February 16, 2015, 4:41 pm
في أطراف مدينة الموصل التي سيطر عليها تنظيم ما يعرف بـ " داعش" في العاشر في حزيران الماضي، وهناك مواجهات شبه يومية بين قوات البيشمركة الكردية وبين عصابات"داعش"فضلا عن قصف طائرات التحالف الدولي لمواقع"داعش" وخطوط أمدادهم،
جبل بعشيقة يضم المقرالمتقدم للفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني يجري فيه لقاءات بين مسؤولين سياسيين وحكوميين، لبحث آخر التطورات الميدانية وكذلك الإستعدادات لتحرير مدينة الموصل،حيث يتواجد القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني عصمت رجب مسؤول فرع الموصل للحزب، والذي أشرف على الكثير من العمليات التي شنها قوات البيشمركة ضد معاقل داعش،وكذلك الهجمات التي شنتها البيشمركة لأستعادة السيطرة على الكثير من المناطق مثل سد الموصل والكثير من القرى،ارتأينا استضافته عبر " وكالة صدى بريس" ليحدثنا أكثر عن وضع مناطق نينوى ونشاطات قوات البيشمركة،
إنسحاب قوات البيشمركة من مناطق سهل نينوى وغيرها،كان اشبه بالحلم،ما الذي دفع بهم للأنسحاب وهناك الملايين ينظرون أليهم كالسد المنيع؟
- هناك اسباب كثيرة تقف وراء انسحاب قوات البيشمركة من مناطق سهل نينوى وخازر،لعل أهمها القرار الذي أتخذته القوات الأمريكية بقصف المنطقة للحد من تمدد عصابات داعش،لذا تقرر أنسحاب قوات البيشمركة إلى ما بعد خط 36،كون القوات الأمريكية لا تمتلك خرائط للمنطقة سوى تلك التي بحوزتها وهي تعود ألى ما قبل 2003،وكذلك الأنباء التي تواردت عن تحشيد بعض اهالي القرى العربية في المنطقة،وتلك القرى تقع خلف مواقع البيشمركة في سهل نينوى،وتفاديا لأراقة أنهار من الدماء قررت القيادة بأن تنسحب قوات البيشمركة،لإعادة تنظيمها ومن ثم شن الهجمات ضد مواقع داعش،
كما ان عدم انسحاب البيشمركة ومقاتلة داعش في مناطق سهل نينوى والقرى،كان يلحق اضرارا كبيرة بسكان المناطق وهذا ما لا تتمناه حكومة كوردستان ولا قوات البيشمركة،مع هذا فقد قاتلت قوات البيشمركة في قرى علي ره ش وبازوايا وحتى في مركز ناحية برطلة ضمن سهل نينوى،قبل أن تنسحب .
* هناك تضارب في الأنباء حول تحرير مناطق من قبل قوات البيشمركة وأحتفاظ تنظيم(داعش) ببعض المناطق،ماذا يجري على الأرض؟
- ما يجري على أرض الواقع هو مخالف ما معلن عنه في بعض وسائل الإعلام،خصوصا تلك الموالية لتنظيم"داعش"لذا نؤكد لكم بأن قوات البيشمركة إستعادت الكثير من المناطق واضاقت الخناق على داعش،ومن تلك المناطق قضاء الكوير وناحية مخمور وربيعة وزمار وكذلك منطقة سد الموصل وهي منطقة كبيرة وقصبات تللسقف وغيرها،بل تمكنت قوات البيشمركة من تطهير عشرات القرى من بينها قرية حسن شامي قرب منطقة خازر والتي كانت تعتبرمعقل عصابات داعش في المنطقة.
* تحرير المناطق من سيطرة تنظيم(داعش) يتم ببطيء ممل،بينما الجميع يطالب بالأسراع في ذلك، ما السبب؟
- ربما هناك من يرى في عمليات تحرير القرى والمناطق بطيء،لكن على الأرض عمليات تحرير القرى والمناطق تحتاج إلى جهد كبير،سيما وأن عصابات داعش تمتلك العدة والعدد،وتقوم بتفخيخ الطرقات والشوارع والمباني بعد انسحابها من القرى والمناطق،لذلك فتحرير المناطق يحتاج إلى جهد هندسي تؤمن لقوات البيشمركة دخول المناطق ومن ثم السيطرة عليها،فضلا عن وجود الكثير من اهالي القرى الذين أنضموا لداعش هؤلاء أيضا يتسببون في تأخير موضوع تحرير جميع المناطق.
