطقة ضمن هذه الخارطة( .
وكشف محافظ نينوى عن قرار لكتلة النهضة في محافظة نينوى باتخاذ خطوات قانونية ودستورية تقابل فيما اسماه:الفتنة ..:(ان كتلة النهضة في محافظة نينوى وإدراكا منها لخطورة الموقف كان لابد لها من خطوات قانونية ودستورية تقابل بها هذه الفتنة وإلا تغفل في الوقت نفسه تطلعات قد تبدو مشروعة في تحويل بعض الأقضية الى محافظات ولكنها ستكون كارثية اذا كانت محافظات قائمة على أسس مذهبية كما كانت في المقترح الذي مرر في غفلة من مجلس الوزراء.
ولهذا فقد استقر رأي كتلة النهضة في مجلس المحافظة على تكوين اقليم نينوى بالحدود الإدارية الكاملة لمحافظة نينوى على ان يضم هذا الإقليم محافظات تابعة له بما يؤمن استفادة أهالي بعض الأقضية من الارتقاء بالمستوى الاداري لاقضيتهم الى محافظات ويمكنهم من تحقيق خصوصياتهم من خلالها ولكنها محافظات ذات تقسيم اداري وليس مذهبي حسب المقترح الاخر. كما ان وجود تلك المحافظات ضمن اقليم واحد يؤمن تكامل أمني واقتصادي وتعايش مشترك لأهالي نينوى عموما.)..
نص كلمة محافظ نينوى الى اهالي محافظة نينوى
( بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء محافظة نينوى الكرام
يا أهالي الموصل وتلعفر وسنجار والبعاج والحمدانية تلكيف والشيخان ومخمور وجنوب الموصل
يا أبناء المحافظة من مسيحيين وايزيدية وشبك وتركمان وأكراد وعرب ويمكن ان نذهب بالتقسيم الى ابعد من ذلك فلكل فئة مكوناتها وشرائحها
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في كتابه العزيز (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) صدق الله العظيم
لو استعرضنا تاريخ محافظة نينوى في فترة الاحتلال ونتائجه وتاملنا محطات ساهمت في تحطيم بنية هذه المحافظة من خلال اثارة الصراعات الداخلية بين أهلها وإضعاف بنية مؤسساتها الأمنية وتحجيم قيادات المحافظة ... لوجدنا ان ما تمر به نينوى من قرارات مجحفة بحق أهلها هي استمرار لمسلسل طويل يهدف الى تشكيل عراق بمفهوم جديد يُغيَب فيه دور محافظة نينوى.
ولعل تلعفر كانت نقطة انطلاق الفتنة الاولى عام ٢٠٠٤ . تلك الفتنة التي خلطت أوراق المقاومة بالإرهاب وساهمت في إرباك المشهد وإدخال أهالي محافظة نينوى في نفق مظلم يتصارعون بينهم طائفيا وقوميا وسياسيا. ولم تستفيق محافظة نينوى من محنتها الا بعد سنوات فلملمت جراحها وأعادت ترتيب وضعها مع اقليم كردستان بما يؤمن تعايشها المشترك .
كما انعكس هذا الاستقرار على أهالي تلعفر فبعد أعوام من الصراع وآلاف من شهداء الفتنة الطائفية من الجانبين وعشرات آلاف من العوائل المهجرة في جنوب العراق او في مدينة الموصل ، وبعد ان بدأت ملامح الاستقرار وطي النزاعات تلوح بالأفق واستبشر أهالي تلعفر بعودة مدينتهم الى سابق عهدها. نجد اليوم ان ذات مشروع الفتنة بإطار جديد قد كشر عن أنيابه ليعيد محافظتنا وأهلنا الى حالة الصراع من جديد.
