تشهد مستشفيات مدينة الموصل منذ حزيران عام 2014 تردي في الواقع الصحي في المشافي الصحية المنتشرة في عموم المحافظة ,حيث توقفت الحكومة الاتحادية عن أرسال الادوية والمستلزمات الطبية الى مذاخر المستشفيات الحكومية منذ عام ونصف من سيطرة التنظيم على المدينة الأمر الذي أدى الى نفاذ الأحتياطي من الادوية الموجود في مذاخر الحكومية والاهلية ايضا مما تسبب بكارثة صحية على هذه المدينة التي يسكنها مايقارب مليوني مواطن ... الطبيب الممارس في المستشفى العام قسم الطواريء (م.ن.ع) تحدث عن واقع الحال الصحي قائلا : أن الواقع الصحي في المحافظة هو في الحضيض ,فاغلب الأطباء الاختصاص قد هاجروا من المدينة منذ سيطرة التنظيم على المدينة قبل أكثر من عام ونصف ,مذاخر المستشفيات قد نفذ الأحتياطي فيها من الاودية بسبب صرفها وتوقف الحكومة الاتحادية عن أرسال الطلبيات الشهرية والسنوية ,هناك مايقارب خمسون الف مواطن ضمن برنامج الامراض المزمنة كالسكري والضغط هؤلاء توقف التوزيع لهم لعدم توفر الادوية في المستشفيات الأمر الذي أدى لأرتفاع نسبة الوفيات في كبار السن في مدينة الموصل للعام 2015 بشكل كبير جدا ,حتى ادوية المضادات الحيوية كالأنتي بيوتك قد نفذت أيضا ,في صالة العمليات تم أجراء عدة عمليات جراحية للزائدة الدودية للمواطنين بلا تخدير وهناك حالة وفيات قد حدثت نتيجة لذك لكن أغلب الأطباء يحاولون بكل الطرق أنقاذ المريض فهم امام تحدي كبير ,علما أن رواتب موظفي قطاع الصحة قد توقفت تماما منذ ثمانية أشهر,ورغم ارتباط قطاع الصحة بديوان الصحة التابع لتنظيم داعش الأ أن اغلب الاطباء وموظفي القطاع لازالوا يمارسون دورهم الانساني في خدمة المواطنين في جميع مؤسسات القطاع داخل المحافظة ....
الطبيبة (ش.ي ) اخصائية أطفال في مستشفى أبن الأثير اكدت عن النقص الكبير للادوية في المستشفى الخاص بالأطفال وحديثي الولادة,وخاصة ادوية المضادات الحيوية ,ونقص في لقاحات الأطفال الأولية والأساسية وعن أرتفاع كبير في الوفيات لدى الاطفال حديثي الولادة ,تتحدث الطبيبة (ش.ي) عن وفاة نسبة كبيرة جدا من الأطفال المصابين بأمراض الدم (اللوكيميا) نتيجة لنقص الأدوية ,تتحدث الطبيبة عن أمراة توفي طفلها المصاب باللوكيميا فبينما كانت تبكيه وتدعوا الله أن ينتقم ممن أوصلهم لهذا الحال,سمعها أحد حرس تنظيم "داعش" فقال لها : لايجوز أن تقولي هذا ,فنحن نعيش في أرض الخلافة وهذه وحدها نعمة ... الطبيبة تأخذ من كلام هذا "الداعشي" عن أن تنظيم الدولة الأسلامية لايهتم بالواقع الصحي للمواطنين في عموم المحافظة هم ينظرون عن مافعلوه هو أنجاز بحذ ذاته ,وان يترك الموت ونقص الادوية وتردي الخدمات الصحية في المستشفيات والمؤسسات الصحية للواقع كجزء من الايمان بالقدر الذي هو من الله ,بينما التنظيم "داعش" لديه مستشفيات متنقلة مجهزة بأحدث الادوية والمستلزمات الضرورية لحالات الطواري ويهتم بأعضاءه المنتمين له بشكل جدي ...! بعض المراكز الصحية الأولية قد اغلقت في النواحي والأقضية التابعة لقضاء الموصل ,نتيجة للنقص في الكوادر الطبية ونقص في الادوية والمستلزمات الصحية ,قطاع الأسعاف وقسم أتصالات الطواريء قد توقف منذ أكثر من عام ونصف ,بسبب توقف شبكات الاتصال في كامل المدينة ,وعجلات الأسعاف قد تم سحبها من قبل التنظيم (داعش) الى جبهات القتال لأستخدامها في القتال وغالبيتها قد دمرت بالكامل نتيجة العمليات العسكرية أو تم تفخيخها من قبل التنظيم ... أيضا نتشار ظاهرة العيادات الاهلية في عموم المحافظة وخاصة في القرى والريف نتيجة لغياب الرقابة الصحية في المدينة ,الكثير من المضمدين بداءوا بفتح عيادات حاصة لهم وممارسة دور الأطباء الاختصاص وصرف ادوية للمرضى بمبالغ مكلفة ,حيث يحصلون على بعض الأدوية عن طريق الادوية القادمة من سورية الى مدينة الموصل وغالبية هذه الادوية هي من نوع أكسباير قد تجاوزت الصلاحية في تاريخ الأنتاج ....
الكاتب: رنا البياتي /اربيل
|