تسليح قوات البيشمركة مكنتها من التفوق على تنظيم (داعش)هل هذه الاسلحة تلبي حاجتهم،ام أنهم بحاجة لأسلحة أكثر تطورا؟
هناك اسلحة وذخيرة وصلت قوات البيشمركة،لكنها دون مستوى الطموح،وهذا ما أكده الرئيس بارزاني وقيادات اخرى في حكومة كوردستان،فأن مستوى التسليح كان ضعيفا،وإلا فأن قوات البيشمركة قادرة على دحر تنظيم داعش، وتحرير جميع المناطق من قبضته،لذلك فنحن مع تجهيز قوات البيشمركة بالاسلحة الثقيلة والحديثة والمتطورة،لتتغلب على تنظيم داعش والذي يمتلك مختلف أنواع الأسلحة.
نتابع لقاءاتكم مع محافظ نينوى ورئيس مجلس المحافظة ومسؤولين وبرلمانين،هل اثمرت هذه اللقاءات عن شيء،ليصب في خدمة أهالي نينوى؟
اللقاءات التي تجمعنا بمحافظ نينوى ورئيس واعضاء مجلس المحافظة ومدير شرطة نينوى ومسؤولين آخرين،اثمرت عن نتائج طيبة،سيما وهي تهدف ألى توحيد الرؤى وتقريب وجهات النظر بين الجميع من أجل الإسراع في أنهاء تحرير مدينة الموصل والتي ينعكس ايجابا على جميع مناطق العراق،لذلك فلقاءاتنا مستمرة ومتواصلة مع مختلف الاطراف وكذلك مع أهلنا النازحين من نينوى،من اجل تحرير جميع المناطق وبالسرعة الممكنة.
روز نوري شاويس ذكر بأن قوات البيشمركة تضم مختلف اطياف العراق،هل هذا يعني بأنها ليست قومية وتمثل مكون واحد كما تُتهم؟
بالفعل، قوات البيشمركة ليست قوات قومية وطائفية كما يحاول البعض الاساءة أليها،فهي تضم مختلف مكونات اقليم كوردستان،وقد شهدت الفترة الأخيرة أنضمام الكثيرين اليها،فهي تمثل كل أهالي كوردستان والشرفاء والأحرارفي العراق،ممن يرفضون الظلم والأرهاب والجريمة،ويرغبون في خلق أجواء امنة مستقرة هادئة،بعيدا عن الأقتتال والطائفية والقتل والغدر والأختطاف والظلم.
هناك حديث عن عدم وجود تنسيق بين طيران التحالف وقوات البيشمركة،هل هذا سبب بعض الأهداف الخاطئة للطائرات؟!!
ليس هناك تنسيق مباشر،لكن التنسيق والتعاون يتم من خلال مركز تنسيقي،وبالنسبة لقصف الأهداف الخاطئة،فهي قليلة جدا اليوم،نظرا لتحديد مواقع وأوكار لإرهابيين بدقة من خلال الإستخبارات،رغم ذلك قد يحدث في حالات الحرب تحديد أهداف خاطئة،ولكن هناك عمل وسعي حثيث لأختيار أهداف محددة وفعلية،بدليل الضربات الأخيرة التي شهدتها مدينة الموصل وغيرها،حيث تم أستهداف أوكار الدواعش بدقة واوقعت فيهم خسائر كبيرة واضرار جسيمة.
الكل يتحدث عن قرب الهجوم المرتقب على الموصل،والبعض يدعوا أهلها للأستعداد،أذا تحريرها بات قريبا؟
معركة تحرير الموصل باتت قاب قوسين أو أدنى، لكن تحديد الوقت والزمن ليس في صالح القوات الأمنية ولا أهالي الموصل،بل تمكن عصابات داعش من التحشيد وأخذ الأحتياطات وهذا ما لا نتمناه،وتحديد موعد المعركة وساعة الصفر تفرضه الظروف المؤاتية والوقت المناسب،كي تتم بأقل الخسائر وبالسرعة الممكنة،فهناك مساعي وجهود تبذل من أجل أن تكون معركة تحرير الموصل قريبة، وأن قوة تحرير الموصل اصبحت جاهزة وتتنظر الأوامر الخاصة،والرفض الشعبي لتواجد داعش في الموصل يتزايد، مما يسهل تحرير المدينة وحسمه لصالح أهالي المدينة.
البعض يتحدث عن (خونة) في أطراف الموصل،هم الذين أفسحوا المجال لتنظيم(داعش) بالتغلل في المناطق،كيف ستتعاملون مع هؤلاء أن ثبت ذلك؟!!
لا ننكر ولا يخفى أن هناك بعض أهالي القرى الذين انضموا ألى عصابات داعش، وحملوا السلاح ألى جانبهم،إلا أن أغلب هؤلاء غادروا قراهم وهم يسكنون داخل الموصل وفي أطرافها اليوم،هؤلاء ارتكبوا خطأ جسيما بتاييدهم لداعش،وغدروا بأهالي مناطقهم والقرى المجاورة لهم،وعليه فأن العدالة يجب أن تاخذ طريقها أن ثبت تورطهم في عمليات قتل ونهب وسلب وأختطاف،وكذلك العادات والتقاليد العشائرية تفرض عليهم عقوبة،أما من غادر قريته خشية القصف والأقتتال والعنف،فهؤلاء بأمكانهم العودة ألى قراهم ومناطقهم، معززين مكرمين،ونؤكد لكم أن هناك أعداد كبيرة من الأخوة العرب يسكنون في قراهم ومناطقهم ضمن حدود اقليم كوردستان،دون تعرضهم لأي نوع من التجاوز أو التضييق،لأنهم أخوة وأحبة ونعتبرهم أهلنا.
