من الزرقاوي إلى البغدادي..............الجزة الثاني
اعتمدتنظيم التوحيد والجهاد والقاعدة في بلاد الرافدين فيما بعد استهداف الشيعة كخيار استراتيجي باعتبارهم مساندين للمحتل محاربين لأهل السنةوهذا كان أول خلاف بين جماعته والعشائر السنية والفصائل السنية الأخرىلأن المليشيات الشيعية كانت ترد في عمق المناطق السنيةكان الزرقاوي قبل قتله قد أدرك إشكالية أن يكون هو واجهة التنظيم في العراقفشكل ما عرف بمجلس شورى المجاهدين الذي يضم عددا من الفصائل ووضع على رأسه عراقيا هو أبو عبد الرحمن البغداديوهو تطور بدا مهما وإن لم يغير من حقيقة أن المجلس ظل صدى للقاعدة من حيث الوجهة السياسية والعسكريةبعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي في ديالي بالعراق نصبت القاعدةأبو حمزة المهاجر المعروف بأبو أيوب المصري القائد العسكري لتنظيم القاعدة قد حل بدلا من أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في ضربة جوية في يوليو (تموز) 2006 والمسؤول المباشر عن التفجيرات الدامية التي تستهدف المدنيين في العراق زعيما عليهاحيث بادر الرجل مباشرة إلى إعلان البيعة لأسامة بن لادن كنوع من استمرار الوجهة التي بدأها سلفهفيما لوحظ أن العمليات التي تستهدف المدنيين الشيعة قد تصاعدت بشكل لافتبعد تولي أبو حمزة المهاجر لقيادة التنظيم سعى لإنشاء دولة أو إمارة إسلامية تجمع شتات الفصائل السنيةلكن سياسته كانت أكثر حدة من سلفهفبعد إنشاء دولة العراق الإسلامية بإمرة أبو عمر البغدادي عمد المهاجر الذي كان القائد الفعلي للدولة بحسب رسالة قاضي الدولة أبو سليمان العتيبي لقيادة القاعدة في أفغانستان إلى إجبار الرافضين لمشروع الدولة من الفصائل الأخرى على بيعة أبو عمر البغدادي حتى وصل إلى قتال المنشقين عنه من تنظيم القاعدة ومن الجماعات الأخرىتسبب نهجالمهاجر إلى نشوء ما يعرف بمجالس الصحوات بمساعدة أمريكية وإقليمية عربيةوهو خليط من العشائر السنية والفصائل التي كانت تقاتل الاحتلال الأمريكيلطرد تنظيم دولة العراق الإسلامية من مناطق الوسط والشمال السنية خاصة محافظة الأنبار وهو ما نجح بسرعة رهيبة بعد أن فقد التنظيم حاضنته الشعبيةولجأ إلى الصحاري والمناطق النائية وقلت عملياته بنسبة كبيرة في مواجهة المحتل والقوات العراقية المساندة له واستمر على هذا الحالإلا أن أواخر فترة المهاجر شهدت تصاعداً في العمليات ضد الحكومة العراقية لم يلبث حتى قتل المهاجر وأبو عمر البغدادي في غارة أمريكية على محافظة صلاح الدينأبو عمر البغدادي واسمه الحقيقي حامد داود محمد خليل الزاوي (1959-2010)عمل في بداية حياته في قوات الأمن العراقية وتحديدا في مديرية الأمن العامة أثناء حكم حزب البعث ثم تم طرده من عمله لميوله السلفية ثم اعتنق الفكر السلفي في عام 1985 وأصبح من أبرز منظريه وتم ملاحقته من قبل نظام صدام حسينبعد دخول القوات الأمريكية للعراق أصبح أميرالجيش الطائفة المنصورة ثم بايع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي شكل فيما بعد مع جماعات أخرى مجلس شورى المجاهدين ثم تم اختياره أميرا لمجلس شورى المجاهدين