الفنان العراقي الكبيرعازف العود أحمد مختار تم اختيار إسطوانته "أصابع بابلية" من ضمن أفضل عشر إسطوانات في العالم، صدرت هذا العام.
واختيرت "أصابع بابلية" بعد أن شاركت في استفتاء موسيقي نظمه راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من بريطانيا إلى أميركا وأستراليا وكندا ونيوزيلاندا. والاستفتاء هو مسابقة سنوية يختار من خلالها أهم عشر إسطوانات من بين (150) ألف إسطوانة صدرت خلال العام، وبذلك فازت إسطوانة "أصابع بابلية" عن موسيقى الشعوب العالمية.
ومختار هو العراقي والعربي الوحيد من بين 9 موسيقيين فائزين من ثقافات أخرى: الهند والصين واليابان وعشرات الدول الأفريقية.
الى ذلك بيّن مختار إنّ "أصابع بابلية" تنويعات من تأليفه الخالص، إستقاها من عذوبة قاع المجتمع و"الطين الحري" للنسيج الاجتماعي الطيب، المتكافل، الذي يعبّر عن مواجهته لقسوة الظروف بأغانٍ جاد بها: مسعود العمارتلي وداخل حسن وحضيري أبو عزيز، صعودا الى أجيال سبقتهم ونزولا الى أخرى تلتهم والأفادة من تجاربهم، وصهرها على أوتار العود في مؤلفات تناغمت مع الذوق العالمي من منطلق الحياة الشعبية في العراق.
وكان الموسيقار مختار قد قال في تصريح صحفي إنّ :"فوز اسطوانة (أصابع بابلية) بمسابقة عالمية.. يعني فوزاً للعراق وثقافته وتقديم صورة حقيقية عن ابداع أبنائه، خصوصا في عالم متحضر يقيس تقدم الشعوب بتقدم ثقافاتها وعمق حضاراتها، وتأتي الأهمية القصوى لهذا الحدث بعد الهجمة على آثار العراق وثقافته وارثه الحضاري".
وأردف الموسيقار بالقول: "نحن نقف من موقعنا مع المقاتل الذي يبذل اقصى ما يمكن من أجل أن يعيش الناس بسلام في العراق"، موضحاً: "أنّنا بهذا الخطاب الثقافي نكسب دعم شعوب العالم فنحن شعب يسكن عقولنا الخير والفن والعمق الإنساني وما يروج هو بقعة داكنة في تاريخ ناصع يمتد إلى أكثر من 7 ألاف سنة.. وهذا يدعو الشعوب الأخرى للتعاون معنا للقضاء على الإرهاب والعنف".
الى ذلك كتب الناقد الأميركي آرثر شوي "إن اختيار الإسطوانة هو تكريم لجهود مختار ومؤلفاته التي تحاول أن تحافظ على حضارة العراق التي تعدّ أعرق حضارة موسيقية عبر التاريخ، خصوصاً في هذا الزمن الصعب".
أما الناقد البريطاني بيل بادلي، فقد ذكر في معرض تعليقه عن الإسطوانة إنّ: "ماستر العود أحمد مختار العراقي المولد أبرز الموسيقيين العاملين في المملكة المتحدة اليوم، وهو الذي كرس نفسه للحفاظ على التراث الموسيقي للعراق المهدد بالانقراض، حيث ألف مختار معظم المقطوعات في هذا الألبوم، وهي مقطوعات تستحضر حقا الاتزان والبريق في الموسيقى الكلاسيكية العراقية الأصيلة".
فيما يقول الناقد غراهام ريد إنّ المثير للإهتمام هو أنّ عنوان "اصابع بابلية" يأتي كثاني قطعة في الأسطوانة التي شعارها "موسيقى من العراق"، مضيفاً: "في الحقيقة على الرغم من أن الخصوصية الجغرافية تعمل على نحوٍ أفضل كمستقطب للعراق، لأن غالبية الناس هذه الأيام لا يعرفون إلا القليل عن أصوات موسيقى تلك المنطقة، علماً أنهم بخلاف ذلك قد سمعوا أصوات القنابل ومجموعة من الإنفجارات الأميركية، وحتى مع أفلام هوليوود يتفاعلون ويتأثرون بطرق متعددة بلا أدنى شك".
والموسيقار أحمد مختار، عازف عود عراقي معروف على مستوى العالم. ولد في بغداد بالعراق عام 1969 وتخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد، كما درس في المعهد العالي للموسيقى في دمشق وفي كلية لندن للموسيقى وحصل على الدبلوم العالي، كما حصل على شهادة الماجستير في العزف المنفرد من كلية الدراسات الشرقية و الأفريقية.
يعزف على العود وآلات موسيقية عربية أخرى منذ العام 1979. وقد قام بكتابة العديد من الأعمال الموسيقية لعدد من المسرحيات والبرامج الوثائقية.
الكاتب: جاسم حيدر
|