ساعات تجهيز التيار الكهربائي في محافظة نينوى بلغت هذا اليوم 23 ساعة ونصف
وضع حجر الأساس لمشروع مجاري الموصل الأيمن الكبير
مرور نينوى تستقبل مراجعيها في بداية العام المقبل
وقفة تضامنية للمطالبة بعدم استقالة زهير الاعرجي من منصبه
التصويت
هل سيتم عقد اجتماع اختيار رئيس الجمهورية


الاعلانات

جريدة صدى الموصل

حالة الطقس
حالة الطقس
شاركنا

تابعونا
حالة الطقـس
دليل المواقع

مديرية المرور العامة 

المفوضية العليا المستقلة للانتخابات 

   وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

وزارة التربية  

وزارة الصحة 

مركز الأخبار / تقارير / نازحو الانبار يبحثون عن وطنِ...... فررنا من داعش فقتلنا البرد والجوع


نازحو الانبار يبحثون عن وطنِ...... فررنا من داعش فقتلنا البرد والجوع
December 12, 2016, 11:12 pm

طفلٌ ضرير يصرخُ من البردِ، امرأة مسنة تطلب المزيد من البطانيات، ورجل يتحدث بنبرة يأس: "هربنا من الموت ليقتلنا الجوع والبرد"، وام موصلية تغاضت عن برد الخيمة لتشكو حرارة فقدان ولدها: "أعيدوا اليّ ولدي". هكذا افتتح نازحو مخيم الـ 18 كيلو للنازحينَ غربي محافظة الأنبار ليحدثونا عن "مأساتهم"، و"وجعهم" وهم يلتحفون العراء في ظل برودة الشتاء التي انخفضت في بعض الليالي لتصل الى 7°. يضم المخيم "1264" عائلة، جلهم من النساء والاطفال وكبار السن، نزحتْ غالبيتها من مدن غربي الأنبار، من جزيرة البو نمر ومن جزيرة الخالدية، ونحو 200 عائلة من محافظتي نينوى وصلاح الدين، وبقية العوائل من مناطق متفرقة من محافظة الأنبار. وبالرغم من انشاء المخيم في (كانون الثاني 2016) ليستمر باستقبال المزيد من العوائل، إلا أنه يفتقر لأبسط مقومات السكن، فضلًا عن انعدامِ الخدمات، في الوقتِ الذي تحتاج فيه العوائل إلى مزيدٍ من الحاجةِ الضروريةِ، من مأكلٍ وملبسٍ، والعناية الصحية. وسط اهمال الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، التي بدتْ واضحة.

واكد نازحو المخيم أنه "لم يزرِ المخيم أي مسؤول حكومي، منذ بداية افتتاحه، فقط مسؤول محلي واحد، واخر زارنا لالتقاط الصور التذكارية! لا وجود لأي مدرسة ولا طبابة سوى سيارة بسيطة للعلاجات وهي أشبه ما تكون بصيدلية منزل؛        أما دورات المياه فهي قليلة جدًا وبعضها بعيدة كثيرًا عن الخيم وكلها لا تصلح للاستخدام الصحي.

وتابع النازحون "كذلك لم تزرنا أي وسيلة إعلامية" خاصة وقد شهد المخيم حالات وفيات عديدة اخرها رجل اسمه محمد بخيت فرحان 55سنة جراء فشل كلوي. وبحسب شهادات قاطني المخيم فإن "المساعدات التي تأتي عن طريق وزارة الهجرة محدودة جدًا ولا تكفي أكثر من نصف أعداد المخيم وعند توزيعها يتجمع حولها النازحونَ وكثيرٌ منهم لا يُسمَح لهم باستلامِ حصةٍ بسبب عدم امتلاكه البطاقات التعريفية الرسمية (المستمسكات)".

وقال المواطن (فلاح حسن حميد) من محافظةِ صلاح الدين ، شاكيًا اجراءات توزيع المساعدات، "نتوسلُ إليهم لاستلامِ حصةٍ فيجيبونا أنكم غير مشمولينَ لعدم امتلاككم المستمسكات. لقد هربنا بأرواحنا وعوائلنا تاركينَ المستمسكات وكلّ شيءٍ وراء ظهورنا".

