February 4, 2015, 2:19 pm
ان من انكى مايصيب الشعوب وينتاب الامم نابة سوء تحل في ساحتها فتفرق كلمتها وتهدم اواصر المودة فيما بينها حتى تأتي هذه النابته على جوهر ,وجواهر القيم الانسانية فيها تراها امة متفرقة مهلهلة الوشائج بل ربما تتحول فيها المحبة الى بغض بين افرادها والمودة الى عداوة وحسن الظن الى سوءة
فكلما ما ان انحدر هذا الانحدار توالت عليها مطامع الاشرار واستشرت عليها ذئاب البشر حتى تصير سلما ونهبا وخلسة وفرصه سانحة لمن لايريد بها ولها الا سوء المنقلب وخاتمة السوء,
قبل ايام ليست بالبعيدة دخلت مكتبة فخمة فارهة لبيع الكتب في حقولها المختلفة واتجاهاتها المتعددة سألت صاحب المكتبة الذي لا يحصن عندي ان اذكر اسمه قلت له : ابغي كتابا يعالج واقع الامه الراهنة
فأجابني قائلا : وماذا بقي لهذه الامه من خير حتى تعالج شرها,
ايها المثقفون الغيارى يامن تنتسبون لقيم هذه الامه بجداره هذا هو اليأس والقنوط الذي اصاب الامه افرادا وجماعات على شتى الصعد فيها هل تجدون جوابا يكون دواء لهذا الداء العضال وبلسما لهذا المرض الوبيل
ان كنتم كذلك فافتحوا حقائب افكاركم وخزائن افئدتكم وارشيف معلوماتكم لتضربوا بسهم للمشاركة في تغيير هذا الواقع المرير واضنه لايتحقق الاصلاح الا بصلاح النفوس
لان اصلاح الامة لايكون الا على الهمم العالية
اقول لقد بقي للامه رسولها وللناس دينهم الابدي وللمسلمين قرآنهم الذي فيه وصف دائهم ودوائهم.
ان الامة تستطيع ان تعيد عافيتها وتستمد مجدها لانها تملك الوسائل اللازمه لتحقيق ذلك ولكن لايتحقق ذالك بفرد ولا بفئة ولا بمجموعة وانما يتحقق للكل بالكل, فالمسلمون يد واحدة ويد الله مع الجماع ومن شذ, شذ الى النار .
ان الاسلام الواحد لايعرف هذه المسمياة التي فتحت على الامه ابواب شر المستطير فرقها ايادي سبأ فالسني فيها يكفر الشيعي والشيعي يكفر السني وفي داخل الطائفتين طوائف اخرى وانقسامات يكفر بعضهم بعض فياليت شعري من المسلم فيكم اذا سلفي وصوفي وجعفري وعلوي وخارجي واباضي وسوى ذلك كثير ماعلم لهم للرعيل الاول من الامة خبرا وما وصله عنهم نبأ.
فلا ادري كيف يقتنع هؤلاء بما هم فيه فرحون وعليه يقتتلون وقد تركوا وائهم ظاهريا ماصلح به امر الامة اولا تركوا هدي محمد فاول بسوء فهم ما لايهدم الامة وحرفوا وغيروا وصار يتكلم بما لايعلم انصاف المتعلمين الذين يهرفون بما لايعرفون.
ينصبون انفسهم امراء وزعماء وقادة لاحزاب شتى فلو سئلت احدهم بأدنى فتيى مستطاع والله ان يخرج منها بجواب يتفق مع هدي العلماء ولا هدى الفقهاء فيكفرون هذا ويكفرون ذاك ,يعدون خارطة يسجلون فيها منازل في الجنه ومنازل في النار كما تشتهي انفسهم وكما تملي عليهم اهوائهم, اما علم هؤلاء ان هذا هو التبلي على الله المرفوض والمنبوذ الذي قد يخرجهم من الملة من حيث لايعلمون فالحذار الحذار والبدار البدار للتوبة الى الله كي يسلم لامه مابقي من سلطانها.
