December 27, 2015, 7:03 pm

 تستمر المعاناة الانسانية التي يمر بها النازحين والمهجرين من مدينة الموصل سواء النازحين داخل العراق واقليم كوردستان أو في الخارج منهم في تركيا في مخيمات غازي عنتاب .فمنذ أن سيطر تنظيم الدولة الاسلامية المعروف أعلاميا بأسم "داعش" على مدينة الموصل في العاشر من حزيران من عام 2014 ,هناك أكثر من مليون وثلاثمئة الف نازح ومهجر من جميع أطياف محافظة نينوى من المسلمين والمسيحيين والشبك والأيزيدية الكورد قد نزحوا بأتجاه اقليم كورستان العراق ,الحكومة العراقية عاجزة تماماً عن وضع برنامج محدد لمساعدة واغاثة النازحين في المخيمات المنتشرة في أقليم كورستان ولاسيما وزارة الهجرة والمهجرين التابعة للحكومة الأتحادية حسب تقرير للجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية ,فالتقارير الصحية القادمة من هذه المخيمات تشير الى نقص في حليب الاطفال والمواد الغذائية وأنتشار الامراض الصحية كالجرب والتيفوئيد بسبب مرور أكثر من عام وأربعة اشهر على سكن هؤلاء النازحين في مخيمات تفتقر لوسائل التدفئة لاسيما في الشتاء البارد القارض في ظل نقص مادة النفط التي وزعت للمخيمات في أواخر الشتاء الماضي ,وتعرض العوائل ولاسيما الأطفال والنساء منهم الى اشعة الشمس في اشهر الصيف في ظل عدم وجود وسائل تكييف وعدم وصول الكهرباء الى بعض المخيمات مثل مخيم بحركة في محافظة اربيل     ... أوضاع النازحين والمهجرين في تركيا لاتختلف عن أوضاع النازحين والمهجرين في المخيمات داخل العراق ,حيث يوجد مايقارب عشرة الأف مواطن عراقي في مخيم الأصلاحية في مدينة غازي عنتاب التركية ,حيث ناشدت عوائل في هذا المخيم في وقت لاحق السلطات العراقية لنجدتهم نتيجة الوضع المتردي في المخيم خاصة بعد منع السلطات التركية تحركات النازحين ومنعتهم من الخروج خارج المخيم فضلا عن صعوبة الوصول الى المستشفيات في الخارج من جهة والتكلفة المادية من جهة اخرى فضلا عن انتشار أمراض جلدية بين النازحين داخل المخيم... عملية النزوح من داخل الموصل لم تتوقف فلا زالت مستمرة عن طريق خروج العوائل من داخل الموصل الى مدينة الرقة السورية ثم عبور الحدود التركية بطرق غير قانونية الى تركيا ,حيث أحتجزت السلطات التركية مايقارب ثلاثة الاف مواطن عراقي غالبيتهم من مدينة الموصل نساء وأطفال وشيوخ هربوا من تنظيم داعش وأودعتهم السلطات التركية داخل مخيم وسجن في مدينة أنطاكيا التركية على الحدود السورية ومنعت خروجهم من المخيم والسجن لحين ترحيلهم للعراق بواسطة طائرات ,مواطنون نازحون ذكروا أن السلطات التركية أودعتهم داخل مخيمات تفتقر للمستوى البشري وسجون تحت الارض وأنهم ناشدوا الحكومة العراقية لغرض ترحيلهم الى بغداد لكن الحكومة لم تستجيب لهم الأمر الذي اجبر الحكومة التركية على ترحيلهم على نفقتها الخاصة بواسطة طيران...  التقت "وكالة صدى بريس"عضو مجلس النواب العراقي عن لجنة الهجرة والمهجرين زاهد الخاتوني ليجيبنا عن حاجات النازحين وكيفية تلبيتها من قبل الحكومة.

*ماهو وضع النازحين والمهجرين بشكل عام؟ النازحون بشكل عام يعانون مشكلات متراكمة في مجملها تتعلق بالالية التي يتم التعامل بها مع النازح أولا، ثم ميزانية متواضعة على استحياء للتعامل مع أكبر الملفات، ثم الجنة لم تقدم شيئا يذكر للنازحين وتمت اقالتها. هذا الوضع العام الحكومي، اما النازحون فصبرهم بدأ ينفذ، من كثرة الوعود التي تم قطعها ولم ينفذ منها الا القليل، وقد كشفت الامطار الأخيرة في بغداد وكردستان حجم المعاناة الحقيقية التي نعجز عن وصفها، والتقصير الحكومي بدءا من وزارة الهجرة مرورا باللجان المشكلة الأخرى.