ام فلاح شكت المشكلة أيضًا بنبرةٍ يائسةٍ، "نرتجفُ يا بُني من شدةِ البرد، لا نمتلكُ سوى بضعةِ قراطفٍ (بطانيات) أشبه ما تكون بالشرشفِ، نتناوبُ عليها للنومِ ليلًا، أعيدونا إلى مناطقنا فحسب"

المواطن "لطيف علي خلف" من محافظةِ نينوى اكد, من المشكلةِ ذاتها "هربتُ وعائلتي نحو هويةِ الوطن فوجدتُ الوطنَ يمنعني من لقيماتٍ لعدم امتلاكي الهوية الرسميةِ وما هي إلا ورقةٌ صغيرةٌ لا تقارن بهويةِ الوطنِ التي هربتُ لأجلها، أرجو من الجهاتِ المختصةِ أن تجدَّ لنا آلية مؤقتة لحين تمكننا من صدورِ الهوياتِ الرسمية، فعدم امتلاكنا إياها عطلَ في تسلمنا مساعداتِ الوزارة كما أنه منعَ خروجنا خارجَ المخيمِ بحثًا عن عملٍ".

 قصة اخرى في المخيم، بطلتها الطفلة (أنهار نزار ناذر)، اطلعتُ على حالتها وتقاريرها الطبيةِ لتؤكد أنها تعاني من تضخمٍ في الكبد، وتحتاجُ إلى عقاقيرٍ طبيةٍ بشكلٍ دوري. في حين يصل سعرُ العقارِ الواحد 150 دولارًا وفقًا لشهادة عائلتها التي ناشدت المسؤولينَ والمنظماتِ الإنسانية وذوي الخير بـ"مساعدةِ ابنتهم في توفيرِ علاجٍ لها". ورصدتُ في المخيم عدة حالات مرضية معدية، لأطفال ونساء، من بينها مرض النكاف، أصيب به الشابينِ (أمير عبد الستار علي) و (أحمد عبد الستار علي).

وبينت  النازحة"جمالة رجب حمادي" ذات الستين عاما معاناتها في الحصولِ على العلاجِ؛ حيث تعاني من أمراضٍ قلبيةٍ مزمنةٍ "أنا غير راغبة في الحياة ولكني أرومُ الحصولَ على العلاجِ لرعايةِ أحفادي الذين استشهدَ آباؤهم مع مجزرةِ البو نمر على يد تنظيم داعش"

والدة الطفل (أحمد مزهر عبيد) السيدة (منال خالد عطيوي) ناشدتْ عبرنا؛ اصحاب الخير لمساعدةِ طفلها الذي يعاني من سرطان الرئة، مؤكدة انه "لا معيلَ لي ولا لأطفالي؛ إذ أن والدهم قد أعتقله تنظيمُ داعش منذ أحد عشر شهرًا وكان يعملُ شرطيًا ولا نعلمُ مصيره حتى اللحظةِ".

سيدة مسنة خرجت من الخيمة، يبدو أنها لا تريد شيئا غير تذكر ولدها، الذي أعدمه تنظيمُ داعش، موجهة رسالة عبرنا، إلى كلّ المقاتلينَ العراقيينَ ضد تنظيم داعش، قائلةً "أنا أمٌّ لجميعكم وأشعرُ بقلوبِ جميعِ أمهاتِكم اللواتي ينتظرن بقلقٍ وشغفٍ رجوعكم من أرضِ القتالِ، انتظركم مثلما تنتظركن أمهاتكن، وأدعو لكم مثلما يدعين لكم، خذوا بثأر ابني وأنتم سالمينَ فلا يحتمل قلبي خسارة المزيد من الأبناء". في موازاة المعاناة؛

فيما تعاني عائلة (تويلي صالح رخت) وهي أكبر عائلاتِ المخيم عددًا، إذ تتكون من 45 فردًا، منهم 7 أفرادٍ من مرضِ التهاب الكبدِ الفايروسي نوع (ب) وأحد هؤلاء السبعة يعاني من سرطانِ المعدةِ كذلك.

شقيق (سعد محمد مشحن) شكى أيضًا حالة أخيه المصاب بشظايا مفخخةٍ انفجرتْ أثناء تواجده للعملِ في مدينته بيجي، الشظايا تعيقُ عمله وقد طلبَ منه الأطباء مبلغ 2500 دولارًا لإخراجها. وتعاني عائلةُ الجريح صعوبةً بالغةً في ايجادِ حليبٍ لطفلهم الرضيع. وفي الاثناء؛