فبالله عليكم هل يسركم ان تصل هذه الامه الى هذا الانحدار والمنعطف الخطير الذي الم بنا وبأمتنا السمحاء فصار يقتل بعضنا بعضا ويتهم بعضنا بعضا.
ثورة تتعدد ومؤامرات تحاك في غلس الليل او في وضح النهار وما اكثرها وما اخطرها ,فلما لم يحصل مثل ذلك ابدا في الدول التي فرضت عليكم ان تسموها دول عظمى وقوة كبرى تخيفكم وترهبكم وكنتم قبلا في عهدكم الزاهر ترهبون ولا ترهبون ولا تستقيم لعدوكم الا ان يستقيم هو لكم ولا تدعوا الى السلم الا ان يسالمكم عدوكم احباط وضياع في هذه الايام وتعثر ينتاب عموم جسد هذه الامه.
اما تعلموا ان اكباركم لهذه الدول ماحصل الا بضعفكم وتقهكركم حتى صرتم تشكون في اعز قيمكم وتتهمون كبراء علمائكم ولا تثقون اعظم قادتكم فتجمعت عليكم الامم وفرضت عليكم دساتير لاتستطيعون ان تحيدوا عنها وان تنفكوا من تنفيذها بحذافيرها وبعد ذلك يدعي فيكم المدعون والمخدوعون عن عقولهم ان السيادة لاتزال في دولكم وشعوبكم وامتكم هذا ماظلمتم به انفسكم وظلمتم به حتى الاجيال من بعدكم.
خذوها وصية من انسان يحدب هذه الامه وتأخذه الشفقة عليهم حتى يسيروا على الطريق اللاحب في الشريعة المثلى التي جاء بها قرأن ربي عز وجل, اخوتي من اهل السنة والجماعة لما لم تكن في حساباتكم العلمية والفقهية درر اهل بيت النبوة اين فقه علي ابن ابي طالب, اين فقه الحسين اين فقه محمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم اين فقههم في واقعنا العملي فالواحد منا لايتكلم الا بفقه ابي حنيفه ومالك والشافعي واحمد ابن حنبل والثوري والاوداعي وغيرهم من الفقهاء, فهل عنينا بفقه اهل البيت كعنايتنا بفقه هؤلاء الذين نقم لم وزننا كما يستحقون ولكن استحقاق ماصح عن اهل البيت من فقههم هو الاولى بالاخذ واسلم لدين الفرد في النقل وفي الرأي,
ستجبونني ان منا علماء كتبوا في اهل بيت النبوه مثل مافعل محمد ابوا زهرة واضرابه رحمهم الله وحفظ الاحياء منهم
اقول صحيح ماتقولون ولكن اين هذا في الواقع العملي لانني لا اعرف في اهل السنه الا هذا حنفي وذا شافعي وهذا حنبلي وذلك مالكي هذا من جانب ومن جانب اخر اقول للشيعة لاحق لكم ان تعطلوا النصوص المحكم في القرأن الكريم التي اثنت على الصحابه كثير منهم ثناء لايحجبه تأويل فاسد ولايفهمه ضال فخافوا الله في انفسكم صحيح ان الصحابه لايكونون في ميزان واحد والمقدم عندنا ,والله الصحابه من اهل بيت النبوة فهذا ماتدين به الله ولا نداد فيه احد لانه امر الهي وهدي نبوي ولا اعلى في سبيل التزكية من الله ورسوله.
خطئوا من تخطئوا منهم فكل ابن آدم خطاء ولكن ليس من حق احد ان يكفر احد الا بدليل اوضح من الق الشمس في رابعة النهار اكتفي بهذا وانتظر الرد ليتبعه الرد.
الكاتب: الدكتور الشيخ صالح ابراهيم عبود – كلية الامام الاعظم
|