التقى وزير الثقافة فرياد رواندزي خلال زيارته لمحافظة البصرة محافظها ماجد النصرواي وجرى خلال اللقاء الذي عقد في مكتب الاخيرالتباحث في الاستعدادات والإجراءات اللازمة لمشروع البصرة عاصمة الثقافة العربية عام 2018 والذي اقر في اجتماع وزراء الثقافة العرب الأخير الذي عقد في الرياض.
وأكد رواندزي أن هذا المشروع يتطلب خطط مدروسة وشراكة بين وزارة الثقافة والحكومة المحلية وكذلك وزارة السياحة والاثار وهذا يتطلب تشكيل لجان مشتركة لانجاز هذا العمل مبينا أن هدف الزيارة مناقشة الآليات للقيام بهذا المشروع والتحضير للبدء بالخطوات العملية الأولى التي ستنطلق مطلع عام 2016 ، وأشار الوزير إلى وجود مسارين للعمل الاول استثماري وهو مايتعلق ببناء مجمع ثقافي ومن دونه لايمكن البدء بالمشروع ولابد ايضا من اكمال مشروع المسرح في البصرة والذي حصل فيه تلكؤ من قبل الشركة المنفذة والذي ادى الى سحب العمل منها وهو مايستوجب الاسراع به ، واضاف اذا ما انجز المشروعين فأنهما سيشكلان بنى تحتية جيدة للمشروع،اما مايخص المسار الثاني المتعلق بالجانب التشغيلي وهي الفعاليات والنشاطات المتنوعة وتقع ضمن اختصاص الوزارة فأن الوزارة ستتعاون مع المحافظة والاتحادات لتخرج بالشكل اللائق، في جانب آخر من اللقاء ناقش الوزير مع المحافظ السبل الكفيلة لتذليل المعوقات والعمل سوية مع المحافظة ومايمكن ان تقدمه من جانبها لمشروع البصرة عاصمة الثقافة مؤكدا ان محافظة البصرة تستحق الكثيرلانها عين العراق ورئته وبوابته على الخارج واضاف الوزير هنالك خطط لبناء بيوت ثقافية لان الاقضية مهمة في رفد الجانب الثقافي وعلى المحافظة تخصيص قطع الأراضي اللازمة لذلك.
من جانبه أشار الوكيل الاقدم للوزارة طاهر الحمود خلال الاجتماع الى اهمية انجاز البنى التحتية الثقافية وهذا يتطلب تعاون وتواصل الجميع وبالاخص المتابعة من قبل المحافظة بعد تخصيص الاموال للمشاريع من قبل الوزارة وهذا يتوقف على توفير قطع الاراضي اللازمة لاقامة هذه المشاريع مع ضرورة تشكيل لجان بين الجهات المعنية
من جانبه اشار المحافظ الى ان المحافظة ستتعاون مع الوزارة لانجاز المشروع وانها تعد الخطط اللازمة للكثير من المشاريع الخاصة بالبنى التحتية مؤكدا ان المشاريع الكبيرة ستحال الى الشركات الاجنبية المتخصصة من اجل احداث تغييرفي البصرة وجعلها بصورة افضل وان تكون مؤهلة لاستقبال فعاليات البصرة عاصمة الثقافة العربية ووعد بتوفير الاراضي اللازمة لاقامة البيوت والقصور الثقافية وكذلك حل كل الاشكالات التي تعيق استكمال مسرح البصرة .
وعقد الوزير والمحافظ مؤتمرا صحفيا بعد اللقاء تحدثا فيه عن مجمل مادار في اللقاء .
ومن اجل استكمال مباحثاته ولقاءاته التشاورية زار رواندزي مجلس محافظة البصرة والتقى الشيخ احمد السليطي رئيس اللجنة المالية في المجلس وعدد من اعضائه واوضح الوزير ان الهدف من الزيارة هو لمناقشة مشروع البصرة عاصمة الثقافة العربية لعام 2018 وماينبغي ان يوضع من خطط لانجاز هذا الامر وهذا يتطلب اشراك جميع المعنيين من محافظة ومجلس ومثقفين وأكد أيضا " أنني سأتابع الأمور بنفسي اول بأول ولكن نحتاج الى جهود المجلس ولابد ان يكون المجلس حاضرا في اللجان المشكلة " .
