شاركت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة بلوحات فنية تجسد الطقوس العراقية في شهر رمضان المبارك، وكانت لوحة "لعبة المحيبس" للفنان صلاح جياد من مقتنيات المتحف البغدادي التي تعبر عن تلك اللعبة التراثية.
وقال الناقد صلاح عباس ومدير مجلة تشكيل إن الفنان صلاح جياد رسم لوحة "لعبة المحيبس" التي جسد فيها لعبة شعبية تراثية، المرسومة عام 1976، زيت على قماش قياسها (110×80).
ولوحة "لعبة المحيبس" وكما يعرفها الجميع هي لعبة شهر رمضان، ولكن جذورها تمتد إلى سنوات سحيقة تغرب في عمق التاريخ العراقي، إذ يتجمع الناس لرؤية فريقين يتحديان بعضهما البعض في الربح والخسارة، وأن لعبة المحيبس متفردة وتخص الثقافة الشعبية العراقية فقط دون سواها من البلدان العربية والإسلامية، وهي لعبة فراسة وقراءة للشخصية.
وسميت المحيبس لوجود "محبس" يوضع في أحد أيدي المشاركين, والشخص الذي يقوم بمهمة الكشف عن المحيبس يستطيع تحدد مكانه، واللافت للانتباه أن هذه اللعبة قربت المديات البعيدة من أبناء المجتمع العراقي ووحّدت علاقاتهم الاجتماعية فلا فرق بين المذاهب أو الأديان والطوائف، فالجميع يشارك بمحبة ووئام".
وأضاف عباس إنّ الفنان صلاح جياد يعدّ أحد أبرز الرسامين العراقيين لاسيما في الرسم الواقعي، فقد أهتم برسم الشخصيات والحياة في البيئة والمحيط, ورسم الكثير من اللوحات والمستلهمة مواضيعها مما حفل به موروثنا الشعبي من عادات وتقاليد وألعاب وحرف وصنائع وسوى ذلك من أبداع الفنان صلاح جياد بتجسد الرؤيا والانتباه للوحدات الصورية والمفردات وخلق إنشاء تصويري مميز يعبر بوضوح عن لمحة خاطفة من حياة المجتمع العراقي.