ان قرار مجلس الوزراء باستحداث محافظة في تلعفر والموافقة من حيث المبدأ على استحداث محافظة في سهل نينوى مخالف للقانون والدستور ولا يمكن الأخذ به او القبول بتنفيذه مالم يمر عبر سياقات محافظة نينوى ومجلسها وقنواتها الرسمية ... وأننا نستغرب ان مجلس الوزراء استعجل في قراره ولم يناقش الموضوع تحت ضوء الشمس ومع كل الجهات المعنية ولم يستكمل الإجراءات القانونية بعلم أهالي المنطقة بمختلف مكوناتهم ولم يطلب خارطة توضح المقصود ورأي أهالي المنطقة ضمن هذه الخارطة .
اما هذه الحالة التي هي أشبه باقتناص فرصة تم تمريرها في مجلس الوزراء في غفلة من الكثير من السادة الوزراء فانه قرار محرج حتى لمجلس الوزراء لانه لايمكن ان ينتج قرارا قابلا للتطبيق ... ولكنه يمكن ان يثير فتنة من الجدل والنقاش والصراع بين أهالي المنطقة .
والأمر ذاته سيكون في منطقة سنينوى وأي الفئات ستكون حاملة راية المحافظة الجديدة هل هم الشبك ام المسيحيين ام التركمان ام الأكراد ام العرب وهل هناك توافق بين كل تلك الجهات وكيف يمكن ان يكون توافق في المستقبل وهناك من يشحن ويحشد طائفيا ويريد ان يجعل من جميع هؤلاء أوراق لعب لمصالح في مناطق اخرى .
ولهذا فان كتلة النهضة في محافظة نينوى وإدراكا منها لخطورة الموقف كان لابد لها من خطوات قانونية ودستورية تقابل بها هذه الفتنة وإلا تغفل في الوقت نفسه تطلعات قد تبدو مشروعة في تحويل بعض الأقضية الى محافظات ولكنها ستكون كارثية اذا كانت محافظات قائمة على أسس مذهبية كما كانت في المقترح الذي مرر في غفلة من مجلس الوزراء.
ولهذا فقد استقر رأي كتلة النهضة في مجلس المحافظة على تكوين اقليم نينوى بالحدود الإدارية الكاملة لمحافظة نينوى على ان يضم هذا الإقليم محافظات تابعة له بما يؤمن استفادة أهالي بعض الأقضية من الارتقاء بالمستوى الاداري لاقضيتهم الى محافظات ويمكنهم من تحقيق خصوصياتهم من خلالها ولكنها محافظات ذات تقسيم اداري وليس مذهبي حسب المقترح الاخر. كما ان وجود تلك المحافظات ضمن اقليم واحد يؤمن تكامل أمني واقتصادي وتعايش مشترك لأهالي نينوى عموما.
وقد تقدم الان اكثر من ثلث أعضاء مجلس محافظة نينوى بهذا الطلب رسميا. وإذا كانت كتلة النهضة قد تقدمت بهذا الطلب بما يؤمن العدد المطلوب قانونا . فان أعضاء الكتل الاخرى اتصلوا بي عاتبين على عدم دعوتهم للمشاركة في هذا القرار التاريخي وأبدى الجميع استعدادهم للتعاون في إجراءات تشكيل الإقليم .
اي اننا نستطيع ان نقول رب ضارة نافعة فان هذه الفتنة قد دفعت مجلس محافظة نينوى الى الاتحاد كما هو حال أبناء محافظة نينوى عموما الذين نلمس حماسهم للاتحاد في تشكيل اقليم يحفظ وحدة نينوى ويحميها من الفتن.
الا اننا وكما تعودنا دائماً لابد ان نعد العدة ونستكمل تجهيزاتنا ونستفيد من تجارب الآخرين واهم تلك التجارب هي تجربة محافظتي صلاح الدين وديالى ... وقد شخصنا اربع عوامل لم تستكملها تلك المحافظات ...
أولها التأييد الشعبي ووحدة الرأي الداخلي للمحافظة ... ولهذا فإنني أدعو كل الأحزاب السياسية الناشطة في محافظة نينوى الى المناقشة وتوحيد آرائها وتناسي كل الخلافات السياسية السابقة وتوحيد رؤية مستقبلية لمستقبل نينوى. كما أدعو كبار شيوخ العشائر المؤثرين ان يجتمعوا ليكونوا عونا واضحا في تحديد مستقبل منطقتهم والدعوة مفتوحة الى المثقفين والنقابات لمناقشة الموضوع وإثرائه.
