قدم الفنانان آلاء حسين وسعد محسن، وبالتعاون مع مؤسسة غوته الألمانية، وضمن فعاليات البرنامج الثقافي العراقي، عرضاً مسرحياً بعنوان "إنترفيو"، على مسرح (تاك) في العاصمة الألمانية برلين، حضره عدد كبير من الجمهور الألماني والعراقي.
والعرض المسرحي "إنترفيو" مأخوذ عن الأنتولوجي"عيون اينانا" الذي يجمع قصائد مختارة لكاتبات عراقيات معاصرات، كما جمع العرض عناصر متعددة بين الميلودراما وأسلوب المقابلة الشخصية والحوار والرقص التعبيري الحديث.
ويتناول العرض الأوجه المختلفة لتأثير العادات والتقاليد بشكل أو بآخر على حياة المرأة العراقية التي تدفع بدورها الى فقدان حقوقها وكيانها مما يولد صراعاً داخلياً لإدراك الذات الإنسانية.
وتستند ثيمة النص الأساسية في المسرحية الى قصة حب تنشأ بين رجل وامرأة، يجسّد دورهما كلا من آلاء حسين وسعد محسن أمام الكاميرا، ومن على خشبة المسرح تجري مقابلة بينهما، إذ يتحـدث كلاً مـنهما عـن وجهة نظره بمجـرى الـعلاقة بـينهما ومن ثم تُعرض المقابلات بينهما على شاشة عرض كبيرة.
وتمتهن بطلة العمل مهنة الرقص، تلك المهنة التي لا تحظى باحترام كبير لدى المجتمع العراقي، فيما يختفي بطل العمل من حياتها، وينضم الى "منظمة" يقوم أعضاؤها بقتلها، وبينما الرأس مرمي في حجرها، تُبدي بطلة العمل تساؤلات عن فكر هذا التنظيم وعن القيود الموجودة داخل المجتمع العراقي، اما هو فيجبره موتها على اتخاذ مسار جديد لحياته، فيتحدث في المشهد الأخير من المسرحية عن حياته الجديدة وعن وطنه، الذي ينمو ويزدهر.
الى ذلك احتفت الجالية العراقية في برلين بأبطال العرض المسرحي، وبعد انتهاء المسرحية قدّم السفير د.حسين محمود الخطيب باقة زهور للممثلين وأثنى على أدائهم وحضورهم الى برلين ، مؤكدا حرص السفارة العراقية على تقديم الدعم للفنانين العراقيين باعتبارهم رُسُلا للحضارة والثقافة العراقية.
وأقرّ السفير أنّ الأعمال الفنية العراقية التي تُعرض في مختلف دول العالم مثل الفعالية المسرحية للفنانين التي عُرضت في برلين، تُرسِّخ تأريخ العراق الحضاري وتعطي رسالة الى العالم بأن العراق بلد حي وغني بثقافته وحضارته، رغم كل التحديات التي يواجهها.
وفي معرض أشادته أثنى السفير بجهود وشجاعة الفنانين من خلال عرض مشاكل المجتمع ومحاربة الفكر المتطرف، مشيراً الى أن العراق يعتز بالتنوع الثقافي والديني والاجتماعي الذي حباه الله إياه.
والعمل المسرحي"انترفيو" تأليف وتمثيل آلاء حسين وسعد محسن وسينوغراف محمد رحيم وتولى التقنيات الصورية حيدر جمعة، أما ضيوف الشرف فهم: كامل إبراهيم، شيماء جعفر، وكيروكراف موشكان هاشيمان.
الكاتب: جاسم حيدر
|