في ظل هذه الأحداث،هل هناك لقاءات واتصالات بينكم وبين شيوخ ووجهاء العشائر العربية داخل وخارج الموصل؟
- بصراحة، هناك أتصالات ولقاءات ولكن دون مستوى الطموح،خصوصا مع هؤلاء الذين كان يربطنا علاقات قوية،للأسف بعض هؤلاء تخلوا عنا وفضلوا الأصطفاف مع داعش،ويؤسفنا ذلك،سيما وهم يمثلون قبائل وعشائر معروفة،وكان يفترض بهم أن يساهموا في رفع الظلم ووضع حد لجرائم داعش ضد أهلهم وابناء عشائرهم.
نسمع من هنا وهناك،ان نقاط السيطرة في مداخل اربيل ودهوك يمنعون الكثيرين من دخول تلك المحافظات،ما صحة ذلك؟
الإجراءات الأمنية فرضتها الظروف، وهذا ما تؤكده القيادات في حكومة اقليم كوردستان،بدليل الأعتداء الأرهابي على اربيل قبل ايام، ففي ظل سقوط مدينة الموصل واجزاء من نينوى،لابد من أتخاذ أجراءات احترازية لمنع تسلل الأرهابيين والمجرمين ألى محافظات الاقليم،بدليل أن الأجراءات الامنية تشمل حتى سكان الأقليم من الكورد،فاقليم كوردستان رغم مشاريع البناء والأعمار فهو يعيش حالة حرب،سيما وأن قوات البيشمركة لازالت تقاتل على الجبهات،لذلك نحن مع هذه الأجراءات ولا يمكن أن نتخلى عنها،رغم أننا نتمنى أن تنتهي مسلسل العنف في العراق،وتستعيد جميع المناطق عافيتها،وبالتالي نتمكن من الغاء هكذا إجراءات، ليتنقل المواطن بحرية ودون قيود،بعد رفع جميع تلك السيطرات داخل الأقليم، لكن ما نود قوله أن هذه الأجراءات لا تتخذ بحق ابناء مكون معين،بل فرضتها الظروف، وهي لدواعي أمنية لا أكثر.
القرى والمناطق التي حررتها قوات البيشمركة،لازالت منيعة عن سكانها الذين يرغبون بالعودة أليها، ما السبب؟
بالفعل قوات البيشمركة ليست في موضع يعيق عودة أهالي القرى التي تم تحريرها في وقت سابق،لكن تلك القرى والمناطق هي في مرمى نيران داعش، بل هناك بعض القرى التي لاتزال الكثير من المنازل فيها مفخخة، بدليل أن ناحية زماربعد\ تحريرها وكذلك بعض القرى المحيطة بها،هناك من عاد ألى قراهم إلا أنهم استشهدوا كون منازلهم كانت مفخخة،دون أن يعلموا،لذلك تفضل قوات البيشمركة عدم السماح لعودة اهالي القرى،إلا بعد تامينها بالكامل بحيث تدفع اذى الدواعش عن قراهم،وذلك حفاظا على أرواح الناس،اضافة ألى أن تلك القرى بحاجة لأعادة الخدمات كالماء والكهرباء،بعد أن جعلت منها عصابات داعش مجرد خراب ودمار.
يجري الحديث عن فتح معسكر لتدريب قوات الحرس الوطني والتي ستكلف بتطهير مدينة الموصل،ما صحة ذلك؟
هناك معسكر لتدريب قوة تحرير الموصل،وهي القوة التي ستمسك الأرض بعد تطهير مدينة الموصل،وهي نواة لقوات الحرس الوطني التي ستكلف مستقبلا لحماية المدينة،وقد تلقت هذه القوة التدريبات وكذلك الاسلحة،وهي بأنتظار ساعة الصفر لتتحرك تجاه الموصل،وهذه القوة تمثل مختلف مكونات نينوى،ولا تمثل مكون أو طيف معين.
كلمة أخيرة ؟
نتمنى أن تستعيد الموصل عافيتها، ليتسنى لأهلها النازحين بالعودة ألى مدينتهم أمنين سالمين،وسنعمل مع الجميع من أجل الإسراع في ذلك،في ظل زيادة معاناتهم يوما بعد آخر، وشكرا لكم لمتابعتكم نشاطاتنا.
الكاتب: جاسم حيدر
|