في العراق خلفا لأبي مصعب الزرقاوي تحت اسم أبي عبد الله الراشد البغدادي وفي 15 أكتوبر عام 2006م اجتمعت مجموعة فصائل حلف المطيبين وصدر بيان عن المجتمعين تلاه أبو حمزة المهاجر أعلن فيه حل مجلس الشورى لصالح دولة العراق الإسلامية واختاروا أبو عمر البغدادي أميراً لدولة العراق الإسلامية ثم تم اختياره أميرا لتنظيم دولة العراق الإسلامية في 21 رمضان عام 2006 وفي تسجيل صوتي استغرق 56 دقيقة بث في 30 ديسمبر 2007، دعا أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إلى مبايعة الشيخ أبي عمر البغدادي أميراً على دولة العراق الإسلامية وهاجم مجالس الصحوة ودعا بن لادن الأمراء المجاهدين وأعضاء مجلس الشورى ممن لم يبايعوا أبو عمر البغدادي إلى الوحدة ومبايعته أميراً على دولة العراق الإسلامية حفاظاً على جماعة المسلمين؛ لأنه لا يجوز التأخر في المبايعة داعياً الإسلاميين ألا يستسلموا لأعذار لتعطيل الوحدة والاجتماع والامتناع عن التعصب للرجال أو الجماعات بل إلى التعصب للحق وبذلك تكون دولة العراق الإسلامية قد ضمت الأنبار وديالي وكركوك وصلاح الدين ونينوي وأجزاء من محافظتي بابل وواسط وبايعت جميعها البغدادي أميراقتل في أبريل عام 2010م وهناك روايتان حول مقتله الرواية الأولى عندما أعلن نائب وزير الداخلية العراقي يوم الخميس 3 مايو عام 2007م أن القوات الأمريكية والعراقية قتلت أمير دولة العراق الإسلامية الذي قتل في اشتباك الأربعاء في منطقة الغزالية بشمال غربي بغداد ولكن الجنرال وليام كالدويل المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العراق قال إن قواته قتلت مسؤول الإعلام في دولة العراق الإسلامية المدعو محارب عبد اللطيف الجبوري والذي اعترفت دولة العراق الإسلامية بمقتله لاحقاًوفي يوم الخميس 23 أبريل 2009م أعلنت الحكومة العراقية اعتقال البغدادي بعد ساعات قليلة من عمليات عنيفة هزت منطقة ديالي وبغداد مستهدفة إيرانيين والشرطة العراقية لكن الإعلان عن الاعتقال بدأ يراجع تدريجياً ولم يتم تأكيد الاعتقال من عدمه رم تفجيرات الكاظمية في اليوم التالي ولكن المفاجأة التي خرجت للحكومة العراقية في الخطاب الذي خرج به أبو عمر البغدادي الحسيني الأربعاء 8/7/2009 شكلت ضربة قاتلة للحكومة العراقية رغم أن القوات الأمريكية نفت الاعتقال من البداية ثم أنباء عن مقتله وتأكيد للخبر لأول مرة من جانب قوات الاحتلال الأمريكية في يوم الاثنين 19/4/2010م ليخرج نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق ليؤكد في نفس اليوم مقتل أبي عمر البغدادي وأبي أيوب المصري في عملية استخباراتية في منطقة الثرثار في محافظة صلاح الدين شمال بغداد من خلال قوة عراقية أمريكية وجهت ضربة لبيت كان فيه أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري في منطقة الثرثار وأن العملية تمت خلال اليومين الماضيينوأوضح أن خلية استخباراتية استطاعت أن تقبض على رءوس تنظيم القاعدةوهي التي قادت إلى أبي عمر البغدادي وأبي أيوب المصري وأدت كذلك إلى اعتقال أغلب القيادات العسكرية وكانوا يخططون لعمل إجرامي كبير