• ما هو وضع النازحين والمهجرين بعد أن قطعت الحكومة الاتحادية رواتب الموظفين منهم؟ قضية الرواتب من اهم القضايا التي يشكو منها النازح، فبعض النازحين موظفون في الدولة، وتم تهديدهم مما أدى الى خروجهم من مناطقهم اما الى تركيا واما الى كردستان، وحصلت إشكالية في الرواتب مع العجز في الموازنة، واغلب النازحين باشر في الممثليات التي تم فتحها في كردستان، لكن الحكومة عاجزة الى الان عن تفسير يقتنع به النازحون، كانت الإشكالية فيما سبق تتعلق ببقائهم في مناطق خارج سيطرة الحكومة اما الان فالحجة غير مقنعة لانهم يتواجدون في كردستان وتركيا.

• ماهو وضع النازحين والمهجرين في المخيمات بعد موجة الأمطار الاخيرة؟ حقيقة الامر ان التقصير الواضح من قبل الجهات المعنية كانت نتيجته ما تم عرضه على وسائل الاعلام من غرق المخيمات والأوضاع الصعبة التي يعيشها وعاشها النازح. كنت في زيارة للنازحين اثناء تساقط الامطار وقد راعني ما رأيت من واقع اليم سبق ان حذرنا منه سابقا لكن تحذيرنا لم يلق اذنا صاغية وبالتالي حصل ما كان بالحسبان فعلا، حاولنا انقاذ ما يمكن انقاذه عبر مساعدات عاجلة لكنها لا تفي بالغرض. الحل النهائي يكمن في تبديل الخيم الى كرفانات على غرار ما حصل في مخيم ديبكة.

• هل هناك الية من قبل الحكومة العراقية ووزارة الهجرة والمهجرين لمواجهة الشتاء القادم ؟ المشكلة اننا نتعامل مع الحدث بعد وقوعه وليس قبل وقوعه، شخصيا خاطبت وزير الهجرة والمهجرين اكثر من مرة وتكلمت مع اللجنة العليا قبل حلها، على ضرورة التنسيق مع الجهات المعنية في وزارة النفط والصحة والتربية وغيرها، لكن تحركهم كان كالسلحفاة، لانه الى الان كثير من المخيمات لم تستلم حصتها من النفط الأبيض. لا الية تذكر الى الان للتعامل مع موجة الامطار القادمة وموسم الشتاء بشكل عام

 •ماهو وضع النازحين والمهجرين في تركيا ؟ النازحون في تركيا لا يختلف واقعهم عن نازحي الداخل، بل ان وضعهم اصعب، اذا كان النازحون في إقليم كردستان وغيره استلموا منحة المليون دينار فان نازحي الخارج وتركيا على وجه الخصوص لم يوافق البرلمان على شمولهم بالمنحة، بل الى الان نبحث عن الية لتكييف وضعهم في تركيا لانهم لا يعرفون مصيرهم هل هم مهجرون ام هم نازحون ام هم غير ذلك. وضعهم صعب للغاية وربما يفوق بصعوبته مهجر الداخل

 • الحكومة التركية قامت بأحتجاز الالاف من المواطنين الهاربين من تنظيم داعش في الموصل في سجون في مدينة أنطاكيا التركية بعد أن تجاوزو الحدود بشكل غير قانوني ماذا كان مصير هؤلاء ؟ مصير هؤلاء واضح، بعضهم عاد بصورة طوعية الى العراق وكنت احد من زارهم في المحتجز في انطاكيا، وبعضهم يرفض العودة. استطعنا التنسيق مع الحكومة العراقية والتركية وتم نقل اعداد كبيرة منهم الى مطارات كردستان وبغداد، بعد ان اكملنا لهم جواز المرور في السفارة العراقية في انقره. لكن وضعهم كان مأساويا هناك

 •كم يقدر عدد النازحين والمهجرين من محافظة نينوى سواء في تركيا او اقليم كوردستان أو في بغداد وكركوك ؟ فيما يتعلق بمحافظة نينوى نستطيع الحديث عن زهاء مليون و250 الف نازح ومهجر في كردستان وكركوك وتركيا بحكم الموقع الجغرافي القريب، لكن المشكلة الأكبر تكمن الان فيمن بقى من اهل نينوى ونبحث عن ممرات امنة لهم مع قرب تحرير المحافظة من عصابات داعش 

هل هناك الية وضعت بالتزامن مع معركة تحرير الموصل في مواجهة النزوح من داخل الموصل اذا ماحدثت عمليات نزوج جماعية ؟ هذا السؤال مهم ونحن طرحناه من فترة على دولة رئيس الوزراء وقائد عمليات نينوى ووزير الدفاع والداخلية. معركة التحرير يجب ان تكون باقل الخسائر في صفوف المدنيين، ولا بد من خطة لجعل مناطق امنة يتحرك اليها ابن نينوى عندما يبدأ التحرير. ولعل الحكومة وضعت في حسبانها هذا الشئ الذي سيعلن حال بدء العمليات

 •معلومات تتحدث عن أن هناك الالاف من المهجرين قد نزحو باتجاه اوروبا مع عملية النزوح التي شهدتها المنطقة هل لديك احصائية دقيقة عن عدد المهاجرين من اهالي محافظة نينوى وخاصة الاقليات منهم ؟ لا امتلك إحصائية دقيقة رغم طلبي من الحكومة تزويدي برقم تقريبي لكني أتصور فيما يتعلق بمحافظة نينوى ربما لا يتجاوز الخمسة الاف وهذا رقم غير رسمي بالتأكيد