وشكا المواطن الموصلي (ضياء عايد محمد) ذو الثلاثون سنة من سكنةِ وادي حجر، ضيق حاله عكس ماكنا عليه في الموصل قبل دخول داعش "كانتْ لدينا أموالٌ وسياراتٌ كثيرةٌ، بعناها بأبخسِ الأثمانِ، بحثًا عن أملٍ في وطنٍ!. كنا نطمحُ من مسؤولينا في نينوى؛ الذين منحناهم أصواتنا، أن يسألوا عنا أو أن يتفقدونا لكن هيهات هيهات! فقدتُ الأملَ حينما رأيتُ ضياعَ الوطنِ وانفراطِ حباتِ مسبحته، عندما رأيتُ سقوطَ مدينة مدينة أمام عيني، لكن الأملَ بدأ يدبُ فيَّ وأنا أتابعُ انتصاراتِ القواتِ العراقية في أرضِ مدينتي فكلّ شبرٍ يتحرر اليوم يجعلني أنسى معاناتي كلها.. أنا على البُعدِ أشمُ رائحة دماء الشرف والغيرة التي تنزفُ لتعيدني إلى بيتي، أنا مدينٌ لهم طيلة العمرِ بالدمِ والمالِ والروحِ وبالمحبةِ كلها". واثناء تغطيتنا لقصص النازحين في المخيم، جاءت عوائلٌ نازحةٌ جديدةٌ قادمة من مدينةِ القائمِ، هاربينَ من تنظيمِ داعش. تحدثوا لنا عن مأساتِهم وعن المصاعبِ التي واجهتهم في الهروبِ من داعش. مؤكدين "أن كلّ فردٍ يتمُّ تهريبه مقابل 300 دولارًا" في الوقت الذي رفضوا فيه التقاط صورٍ لهم كما رفضوا ذكرَ أسمائهم خوفًا على ذويهم الذين ما زالوا أسرى تحت إجرام داعش وظلمهم. في خيمة أخرى، يحدثنا الطفلِ (صهيب محمد عبد الله) ذي العشرِ سنواتٍ بلسان فصيح عن معاناته من النزوح ومن ضمور العصب البصري الولادي الذي أصيب به، يقول صهيب، "لا فرقَ بالنسبةِ لي بين الخيمةِ أو بينَ منزلي؛ أنا هنا لا أرى شيئًا وهنالك لم أكن أرى شيئًا! من أنتَ؟ ما شكلكَ؟ ما لونكَ وما هي الألوان أصلًا؟! أنا لا أريدُ شيئًا من مساعداتكم، فقط دعني أرى الدنيا التي تتحدثونَ عنها واتركوني مدى حياتي في المخيم"، ثم استدرك "لكن أرجوكَ أرجوكَ احمني من هذا البرد القارص؛ فرغم أنني أعمى لا أرى شيئًا لكني أرى البرد يوميًا مثلما أرى معاناةَ أهلي وشكواهم.. أرجوك عدّ لتلعبَ معي مرة ثانية فالصبية هنا لا يلعبون معي!". وحمل عددٌ من قاطني مخيم الـ(18 كيلو للنازحين)، رسالة إلى العالم عبرنا، كتبها ناشطون ومثقفون، طالبوا بنشرها. نص الرسالة: "أكلّ منظماتكم الإنسانية هذه وكلّ دولكم وجيوشكم وحكوماتكم وكلّ أولئك البشر البالغ تعدادهم 7 مليار نسمة؛ ألا تستطيعون حمايتنا من هذا البرد الشديد القارص؟! أيها العالم! نحن بشر مثلكم لا نطلبُ منكم سوى ايجاد فرص عملٍ لنا؛ تمكننا من شراءِ حليبٍ لأطفالنا وعلاجٍ لذوينا فلسنا بشحاذينَ ولا بمتسولينَ. أما أولئك الذين يتباكونَ على المنابرِ مرتدينَ أرقى الثيابِ وأعطرها، الحاضرة كروشهم في كل وليمة أو وضيمة؛ فلم يقوموا لنا بأيةِ حملةِ تبرعٍ، ولم يحضروا عندنا ولو ساعة من نهار!"


الكاتب: تقرير أعدّهُ : عمر تحسين الحياني
  صدى بريس الاخبار  
     
اتصل بنا السياسية  
حول صدى بريس الامنية  
اعلن معنا الاقتصادية  
تطبيق صدى بريس الرياضية  
شاركنا برأيك العلوم والتكنلوجيا  
وظائف شاغرة الثفافية  
  الصحة والمجتمع  
  الاخرى  
     
Powered by Professional For Web Services - بدعم من بروفشنال لخدمات المواقع