طبيبة بريطانية من اصل عراقي، ولدت من أبوين عراقيين،فقد ولدت بكركوك إلا أنها كبرت ببغداد، تلك هي طبيبة العيون الإخصائية الدكتورة انتصار مزهر الشاوي ، أثرنا إجراء لقاء معها، لتحدثنا عن عملها في مجال الطب وجراحة العيون منذ أكثر من ثلاث عقود، قلنا لها:
* عرفناك طبيبة بريطانية،فماذا عن والداك؟
- والدي هو" اللواء مزهر الشاوي" كان يشغل منصب مدير الموانيء ما بين العام 1958 إلى عام 1963، ولديه تمثال بـ المعقل، جرى تشييده من قبل الناس عام 2011، فقد ولدت بكركوك ولكن بحكم عمل والدي العسكري تنقلنا ما بين بغداد والحلة والديوانية والبصرة.
* أين أنت الآن؟
- حاليا أسكن في بريطانية بعد أن قررت التمتع بإجازة لأتفرغ للمنزل والأهل، فمنذ عام تقريبا وأنا بعيد عن الطب والجراحة، ومعظم أوقاتي أقضيها بالأعتناء بحديقة المنزل وأيضا لقاء الزملاء والزميلات والأحبة.
*كيف تنظرين للغربة عن البلد؟
- للغربة وجهان للأولى حرية وأمان وأستقرار ضمن حدود البلد، والأخرى عمل وجد ومثابرة خصوصا بالنسبة للأطباء، مع هذا نتمنى أن تتحسن ظروف العراق لتصبح مثل باقي الدول المستقرة امنيا وأقتصاديا، ويعم فيه السلام والهدوء، بعيدا عن العنف.
* منذ متى وأنت في بريطانيا وما الذي جاء بك إلى بريطانيا؟
- جئت لبريطانيا 1980، فقد ولدت بكركوك كما ذكرت بعد ثلاثة أولاد ذكور، ففرح والدي بقدومي وكان يومها عقيد ركن، لذا أرسلني إلى بريطانيا لغرض الدراسة والحصول على الزمالة الملكية في كلية الجراحيين، وبالفعل حصلت على الزمالة عام 1985.
* وهل مارست الطب بعد ذلك؟
- بالتأكيد، باشرت العمل منذ ذلك الوقت وحتى العام الماضي، بعد ان قررت الإستراحة والتفرغ للمنزل، لم أتوقف عن عملي إلا لمدة اربع سنوات وتحديدا من عام 1989 إلى 1992،وذلك بسبب القوانين البريطانية،لأنها سمحت لي العمل لخمس سنوات، ومن عام 1992 واصلت العمل بشكل ثابت.
* وماذا عن العراق؟
- في العراق وبحكم عمل والدي كل 3 سنوات كنا ننتقل في المدارس ، مثلا في كركوك درست حتى الصف الثالث الإبتدائي لأكمل دراستي في بغداد، حيث كان والدي آمر كلية الاركان بمعسكر الرشيد، ثم انتقلنا إلى الديوانية بعدما أصبح قائد الفرقة الأولى ، ثم عدنا على بغداد من جديد، عندما اصبح معاون رئيس اركان الجيش،فدرست بالمتوسطة الشرقية في الكرادة ، ثم انتقلنا على البصرة بعد ثورة 14 تموز،واصبح والدي حينذاك مديرا للموانيء، فدخلت كلية الطب بدرجات عالية وتخرجت عام 1986، وفي عام 1975 ذهبت إلى النمسا للحصول على دبلوم في العيون، وبالفعل حصلت على الدبلوم.
* قيل بأنك حفيدة سليمان بيك الشاوي؟ ما صحة ذلك؟
- نعم صحيح، فجدي سليمان بيك الشاوي، كان الأتراك يهابوه لأن كلمته كانت مسموعة لدى جميع العشائر، لذلك قرروا اغتياله،فهو كان عالما ومتحدثا وذكيا وعادل، ولديه من الأولاد مثقفين ووطنيين، حيث يوصف بـ " بابا عرب" من قبل أبناء العشائر، فعلى سبيل المثال أبنه عبد الله الشاوي كان أبرز أولاده ورث العائلة كأراضي في اليوسفية وديالى، والدي كان يكتب الشعر ايضا فمن هوياته المحببة كان الشعر، لازلت أتذكر بعض أشعاره فمثلا يقول في إحدى قصائده اتي كتبها في 1975، حمل الهموم وما درى ...ان الحياة لها نهايه
جهل الزمان وغدره...مذ راح يمعن في الوشايه
صعد السلالم للعلى ...تحدوه في الاقدام غايه
وسعى يدوس رفاقه...في سيره باسم الدرايه
لبق الحديث لطيفه ...حلو التلطف في الروايه
واذا روى لك قصة ...ما تنتهي بسوى هوايه
وبدا الغرور يصيبه...مذ نال من رغد كفايه
* ماذا عن هوياتك أنت؟
- لدي هوايات متعددة فأحب التراثيات مثل الأشياء القديمة، وكذلك الأعتناء بالحديقة وايضا السفر والسياحة والرسم في بعض الأحيان والصداقة.
* لمن تسمعين من المطربين العراقيين؟
- أستمع للأغاني العراقية الفلكلورية، كما أستمع لأغاني إلهام المدفعي وفؤاد سالم وفاضل عواد وغيرهم الكثير، كما أستمع للأغاني المصرية القديمة.
* متى كانت آخر زيارة لك إلى بغداد؟
- زرت بغداد ثلاث مرات ما بين عامي 2013- 2015، كما أحب زيارة البصرة الحبيبة ولقاء اهلها الطيبين.
* ماذا تقولين لبغداد؟
- اقول لبغداد تحملتي وتحملي وستنتهي آلامك انت واخواتك البصرة وكركوك والموصل
* لنعد إلى الوراء قليلا، لماذا اخترت مجال طب العيون؟
- لأن طب وجراحة العيون، عمل دقيق وفني.
* ما سر تعلقك بالحديقة والأهتمام بها ؟
- احب اكون وحدي ازرع واحول واكاثر واعالج واروي واقص واقلم واغذي نباتاتي اعطيهم ماء مطر اجمعه ببير، وعمل الحديقة نشاط للبدن والرئة والقلب وللعقل ويجلب لك هواءا نقيا.
* ماذا عن طموحاتك؟
- طموحاتي ان افيد الانسان وخاصة العراقي واترك اسم جيد كما ترك والدي اسم لنا نفتخر به اتمنى اولادي واحفادي يكملون مشوارهم بنجأح اتمنى السلم بالعراق والبلاد العربيه والعالم اتمنى كل الاحياء من انسان وحيوان ونبات ان يستموا بحياة مريحه بدون آلام .
* كلمة اخيرة؟
- شكري وتقديري لك لمتابعة نشاطاتي، وأتمنى ان يحل الأمن والسلام والأستقرار في مدننا بالعراق، وأزور مدننا الحبيبة بما فيها بغداد العاصمة، وأجلس مع اهلي وناسي. , واتمنى لكم النجاح في عملكم الصحفي
الكاتب: جاسم حيدر
|