في ذكرى رحيل شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري في ذكرى ال"18"لرحيله.
ومن المفارقة أن يولد ويتوفى الجواهري في نفس الشهر, وكان الفارق يوماً واحداً مابين ميلاده وذكرى وفاته, فقد ولد في السادس والعشرين من تموز 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز1997.
يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الشعرية, ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً ككلّ الشعراء العراقيين المحدثين لما ألمّ ببلدهم من أحداث ومحن الحياة.
لقب الجواهري بشاعر العرب الأكبر (متنبي العصر) ولد في النجف الأشرف, واكتسبت عائلته لقبها الحالي (الجواهري) نسبة إلى كتاب فقهي قيّم ألّفه احد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي واسماه (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام) ويضم أربعة وأربعين مجلداً, لقب بعده (صاحب الجواهر).
صدرت مجموعته الشعرية الأولى عام 1924 لتنشر تحت عنوان (خواطر الشعر في الحب والوطن الجريح) ثمّ اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما توج ملكاً على العراق.
غادر الجواهري النجف إلى بغداد وعمل في الصحافة، فأصدر مجموعة من الصحف منها: (الفرات, الإنقلاب, الرأي العام), وانتخب عدّة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين, ثم استقال من البلاط سنة 1930 ليصدر جريدته الفرات ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها ولكن دون جدوى, فبقي إلى أن عيّن معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ثم نقل الى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير.
في أواخر 1930 اصدر الجواهري جريدة (الانقلاب) اثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي, وحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور.
يعدّ الجواهري من أبرز المؤسسين لاتحاد الأدباء العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين.
لقب بشاعر (العرب الأكبر) اللقب الذي استحقه بجدارة في وقت مبكر من حياته الشعرية بالرغم من أن الساحة العربية كانت مليئة بالشعراء الكبار في عصره.
توفي الجواهري في إحدى مشافي العاصمة السورية بدمشق سنة 1997 عن عمر يناهز 98 عاما, ونظّم له تشييع رسمي وشعبي مهيب, شارك فيه اغلب أركان القيادة السورية.
دفن الشاعر الكبير في مقبرة الغرباء في السيدة زينب إحدى ضواحي دمشق, وتغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت ونقشت كلمات (يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير).
أقيمت للشاعر الكبير احتفالية ضخمة في إقليم كردستان العراق عام 2000 بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده، وتم وضع نصبين عملاقين في مدينتي أربيل والسليمانية نفذهما النحات العراقي المغترب في سويسرا سليم عبد الله.
الكاتب: جاسم حيدر
|