أقامت دار الثقافة والنشر الكردية وبحضور وكيل الوزارة، مدير عام الدار وكالة فوزي الأتروشي, حفلاً تأبينياً للمخرجة الراحلة منتهى محمد رحيم زنكنة عقيلة الفنان الكبير حمودي الحارثي والتي وافاها الأجل في الثاني من تموز الحالي.
استهل الحفل التأبيني بقراءة سورة الفاتحة، ثمّ كلمة الدار جاء فيها: إن الراحلة كرست حياتها وعملها ومسرحها من أجل أن تمنح أطفال العراق ولأجيال متعاقبة أفكاراً تربوية وتثقيفية لكن المرض خطفها من حلمها الذي كانت تحلم به لتعيش فصول قاسية من المعاناة مع المرض في مستشفيات الغربة.
وأكد الأتروشي إن عائلة الفقيدة ليست هي وحدها من فقدت هذه القامة بل الأوساط الثقافية والفنية جميعها وخاصة العاملين في مسرح الطفل.
وأضاف الأتروشي إنّ هذه السيدة يحسب لها أنها كانت أول من سبقت الآخرين في الـتأسيس لمسرح الطفل.
وأعلن عن استعداد الدار لطبع السيرة الذاتية للراحلة منتهى محمد رحيم زنكنة ونتاجاتها الفنية.
فيما استذكر نقيب الفنانين صباح المندلاوي الراحلة، مستعرضاً أعمالها الفنية وسيرتها الذاتية وما عانته في غربتها ورحلتها مع المرض والعلاج في مستشفيات هولندا والذي لم يكتب لها النجاح لتفارق الحياة وهي بعيدة عن وطنها العراق.
وطالب المندلاوي بأن يكون الاحتفاء بالفنانة الرائدة تقليداً سنويا من المؤسسات الفنية والرسمية وهو جزء من الوفاء لهذه القامة الباسقة.
وعبّرت الفنانة القديرة الدكتورة شذى سالم عن حزنها العميق بوفاة أم الحارث والتي كانت تحلم بتحويل حلمها المسرحي إلى فردوس اسمه (مسرح الطفل)، مضيفة إنّ المرض حسرها عن العمل بعد اشتداده عليها لتتوقف عن العمل.
وطالبت الدكتورة شذى سالم بتشريع قانون يحمي الفنان والمثقف ويحفظ له حقوقه وليس العيش على الهبات والإعانات.
أما الفنانة القديرة الدكتورة ليلى محمد فقد استذكرت الراحلة (أم الحارث) من خلال فترات العمل التي جمعتهما لتتطور العلاقة إلى علاقة عائلية، معربة عن حزنها الكبير لفقدان مخرجة بارعة في مجال الأعمال المسرحية للأطفال وأول من أسس لمسرح الطفل في العراق.
وقالت الدكتورة فاتن الجراح إن فقداننا للرائدة الراحلة (منتهى) قد يكون حافزاً لكلّ مسؤول للبحث من موضوعة مسرح الطفل والذي ليس حكراً على وزارة التربية، مبينة إنّ هذا الحفل التأبيني الذي أقامته دار الثقافة والنشر الكردية هو في حقيقته نبراساً لتخليد مبدعينا والإفادة من تجاربهم.
وحضر الحفل التأبيني عدد غفير من المثقفين والفنانين، منهم: الدكتورة شذى سالم والدكتورة ليلى محمد والدكتورة خيال الجواهري والدكتورة آمال كاشف الغطاء والمخرجة الدكتورة فاتن الجراح ممثلة عن مدير عام دار ثقافة الأطفال ونقيب الفنانين صباح المندلاوي والمخرج الكبير جمال محمد والشعراء علي وداعة الشمري وعدنان مهدي، فضلاً عن حضور عائلة الفقيدة ممثلا بزوجها الفنان الكبير حمودي الحارثي ونجله البكر الحارث.
الكاتب: جاسم حيدر
|