خلال اليومين الماضيين يقضي باستهداف عدد كبير من الكنائس وحصلنا خلال العملية على الكمبيوترات وعلى كل المراسلات بينهم وبين إرهابيين في العالم ومنهم أيمن الظواهري وأسامة بن لادن وأن قوة عراقية انتشرت وفق معلومات استخباراتية محددة في مناطق مختلفة في العراق، وباشرت ضرب الأهداف، وأن القاعدة بعد هذه الضربة أصبحت في أضعف حالاتها، وعندما تنزف القاعدة، وتسقط قياداتها بهذا الشكل وتكون جميع اتصالاتهم ومعلوماتهم وشبكتهم وامتداداتهم تحت أيدينا تصبح في أضعف حالة، ولكن لا بد أن نكون أكثر حذرا ويقظة واستمرارا بالعملية تصاعديا، وحتى نضمن نهاية لاجتثاث القاعدة في العراق نحتاج إلى ترابط أكثر، وأن الجانب الأمريكي ساعد في التحقيق، وكان شريكا في عملية تدقيق المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتنظيماتوأكد الجيش الأمريكي أيضا أن قوات الأمن العراقية قتلت أكبر زعيمين للقاعدة في العراق وأن مقتل هذين قد يشكل ضربة قاتلة للقاعدة في العراقالرواية الثانية وهي الصادرة عن الدولة العراق الإسلامية في بيان تنعي فيه مقتل كل من أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر وتنفي خلاله تصريحات المالكي بشأن مقتلهم خلال عملية برية للجيش العراقي بأن كلا الشيخين كانا في منزل بمنطقة الثرثار أعدوه للاجتماع بقادة جماعه جيش أبي بكر الصديق السلفي بشأن دعوتهم للانضمام تحت راية دولة العراق الإسلامية وصادف وقتها مرور دورية للجيش العراقي بالمنطقة فاشتبكت معها مفارز الحماية المكلفة بتأمين مقر الاجتماع وأجبرتهم على الانسحاب مما أدى لتدخل المروحيات الأمريكية التي قذفت عدة منازل كان من ضمنها المنزل المعد للاجتماع وأعلنت أيضا وزارة الهيئات الشريعة بدولة العراق الإسلامية نبأ مقتل أبي عمر البغدادي وقد أعلن مجلس شورى المجاهدين لاحقاً عن تولي أبي بكر البغدادي إمارة دولة العراق الإسلاميةوقدأعلن تنظيم الدولة افتتاحه مسجد أبو عمر البغدادي بمدينة الموصل شمال العراق الذي بني وفق طراز حديث في أسلوب التصميم والمواد الداخلة في تصميمه ما يجعله أول مسجد يشيده التنظيم يجمع بين الحداثة والتاريخ وتوضح الصور التي نشرها التنظيم المعروف بـداعش على أحد مواقعه الإلكترونية أسلوب البناء الذي يظهر إدخال هندسة غربية مع بعض المزاوجة بالهندسة الشرقية والإسلوب المعماري العراقي المعروف في بناء المساجد وفي أسلوب جديد أدخل التنظيم مواد التغليف المعدنية الحديثة التي تستخدم في تغليف المباني المدنية في تغليف أجزاء من بناية المسجد الخارجية بالإضافة إلى تغليف منارة المسجد أيضاً الصور أظهرت مراحل بناء المسجد ثم افتتاحه حيث يتوالى المصلون في الدخول إليه لأداء صلاة الجمعة وفقاً لما ظهر في الصور التي بينت إحداها ارتقاء الخطيب منبر المسجد وهو يلقي خطبته على المصلين الذين ملؤوا بوجودهم قاعة الصلاة التنظيم أطلق على المسجد اسم أبو عمر البغدادي في بادرة تعبر عن اعتزاز تنظيم بأحد القياديين البارزين الذين مهدوا لقيام الدولة والذي خلق قلقاً كبيراً عند الجيش الأمريكي والحكومة العراقية، حتى مقتله في 2010 ...يتبع