February 21, 2017, 9:48 pm
هكذا أسميت لقائي بالشابان من أبناء الموصل اللذان خرجا من حصار التطرف والهمجية لمدة سنتان وأربع أشهر تقريبا ، وبعد تحرير مناطقهم من قبل الجيش العراقي حطت أقدامهم دار السلام .ليتنفسوا الحرية وينشدوا الأمل ..اجل لاستغربوا أتوا حاملين معهم أمل وأغاني .
كل موصلي أزوره وهو أتي من مدينة دمر فيها الإنسان والحضارة من قبل تنظيم التطرف والهمجية داعش أراه منهك وحزين ولا أمل له بالحياة ، روحه شبه ميتة وصوته مليء بالحزن وعيونهم تبكي الظلم .
إلا إن مقداد وأمين لم يكونا كذلك أبدا رغم إن التعب على وجههما لم يختفي عن عيوني رغم هذا رأيت الأمل في عيونهما وفي صوتهم الكثير من الإحداث ،والأجمل عقيدة تفكيرهم بان الموسيقى والشعر والثقافة ،هي التي لابد ان تبقى ،هكذا قرأت كلامهم معي .
مقداد وأمين عرفتهما من خلال التواصل الاجتماعي وتابعت أعمالهم كنت أتصور بأنهما خارج أسوار الحصار لأنهما لم يتوقفا عن تقديم الفن من خلال التواصل إلا انه، عند لقائي بهما في دار السلام علمت بأنهما كانا داخل الموصل وينشرون أعمالهم الموسيقية والشعرية .
فبدر الي سؤال بسرعة كيف هذه المغامرة ؟! قال لي عمر الشاعر : نحن كنا نكدر الموت فقلنا "نموت ونحن نصنع شي أفضل من الموت دون عمل شي" كم كبيرة هذه الكلمات .
أما أمين فعندما تحدثنا عن الفكر المتطرف الذي عاث في المدينة خراب قال " الأهم انه لم يمس فكرنا. نعم المدينة دمرت لكن تدمير الفكر صعب إعادته الأهم إن فكرنا لم يمسوه ".
امين و مقداد شاركا في ملتقى "على انغام الكتب" الذي أقامه تجمع ايلو للثقافة في قاعة تجمع المجمع الطبي في المنصور والذي كان فيه عدد من الفقرات منها معرض للكتاب، والتبرع بالكتب لمكتبة جامعة الموصل ، ومعرض تشكيلي وأعمال منزلية ، كما شارك بهذا الملتقى فرقة حلم الموسيقية . فجاءت مشاركة الموصليان بقصيدة شعرية للشاعر عمر مقداد مع عزف مقطوعة موسيقية لي أمين .
في أخر حواري أقول الموصل لا بل العراق لن يموت بهؤلاء الشباب لأنهم يصنعون الحياة والأمل من أنقاض الحرب .
الكاتب: نغم طلال /بغداد
|