اما العامل الثاني فكان عدم التنسيق مع أطراف عراقية اخرى في وسط وجنوب العراق ... فإننا مهما تحدثنا في نينوى تبقى أعيننا ترنو الى وضعنا في بغداد وعلاقتنا مع إخوتنا في جميع أنحاء العراق وان قوة نينوى لن تكون الا من خلال مركز ينظر برعاية أبوية على ابنائه ... ولهذا فإننا نرسل رسالة واضحة الى أهلنا في جنوب العراق بأننا لن نقبل باي حال من الأحوال ان نتحول الى منطقة تحشيد طائفي يستعدي اخوانه من العراقيين ولن نقابل اخطاء الآخرين بأخطاء مماثلة فان قطرة دم اي عراقي برئ أغلى عندنا من كل الاعتبارات الاخرى وكل الذي نرجوه من إخواننا العراقيين فسح المجال لنا لنبني منطقة عراقية آمنة خالية من الفتن وستكون لكم عونا في استكمال ما تبنونه في مناطقكم.
اما العامل الثالث الذي لم تهتم به تجربتي صلاح الدين وديالى فهو طبيعة العلاقة والتنسيق مع اقليم كردستان .. فنحن ندرك ان هناك عدد من الأمور العالقة بانتظار حسمها ولهذا فإننا نقترح ان تكون لدينا لجان مشتركة مع اقليم كردستان لاسيما وان الجانب الكردي يشكل ثقلا أساسيا في مجلس محافظة نينوى وفي عدد من مناطقها ونحن واثقون بأننا كطرفين جارين ومتعايشين منذ أمد طويل قادرين على حل مشاكلنا لوحدنا بأسلوب اسهل بكثير من تدخل الآخرين الذين يريدون ان يسحبوا مشاكلنا الى مصالحهم وستكون لدينا لقاءات مكثفة معهم نأمل منهم فيها وباخوية بالغة مساعدتنا في تأجيل النقاط الخلافية الى وقت قريب يكون اكثر مناسبة لبحث هذه الأمور.
اما العامل الرابع الذي لايقل أهمية عن بقية العوامل فهو الرأي الإقليمي والدولي ... فان العراق لا يعيش لوحده في معزل عن العالم ولكل دولة في العالم اهتماماتها لما يجري من حولها وقد تكون تلك الدول مهما كان رأينا فيها عاملا مفيدا او معرقلا .. كما نحتاج أيضاً الى إفهام العالم بان هذا الإقليم هو سبيلنا للإبقاء على وحدة العراق وانه لايتعدى التشكيل الاداري الأقدر على تنظيم الحياة في هذه المنطقة ... ومعها رسالة اخرى لابد ان يسمعها العالم بان هذا الإقليم سيكون عونا لكل جهد يحارب الإرهاب وأننا كاهالي نينوى لو أعطينا الفرصة فنحن اقدر على محاربة الإرهاب في منطقتنا والقضاء عليه نهائيا ...
ولابد لهذه الرسائل ان تصل الى كل دول المنطقة والعالم من خلال وفود تتبنى الاتصال وشرح ابعاد الموضوع وتفادي سيئاته.
وختاما أقول بأننا اليوم امام منعطف تاريخي خطير لابد لنا فيه من تجاوز الأساليب السابقة التي تعودت عليها مناطقنا منذ بداية الاحتلال من الرفض والعزلة وانتظار النتائج الى حالة ثانية هي تقديم بدائل قانونية ودستورية والسير فيها وفق السياقات المعترف فيها دوليا
اسأل الله ان يحفظ نينوى وأهلها من كل سوء وان يبعد عنهم اثار الفتن من حولهم
والسلام عليكم ورحمة الله.)
الكاتب: صدى بريس
|