December 27, 2016, 8:59 pm
منذ سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الأسلامية داعش في حزيران عام 2014, يعاني شريحة الفنانين والرساميين التشكيلين في المدينة من عمليات قتل من قبل التنظيم الذين يرفضون الفن حسب أيدلوجيتهم الفكرية,فقد أقدم التنظيم على قتل الكثير منهم ومنع مظاهر النحت والرسم في المحافظة والغاء كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل ,بينما استطاع اخرين من الخروج من المدينة والنجاة بأنفسهم متجهين نحو أقليم كوردستان أو الى أوروبا جراء الترهيب الذي يقوم به التنظيم...
وكان لوكالة صدى بريس" تواصل مع مغترب موصلي هو الفنان التشكيلي "اشرف الاطرقجي" المقيم حاليا في مدينة أستوكهولم في السويد...
الفنان التشكيلي الموصلي أشرف الأطرقجي ..؟
_فنان من مدينة الموصل تخرج من معهد الفنون الجميلة من العشرة الاوائل ليكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة وتخرج منها عام 2004 بعدها عمل مقدما في راديو نينوى وتلفزيون نينوى المحلي ليتوقف عن العمل بسبب التهديدات من الجماعات المسلحة في تلك الفترة التي كانت تغتال الاعلاميين والصحفيين في فترة الرعب التي استباحت الموصل ابان السقوط الاول بتاريخ 11-11-2004
بعدها اتجه الى المشاركة في المعارض التشكيلية والمشاركة في اغلب النشاطات الثقافية التي كانت في مدينة الموصل منها
_المعارض المقامة في معهد الفنون الجميلة منذ التحاقه به حتى سنة تخرجه منه.
- معرض القرية السياحية للفنون التشكيلية عام 2000
- معرض الشباب الأول على قاعة ( الساعة ) عام 2002
- معرض شتاء دافئ على قاعة كلية الفنون الجميلة عام 2005
- معرض جمعية التشكيليين العراقيين سنة 2006 على قاعة المركز -
في عام 2006 كانت سنة فاصلة في حياته حيث تم تفجير نصب حاملات الجرار في حي الزهور لتكون صدمة مدوية !!
اجمل التماثيل في مدينة الموصل تستهدف بتفجير من قبل مايسمى في تلك الفترة جماعة التوحيد والجهاد الأرهابية المتشددة, ليتحمل مسوؤلية أحسها تجاه مدينته على عاتقة ليبدأ حملة كتابة وتوثيق للنحاتين والفنانين في مدينة الموصل والكتابة عنهم مقالات نقدية وسير ذاتية وينشرها في الصحف المحلية تابع كثير منهم وقمت بزيارة بعض عوائل النحاتين الراحيلين أمثال فوزي اسماعيل وحصل على صور نادرة لتمثال حاملات الجرار..
_ماهو حال الفن التشكيلي في الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش ععلى مدينة الموصل في عام 2014؟
سؤال مؤلم حقيقةً فبعد سيطرة التنظيم على المدينة حصلت ما أسميها مجزرة جماعية وفناء الأعمال النحتية والتشكيلية في المدينة على يد التنظيم كما حصل لأثار المدينة,
حيث شهدت الموصل مجزرة جماعية للاعمال الفنية سواء النحتية منها او الرسم فكثير من المناطق ك معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة ومتحف جامعة الموصل الذي يضم كثير من اللوحات المهمة لكثير من الفنانين امثال نجيب يونس وماهر حربي وراكان دبدوب التي لاتقدر بثمن ناهيك عن تحطيم تام للتماثيل والنصب في داخل المدينة
هذا من الناحية الفنية أما على صعيد الشخصي للفنانين فقد تعرض الكثير منهم للتهجير القصري وأحراق نتاجهم الفني ومصادرة ممتلكاتهم كثير منهم يعيش الأن بما يشبه القبو خوفا من كشفه واستهدافه ...
وقد أجريت أتصال مع احد الفنانين الموصل الهاربين الى اقليم كوردستان لصالح المجلة الفنية السويدية ترجمتها الى اللغة السويدية والتي ستنشر الشهر القادم.
_هل هناك هجرة للفنانين الموصلين نحو أوروبا بحثا عن الأمن وماهو مصيرهم؟
_هناك شبه نزوج جماعي للفنانين من الموصل توزعوا بين بغداد والاقليم وأوربا ايضا لكن هنك امر مهم انه لازال امر الكثير من ماتبقى منهم بالموصل غير معروف ومنهم من لم يستطيع التواصل معهم منذ 2014.؟
_كيف هاجرت ألى أوروبا ؟
وصلت الى مدينة ستوكهولم السويد في صيف 2015 حيث تم دعوتي من نادي القلم الدولي لاحل ضيفا على المدينة انا هنا ومنذ سنتين حاولت ان اكون جسرا بين الفنانين في مناطق الصراع وبين العالم الحر كتبت في كبرى الصحف السويدية عن الوضع في الموصل وأيضا أقمت أمسيات وندوات حوارية عن التراث الثقافي في مدينة الموصل في مدينة غوثنبورك و يافلا و في مالمو مؤتمر عن التراث الثقافي في الموصل وتهديمه
وقد طلب مني البيت الثقافي السويدي كتابة مقال عن حرية التعبير بمناسبة 250 سنة على حرية التعبير في السويد وقد كتبت المقال وترجم الى السويدية والانكليزية,
مقالة بعنوان "لا حدود للحرية"
وكان المقال يتحدث عن الاختلاف القائم بين ان تعيش في الشرق الاوسط والسويد في حرية التعبير حيث ان حرية التعبير في مدينة مثل الموصل تخضع بشكل بأخر الى سلطة رجل الدين الذي يرسم لك ماذا يجب عليك ان تقول وماذا لا يجب أن تقوله ....
وقد خاطبت السويدين بان لديهم كم من الحرية لايشعرون بها وان الصحة تاج على رؤوس الاصحاء وان من يفقد الحرية يشعر بضرورتها
وقد تحدث البرلمان السيويدي عن المقالة واقتباسات عن ماقلت في جلستهم المفتوحة في أحدى الجلسات وقد لاقى المقال صدى واسع في أوساط المجتمع السويدي...
هل تفكر في العودة للموصل بعد تحريرها من داعش ؟
_بلاشك سأعود للموصل يوما ما ,فهذه مدينتي التي ولدت فيها ودرست وتعلمت منها ,أنا حزين جدا لما حصل لها لكن هناك أمل كبير في قلب كل موصلي بأن الموصل مدينة التعايش السلمي والتعددي ستعود يوما بعد أندحار هذه الغمامة السوداء لتسطع شمسها مرة ثانية في ربوع الحياة والأمل ..
الكاتب: رنا البياتي
|