December 11, 2016, 12:42 am
منذ أكثر من عامين ونصف توقفت جميع مشاريع الأعمار والخدمات والاستثمار في محافظة نينوى بسبب سيطرة تنظيم داعش على المدينة,وغياب دور الحكومة الأتحادية والمحلية عن المدينة مما تسبب في أنهيار للمشاريع والخدمات في المدينة ناهيك عن تدمير بعض المشاريع الأستثمارية في المحافظة من قبل تنظيم داعش ,وهروب أصحاب رؤوس الأموال المحليين والشركات الى خارج المدينة, فضلا عن تدمير الجسور والمؤسسات الحكومية الخدمية والعسكرية نتيجة للعمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف وأتخاذ التنظيم بعضها مقرات عسكرية مما جعلها هدفا لضربات قوات التحالف الدولي وطيران القوة الجوية العراقية...
عضو مجلس محافظة نينوى علي خضير الجبوري ذكر "لوكالة صدى بريس" أن نسبة دمار البنية التحتية في المؤسسات الحكومة والخدمية وصلت الى 90% ,وقد دمرت نتيجة قيام داعش بتفجير هذه المؤسسات أو تعرض بعضها لضربات عسكرية من قبل التحالف الدولي بسبب أتخاذ داعش لها مقرات عسكرية له ,ومن هذه المؤسسات مبنى محافظة نينوى والبلدية والزراعة ودائرة مجاري نينوى وعدد كبير من رسالات تصفية المياه في المدينة والجسور الخدمية في الموصل التي تربط جانبي المدينة الأيمن والأيسر والتي تعرضت مؤخرا لعمليات قصف من قبل التحالف الدولي لقطع أمدادات التنظيم نحو الجانب الأيسر والأحياء الشرقية حيث تجري العمليات العسكرية لتحرير الجانب الأيسر من المدينة...
وقال خضير , ان حصر الضرر لايميز بشكل دقيق لكون العمليات العسكرية لازالت مستمرة ومازالت مساحات واسعة من مدينة الموصل بيد التنظيم, لكن نسبة الدمار كبيرة جدا وهي تتجاوز ال 90%,فقد دمر التنظيم معامل سمنت بادوش الشمالية ومعامل سمنت حمام العليل وقام بنقل معدات هذه المعامل الى سورية ,كما أن التنظيم قام بنقل جميع مخازن الكهرباء في المدينة الى مدينة الرقة في سورية,ودمر معمل ادوية الموصل بشكل كامل نتيجة للعمليات العسكرية في قاطع تلكيف,وقد قام التنظيم بأتخاذ معمل البسة الموصل الجاهزة مقرا عسكريا له ,مما تسبب بأستهدافه من قبل التحالف مما ادى لتدميره بشكل كامل,وايضا المعامل الانتاجية في المدينة, المنطقة الصناعية في جانبي المدينة الأيمن والايسر دمرت هي ايضا... المهندس احمد البدراني من مدينة الموصل يقول : جاءوا من الصحراء ونخشى أن لا يغادروا مدينتنا الا بعد تحويلها الى صحراء"، معلقا على ما يحدث لمدينته وهو يستعرض أسماء أبنية ومعامل ومواقع أنشئت على مدار سنوات طويلة اختفت تماما من المدينة,
ويضيف المهندس الذي عمل 20 سنة في مشاريع البناء عبر اتصال هاتفي مع وكالة صدى بريس" ، أن المدينة بدأت تشهد نزيفا عمرانيا اثر سقوطها بيد "الدولة الإسلامية" قبل أكثر من سنتين إذ شرع عناصره الى تدمير بنايات مهمة تمثل رمزا لسلطة الدولة العراقية وللحكومة المحلية، كتجريف أقدم مركز شرطة يعرف بالمركز العام وسط الموصل وتحويل موقعه الى سوق للبقالين، وتفجير ثاني اكبر مجمع إصلاحي في العراق هو سجن بادوش (15 كيلومترا غربي الموصل) وتحوليه الى أنقاض
... من جانبه ذكر المهندس عبدالرحمن الوكاع عضو مجلس محافظة نينوى أن مدينة الموصل تعرضت لدمار في البنية التحتية بنسبة كبيرة ,والحياة فيها توقفت بشكل كامل في ظل سيطرة تنظيم داعش ولايوجد جرد رسمي لحجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في المحافظة,لكن المعلومات الأولية تشير دمار نسبة كبيرة من مؤسسات الدولة في المحافظة ,منها تعرض للتدمير أهم 12 معملا لإنتاج الاسمنت والألبسة والنسيج والسكر والطحين، و17 بناية للتعليم تابعة للجامعات ومديرية التربية، واكثر من 25 مقرا امنيا وعسكريا، فضلا عن اكبر ستة بنوك بينها البنك المركزي، واربع بدالات اتصال هاتفي واربعة جسور استراتيجية على طرق رئيسية خارج المدينة.وأربع جسور تربط جانبي المدينة الأيمن والأيسر,والدمار لم يطال مركز مدينة الموصل فقط أنما شمل الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة أيضا,حيث أقدم التنظيم على تدمير وسرقة محتويات مستشفى القيارة,وحرق أبار النفط في القيارة,ونهب محطة الكهرباء الغازية وتفجيرها وسرقة وتدمير حقل وشركة كبريت المشراق..
واعرب الوكاع: ان مدينة الموصل الآن خارج نطاق الرؤية لكن عندما يزول غبار الحرب والقتال سيقف الجميع على كارثة حقيقية، خاصة وان المستقبل لا يبشر بخير لأن الحكومة العراقية غارقة في أزمة اقتصادية ولا طاقة لها على إعادة إعمار المدينة ولم تفكر حتى الآن بذلك. وحتى مبلغ 2.1 مليار دولار التي خصصتها الدول المانحة لمساعدة العراق في اجتماع واشنطن الذي عقد في 20 حزيران/يونيو الماضي، ستذهب للمساعدات الإنسانية للنازحين دون أن تشمل عمليات إعادة الإعمار.في ظل الأوضاع الأقتصادية الذي يشهده العراق.
الكاتب: رنا البياتي/اربيل
|