روى مواطنون "لوكالة صدى بريس" قصص خروجهم وطريق الموت الذي مروا به قبل أن يصلوا بر الأمان الوقتي في مخيمات النزوح جنوب الموصل، وهم يحملون أباءهم الطاعنين في السن الذين لا يقدرون حتى على المسير. الأهالي من الذين نزحوا مؤخراً أغلبهم حالتهم سيئة جداً نتيجة الخوف والهرب من سيطرة داعش،
إضافة إلى أن هنالك مجاعة حقيقية كما يرويها أحد النازحين الجدد. بعضهم الاخر ذكر أنه لم يأكل منذ أيام عدة، فضلا عن نقص كبيرفي حليب الأطفال والطعام والرعاية الصحية.. المواطنون ذكروا أيضاً أنهم وطول فترة احتجازهم في أيمن الموصل لم يتركوا شيئاً إلا وطبخوه. حيث وصل الحال بأحدهم في البحث عن الحشائش التي يكون طعمها غير مر لطبخها لأطفاله حتى لا يموتوا من الجوع. وتحدث أخر على أنه عندما تضرب طائرات التحالف الدولي مقرات داعش الإرهابي يسرع المواطنون إلى المواقع رغم الخطورة الشديدة لكي يجلبوا ما هو متوفر من طعام خاص بعناصر داعش، كما بيّن أن داعش كلما خسر أرضاً يحاول العودة إلى الخلف، وبات يترك أشلاء عناصره وجثثهم في شوارع المدينة، كذلك لجأ الى القناصين والسيارات المفخخة. ويروي متحاملاً ان داعش الإرهابي لم يبقي لنا أي شيء فهربت ومعي أمي أحملها كي لا تموت، مشينا لمسافات طويلة بحثاً عن أمان، حقاً الموصل تباد ولم يعد هنالك طعم للحياة. وذكرت المنظمة الدولية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة اليونسكو إن إجمالي عدد النازحين منذ بدء عمليات استعادة الموصل في تشرين الأول من العام الماضي تجاوز 200 ألف مواطن. وأضافت اليونسكو أن الخيام التي تقع حول مدينة الموصل امتلأت بالنازحين تقريباً.
وأضافت اليونسكو في تقريرها إن إمدادات الغذاء والوقود تتناقص في الموصل حيث تغلق الأسواق والمتاجر أبوابها. كما أصبحت إمدادات المياه نادرة والكهرباء غير منتظمة أو منقطعة تماماً في العديد من الأحياء بالمدينة. وبدأت القوات الأمنية في تشرين الأول من العام الماضي معركة استعادة مدينة الموصل، آخر معاقل تنظيم داعش في البلاد. وتمكنت القوات الأمنية من السيطرة بصورة تامة على الجزء الشرقي من الموصل، وباشرت هجومها على الشطر الغربي من المدينة حيث تتقدم مع ازدياد الصراع هناك.