من جانبه اكد الشيخ احمد السليطي ان المجلس اتخذ قراره بالاجماع لدعم هذا المشروع وضرورة الاسراع بتذليل المعوقات ومتابعة العمل مع الجهات المعنية في وزارتي الثقافة والسياحة مشيرا الى ان الازمة المالية تلقي بظلالها على هذا الأمر ولكن سنبذل مابوسعنا لتجاوز الصعاب.
وقد بدأ وزير الثقافة فرياد رواندزي زيارته إلى البصرة بصحبة وفد ضم وكيل الوزارة الاقدم طاهر الحمود والمستشار الثقافي الدكتور حامد الراوي وعددا من المدراء العامين والفنيين استهلها بلقاء عدد من المثقفين والأدباء والفنانين في البيت الثقافي لغرض مناقشة مشروع البصرة عاصمة الثقافة العربية لعام 2018 .
وابدى سعادته بزيارة البصرة واللقاء بالنخب الثقافية فيها وقال رواندزي في معرض حديثه عن البصرة : إن البصرة مدينة لاتضاهيها مدينة فهي مدينة البحر والتعددية ومدينة السياب
وقال رواندزي خلال حديثه ان الهدف من الزيارة هو الاطلاع على استعدادت المدينة لاستضافة فعاليات البصرة عاصمة الثقافة لعام 2018 ونحن اليوم اذ نلتقي بمجموعة من المثقفين وسنلتقي بالحكومة المحلية لنتعرف على أرائهم ووجهات نظرهم حول هذا المشروع حيث اننا من جانبا وضعنا الخطوات الأساسية واتخذنا الاجراءات القانونية والرسمية والمالية للبدء بالمشروع .
واشار الوزير الى ان عام 2015 هو عام صعب من الناحية المادية ولكن نتمنى ان نتعدى هذه الازمة وان تكون الاعوام القادمة افضل ونتخذ الخطوات اللازمة لتكون البصرة بالشكل الذي يليق بها لتكون عاصمة للثقافة وهو اقل مايمكن ان نقدمه للمدينة واكد على دور المثقفين في هذا الجانب وضرورة تكاتفهم مع الوزارة من اجل النهوض بالمدينة وواقعها من خلال الفعاليات الثقافية والتي يمكنها تجسير العلاقة مع الثقافات العربية .
وفي سياق الحديث اكد رواندزي على ضرورة الاهتمام بالبنى التحتية للمشروع وهذا يتطلب تهيئة القاعات والمسارح اللائقة لهذه المناسبة وهذا يتطلب تظافر جهود الجميع من الحكومة الاتحادية والمحلية والاتحادات والنقابات لكي نتغلب على المصاعب واذا ماتمكنا من ذلك فإننا سنشهد ولادة هذه الفعاليات وأشار كذالك إلى ضرورة الاستفادة من اخطاء التجارب السابقة في مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية بغية تجاوزها وعدم تكرارها ونتمنى للمثقفين في البصرة ان يعملوا كفريق واحد لانجاز المشروع وان يكون الجميع رقباء على عملية انجاز المشروع وانه لن يتردد في اتخاذ اي قرار يسهم في انجاح هذه المهمة و انه يملك تصورا كاملا عن القامات الثقافية في البصرة والتي ستكون داعمة لهذا المشروع واشار انه سيشكل هيئة استشارية من (25) عضوا من المثقفين البارزين في شتى المجالات ليكونوا سندا للوزارة للسنوات الاربع وحصة البصرة مضمونة في هذا الأمر. ونوقش خلال اللقاء الواقع الثقافي وضرورة النهوض به ، حيث أكد الوزير على ضرورة مغادرة الاساليب القديمة في التعامل مع المنجز الفني والثقافي وضرورة ان يكون للعمل الفني جدوى اقتصادية فالسينما على سبيل المثال (صناعة-وسوق- ومال) وهذا مايدعونا الى تغيير في اليات وأساليب العمل الثقافي والفني .