 • هل هناك تقصير من الحكومة العراقية في مساعدة النازحين ولماذا لم يتم تدويل قضية النازحين العراقيين كما حدث في سورية ؟ التقصير واضح من قبل الحكومة، وتحدثت به كثيرا في ثنايا الحوار، ونحن نسعى الان الى تدويل القضية لان وضعية النازح السوري في تركيا افضل بمئات المرات عن وضعية النازح العراقي. ولعلنا نصل الى واقع افضل للنازح العراقي في الأيام القريبة القادمة في الداخل والخارج ومن خلال جولة للتاخي في احد مخيمات النازحين في بحركة التقينا السيد بسام ايزيدي احدثنا قبل احتلال داعش لمناطقنا كنا في مناطقنا وكان لدينا متطلبات اعتيادية ولكن بعد النزوح نحن ما يقارب ال مليون ونص في المخيمات اصبح لدينا حاجيات تختلف عما كنا في مناطقنا لان الظروف اختلفت وتهجرنا واختلفت كل الامور نحن تعرضنا الى هجمة قوية ذهب ضحيتها مايقارب 5000 3000منهم امراة لازالو يتعرضن الى تعذيب جسدي وجنسي وتم تحرير قسم منهم بطرق فردية وبدون مساعدة من الحكومة ولقد روا لنا احد الناجين انه قامو بقتل اطفالهم حين قالو لهم سوف نطلق صراحكم لكن لديكم وجبة غداء كانت الوجبة هي اطفالهم التي تغدو عليها... بالنسبة لوضع النازحين في المخيمات والوضع المأساوي الذي يعيشه النازح في المخيمات من عدم توفر ابسط مقومات الاجتماعية والصحية والخدمية وغيرها قاىلا كنا نتوقع ان فترة النزوح ستكون قصيرة والى فترة زمنية محدودة لكن عندما طالت فترة النزوح طالت معاناتنا ومأساتنا في الصيف تكثر الحوادث لم نجد اي اهتمام من الحكومة المركزية وفي الشتاء البرد والامطار لم نجد الا القليل من المنظمات التي بادرت وساعدتنا نحن لا نريد سوى العودة الى ديارنا نتمنى ان تعجل في تحرير اراضينا وان ينظرو الى حجم الاضرار التي طالتنا اشكركم للحضور والاهتمام بمعناة النازح.. كما والتقينا عذراء جواد مسيحة من قره قوش ذكرت انا من الديانة المسيحية كنت اعيش بالموصل منذ زمن بدات مشاكلنا منذ ان قامو بفرض الحجاب علينا وفرض الاسلام علينا نحن نعلم ان دينكم دين سلام ومحبة ولكن ماحصل لنا من تهجير اتعبنا كثير لم نكن نعلم ان هذا الامر سيحصل تركنا اموالنا وكل شي وهربنا الى اربيل من اجل الحفاظ على حياتنا خطف ابي واخي ثم دفعنا مبلغ من المال وقدمنا الى الكمبات في اربيل لم نحضى باي مساعدة من االحكومة فقط الكنيسة قدمت لنا الكثير من المساعدات في كل المجالات واضافة الى البعض من المنظمات التي ابرزت لنا موقفها حيث قامت بفتح دورات للغة الكوردية والانكليزية واضافة الى دورة للرسم ومساعدات اخرى نحن عانينا الكثير وننتظر ان نعود الى ديارنا من خلال جريدتكم وودت ان اذكر ان الكثير من العوائل لم تستلم حتى منحة المليون او المساعدات الاخرى واننا اليوم في فصل شتاء ثاني واتمنى ان لاتتكرر الحوادث التي حدثت العام الماضي وان يهتمو بنا لم نجد الكثير من الاهتمام بالجانب الطبي الا من بعض المنظمات التي بادرت بالامر هيثم مجيد من برطلة ذكر انا مسلم شيعي كنا نسكن بامان قبل ان تحتل داعش مناطقنا رحلنا في يوم وليلة خرجنا من ديارنا ونحن امنين لم يكن لدينا الا الهرب الى المجهول فاخترنا اربيل لكي نستقر من جديد وضعنا ليش جيدا على الاطلاق ظروفنا في استياء يوم بعد يوم ليس لدينا عمل ولايوجد اي راتب يكفي لنا ولاطفالنا تتوفرر خدمات ومساعدات لكن لاتسد الحاجة هناك توزيع لحصص النفط لكن الحصة المقررة 40لتر لاتسد اي حاجة نحن حاجاتنا اكبر من هذه النواقص نحتاج ان نعود الى ديارنا... فكيف ماكانت فهي ارضنا وبيوتنا واستقرارنا في بيوتنا اتمنى ان اصحو وانا في بيتي ومنطقتي التي ولدت فيها واحببتها.