بدأ المصريون امس الاربعاء الادلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد بعد مضي15 شهرا على الثورة التي اطاحت بالرئيس الاسبق حسني مبارك، في اول انتخابات تشهدها جمهورية مصر العربية.
المنتخبون شكلوا طوابير انتظار طويلة، امام العديد من مكاتب التصويت في القاهرة قبل فتحها في الساعة الثامنة "6,00 ت غ"، تحت حماية امنية مشددة خوفا من وقوع اعمال عنف، بعد ان شهدت ظهر اليوم الاربعاء مشاجرة بين انصار المرشحين امام مكتب اقتراع منطقة روض فرج شمال القاهرة، اسفرت عن مقتل شرطي بالرصاص.
رغم انه لم تسجل اية اعمال عنف اخرى، كان انتشار رجال الشرطة والجيش كثيفا امام مكاتب الاقتراع، لضمان الامن وللتأكد من حسن سير عملية الاقتراع، والتي دعي اليها اكثر من خمسين مليون ناخب مصري، لاختيار رئيسا جديدا من بين المرشحين الاسلاميين، واحزاب اليسار والليبراليين، وانصار الثورة، او مسؤولين سابقين في نظام مبارك، وحتى شخصيات مستقلة.
لجان الناخبين رفعت امام مكاتب الانتخاب شعارات دعوا فيها المواطنين لاختيار من يرونه رئيسا مناسبا لهم دون الاصغاء الى ايماءات الاخرين، مرددين، "لا تدعوا احدا يقول لكم لمن تصوتون".
من جانبهم اكد المراقبون انه من الصعب جدا معرفة نتيجة الانتخابات المصرية بسبب الأعداد الكبيرة المشاركة فيها، خاصة ان منهم من لم يحسم خياره حتى اللحظة الاخيرة.
وتبدو مصر التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 82 مليون نسمة، مركز الثقل في العالم العربي، منقسمة اليوم بين التيار الاسلامي المدافع عن الدولة الدينية، وتيار الحداثة والاستقرار المدافع عن الدولة المدنية.
فيما يرجح المراقبون ان تيسر الانتخابات الى جولة ثانية تجرى في 16-17 حزيران المقبل، اذا لم يحظى اي من المرشحين على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى.
ودعا المجلس العسكري الذي تعهد بنقل السلطة بعد توليه اياها منذ سقوط نظام مبارك الى الرئيس المنتخب، المصريين الى المشاركة في الاقتراع، محذرا من الخروج عن القانون.
وتعرض المجلس العسكري لانتقادات شديدة بسبب سوء ادارته للمرحلة الانتقالية، التي شهدت اعمال عنف واحتجاجات عديدة، والذي اكد مؤخرا ان تكون الانتخابات "شفافة 100%".
الا ان العديد من المحللين السياسيين يرون ان الجيش، الركيزة الاساسية للنظام منذ سقوط الملكية عام 1952، يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.
وتبقى صلاحيات الرئيس الجديد غير واضحة المعالم، في ظل غياب دستور جديد للبلاد يحدد طبيعة النظام السياسي، مع تعليق العمل بدستور 1971 الذي كان ساريا في عهد مبارك.
وسيكون على الرئيس الجديد مواجهة وضعا اقتصاديا صعبا مع التفاوت الاجتماعي الشديد الموروث من النظام السابق، مع بطء عجلة الانتاج وتراجع النشاط خاصة في القطاع السياحي منذ ثورة 25 يناير.
المرشحون:
1- عمرو موسى:
وزير خارجية اسبق في عهد حسني مبارك، عين امينا عاما للجامعة العربية، دبلوماسي محنك، تأثرت صورته بوصفه بـ"الفلول" وهو التعبير الذي يطلق عليه المصريون دلالة عن "بقايا" النظام السابق.
2- عبد المنعم ابو الفتوح:
قيادي سابق في جماعة الاخوان المسلمين، استبعد منها العام الماضي بسبب رفضها ترشيحه لانتخابات الرئاسة، يطرح نفسه مرشحا للتوافق و"الاصطفاف الوطني" بين المصريين جميعا من السلفيين الى العلمانيين، ولكن البعض يشك في انه اكثر تحفظا بما يقول.
3- احمد شفيق:
اخر رئيس وزراء في عهد مبارك، وقائد سابق للقوات الجوية المصرية، يوصف كغيره بـ"الفلول"، ويعتبره الشباب الذين أطلقوا "الثورة" شريكا لمبارك في قمع الانتفاضة، ركز حملته الانتخابية على قدرته في اعادة الامن.
4- محمد مرسي:
المرشح "الاحتياطي" للإخوان المسلمين، بعد استبعاد مرشحهم الاصلي خيرت الشاطر, يستمد قوته من الماكينة الانتخابية القوية لجماعة الاخوان التي تم تعبئتها خلفه لإنجاحه, برنامجه يحمل شعار "النهضة"، ويؤكد على ضرورة تنمية مصر مع الالتزام بالشريعة الاسلامية.
5- حمدين صباحي:
نائب سابق كان عضوا في حركة كفاية، التي اطلقت في 2005 التظاهرات ضد نظام مبارك، يعبر عن افكار اليسارية العروبية التي كان يتبناها جمال عبد الناصر، ويركز في حملته على انتمائه الى الطبقات الشعبية.
6- خالد علي:
اصغر المرشحين سنا (40 عاما)، محامي نشط في الدفاع عن حقوق العمال، ويعتبره كثير من الشباب المرشح "الحقيقي للثورة"، غير انه غير معروف على نطاق واسع، ويمكن ان يرى الناخبون في صغر سنه نقطة ضعف.
7- هشام البسطويسي:
مرشح عن حزب التجمع اليساري، اكتسب هذا القاضي شهرة كبيرة بعد "انتفاضة القضاة" في العام 2005.
8- ابو العز الحريري:
مرشح عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، انتخب نائبا لأول مرة في العام 1970، وهو يساري دافع طوال عمره عن العدالة الاجتماعية، وكان دوما من دعاة اعادة توزيع الثروة.
9- حسام خير الله:
مرشح عن حزب السلام الديموقراطي، يركز على انتمائه السابق للجيش وقدرته على تحقيق الامن.
10- محمود حسام:
كان عضوا لفترة طويلة في جهاز امن الدولة، وتمتع بسطوة لا تنازع عليها في عهد مبارك، يدعو في برنامجه الى تطهير الشرطة.
11- عبد الله الاشعل:
دبلوماسي سابق مرشح عن حزب الاصالة، يركز في برنامجه على خلق وظائف واصلاح القطاع الزراعي.
الكاتب: القاهرة/ صدى بريس:
|