وفي اشارة الى بيت السياب خلال الحديث عبر الوزير عن امكانية ادراجه ضمن المشاريع الاستثمارية للبصرة عاصمة الثقافة لآن السياب اسم مرادف للبصرة وله مكانة كبيرة ومهمة .
واستمع الوزير الى اراء الحاضرين حيث اشار اغلب المتحدثين الى افتقار المحافظة الى البنى التحتية الثقافية اللازمة لاقامة مشروع البصرة عاصمة الثقافة وهو مايستوجب التركيز والاهتمام به وقدم الحاضرين العديد من المقترحات التي تهدف الى بلورة رؤى صحيحة وواقعية تتلائم وتنسجم مع واقع المدينة والاستفادة من تجارب الدول الاخرى في كيفية اقامة مثل هكذا مشاريع وتجاوز إخفاقات الماضي
وشملت زيارة رواندزي الى البصرة الاطلاع ميدانيا على مراحل بناء مسرح البصرة واستمع الى شرح لمعوقات العمل وكيفية تجاوزها من اجل انجاز العمل ليكون جاهزا عند انطلاق مشروع البصرة عاصمة الثقافة ..
كما زار وزير الثقافة الفرقة البصرية للفنون الشعبية واطلع على احتياجاتهم واستمع الى معوقات العمل وحضر عرضا فنيا للازياء قدمته فرقة نون للازياء وحفلا فنيا قدمته الفرقة البصرية للفنون الشعبية وخلال لقائه رئيس وأعضاء الفرقة أكد على ضرورة استقدام الطاقات الشابة وان وجود فرقة في البصرة في هذه الظروف يعني التحدي الكبير ووعد بتسهيل وتذليل جميع العقبات .
وعلى هامش الزيارة افتتح رواندزي معرض( اوجاع عراقية) يوم 26-3 للفنان التشكيلي المغترب كاظم شمهود على قاعة قصر الثقافة والفنون واستمع لشرح عن اللوحات ومضمونها .
كما شملت الجولة زيارة الى بيت عائلة السياب وأبدى ملاحظاته بحضور بنت السياب وإمكانية أن توظف جهود الوزارة في تفعيل متحف السياب وتقديم الرؤى والافكار وكل مايسهم بجعله بشكل لائق.
واختتم الوزير زيارته بلقاء رئيس اتحاد ادباء البصرة كريم جخيور وعدد من اعضاء الاتحاد وجرى خلال اللقاء مناقشة الواقع الثقافي وكيفية النهوض بواقع المهرجانات التي تقيمها الوزارة بالتعاون مع الاتحادات حيث اكد الوزيرعلى ضرورة التكيف مع الواقع المالي الجديد من دون التأثير على الأنشطة الرئيسية من خلال الصرف بطريق تبتعد عن التبذير حيث ان ميزانية الوزارة تشكل اقل من 1% من الميزانية.
واشار الى ضرورة مغادرة الاساليب الكلاسيكية في اقامة المهرجانات والتي في غالبها استعراضية وان تكون ذات فائدة .
ونوقش خلال اللقاء الاستعدادات لمهرجان المربد وضرورة التحضير له بشكل مبكر لانه تظاهرة ثقافية مهمة ولغرض تهيئة الاموال اللازمة له واستمع الى ارائهم ووجهات نظرهم في عملية التنظيم والاستعدادات المطلوبة لذلك وضرورة التعاون بين الجهات ذات العلاقة وتشكيل لجنة وهيئة عليا من اتحاد الادباء المقر العام في بغداد واتحاد ادباء البصرة وبمشاركة الوزارة من خلال مشرف مالي لتهيئة الاستعدادات اللازمة وتوجيه الدعوات حيث ان نجاح المهرجان ليس فقط في الجدوى الثقافية بل في الناحية التنظيمية ايضا وتمنى الوزير ان يكون مربد هذا العام مختلفا عن الاعوام السابقة في كل شيء.
واكد الوزير ان الوزارة بصدد اعداد قانون جديد وسيتم عرضه على الاتحادات من اجل مناقشته والتعرف على الاراء المختلفة وهو جزء من سياسة الوزارة الجديدة في اشراك المثقفين في صياغة المشهد الثقافي.
الكاتب: جاسم حيدر
|