عصمت رجب القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسؤول الفرع الرابع عشر للحزب، أهلا بك ضيفا عزيزا على وكالة" صدى للصحافة".
* بداية حدثنا عن أحداث الموصل ؟ وماذا كان دوركم فيها؟
- أحداث الموصل كانت متوقعة، وليس كما يتصور البعض أن داعش سرطان ظهر فجأة، على مدى سنوات كانت المدينة تشهد عمليات أختطاف وأغتيال وتفجيرات، وفي اغلب اللقاءات والاجتماعات مع المعنيين كنا نؤكد على ضرورة وضع حد لما يجري,
* البعض يقول بأنكم استفدتم من أحداث الموصل، ويتهمكم بالتسبب بها؟
- للأسف هذا هروب من الواقع ومحاولة للتنصل من المسؤولية، فأهلنا قتلوا وهجروا، فضلا عن الخراب والدمار الذي حل بمناطقنا، فضلا عن الالاف من قوات البيشمركة الذين سقطوا ما بين شهيد وجريح والحرب ضد داعش تسببت بأزمة مالية وأقتصادية للأقليم،ترى ماذا أستفدنا أذن،أما من يتهمنا بالتسبب بما جرى للمدينة وأهلها، فنحن لم نكن سلطة حكومية في المدينة ولا جهة أمنية، وبالتالي حتى تحركاتنا داخل المدينة كانت محسوبة ومحدودة، رغم ذلك حاولنا أن نقف مع قوات الجيش في المدينة سيما وأن قيادة اقليم كوردستان والقيادات في قوات البيشمركة أبدت أستعدادها لدعم ومساندة الجيش في الموصل ومنع تمدد عصابات داعش،إلا أن عروضهم رفضت من قبل المسؤولين في الجيش وحكومة بغداد، مع هذا بقينا داخل المدينة ولم نغادر لحين بيان وضوح الصورة والأمور خرجت عن السيطرة داخل المدينة ولم يعد هناك قوات أمنية، لذلك أنسحبنا من المدينة وقد تعرضنا وقتها لأطلاق نار خلال أنسحابنا من قبل داعش.
* بماذا ساهمتم في عمليات التحرير واستعادة المدينة من سيطرة داعش؟
- لسنا نحن من ساهمنا في ذلك، بل قوات البيشمركة البطلة التي تمكنت من أستعادة اجزاء واسعة من نينوى ومهدت الطريق أمام قوات التحرير لتحرير مدينة الموصل، لكننا دعمنا وساندنا قوات البيشمركة كمسؤولين وكوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لذلك نأسف للأشادة بدور قوات الجيش بتحرير نينوى والموصل والتغاضي وتناسي دور قوات البيشمركة التي أعطت الكثير من التضحيات.
* هناك لقاءات بينكم وبين النخب السياسية في نينوى، متى نجني ثمار تلك اللقاءات؟
- اللقاءات والحوارات والأجتماعات ضرورية، وهي تهدف إلى توحيد الرؤى والكلمة من أجل اعادة نينوى والموصل افضل مما كانت عليه،ثمار هذه اللقاءات ستجنى بعد الأنتخابات، ونسعى مع النخب السياسية بالمجيء بحكومة تمثل جميع مكونات الموصل وتهتم بوضع المدينة وأهلها، من خلال أنتقاء أشخاص معروفين بسمعتهم الطيبة وحرصهم على خدمة المدينة وأهلها.
* هل سعيتم بدوركم لوضع الشخص المناصب في المكان المناسب في الموصل؟
- بالتأكيد، نحن مع وضع الأنسان المناسب في المكان المناسب، وليس شرطا أن يكون أمرأة أو رجل،لذلك لدينا نساء يشغلن مناصب، عملهن أفضل من عمل بعض الرجال،مع ذلك وبما ان الموصل تحتاج لمن يعمل بكامل طاقته،فنحن نسعى لأسناد مواقع ومناصب لمن نرى فيهم حب المدينة والوفاء لها ولأهلها، كي تعود أفضل وأجمل وأن لا نسمح بتكرار ما جرى.
* وماذا في جعبتكم ضد الفاسدين والقضاء عليهم؟
- مشكلة الفساد مشكلة كبيرة، تعاني منها اغلب مؤسسات الحكومة، فالقضاء عليها ليس بالأمر الهين،وهناك فساد مالي وأخر أداري وأحيانا اخلاقي،ولاشك ان الأرهاب وداعش ولد من رحم الفساد، لذلك علينا جميعا أن نتوحد من أجل القضاء على الفساد والفاسدين،من خلال تجريم كل من يثبت أدانته وأن يكون القانون فوق الجميع.
* كيف للموصل ان تعود بعيدا عن التطرف والتعصب؟
- الموصل ستعود كما كانت وأفضل، لكن هذا يعتمد تعاون وتكاتف اهلها، ورفضهم لمختلف أشكال العنف والتطرف،وأن يشارك الجميع في ذلك كمسؤولين وسياسيين ورجال دين وممثلي مكونات وشيوخ عشائر ومثقفين، فتنظيم داعش أنتهى كاشخاص وكقوة ، لكنه كفكر باق، لذا نحتاج ألى معركة أخرى لتحرير العقول وأنهاء هذا الفكر الظلامي، فالموصل عرفت بالأعتدال والسلم والتسامح،إلا أن عصابات داعش استطاعت تضليل بعض اهلها والصعود على أكتافهم لتحقيق أحلامها الهدامة، حيث لم يسلم منهم حتى الحجر.
* كيف تنظرون لعمل حكومة نينوى المحلية وهناك أنتقادات وأتهامات بالتقصير؟
- للأسف حكومة بغداد غير مهتمة لأمر الموصل ونينوى عامة، حتى دعمها يكاد يكون محدود ولا يلبي حاجة نينوى والموصل خصوصا، كما ان هناك تقصير من قبل حكومة نينوى المحلية التي تتحمل ايضا جزءا من تردي الخدمات وعدم تلبية أحتياجات اهلنا بالداخل وكذلك النازحين، لذلك نحن نرفض التعامل مع نينوى من قبل الحكومة الأتحادية أو الحكومة المحلية مع نينوى والموصل خصوصا كالمريض الذي يتعاطى المسكنات، من خلال خطط وبرامج ولقاءات وأجتماعات وزيارات وعلى الأرض أهلنا يعانون، هناك أزمة في توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والخدمات البلدية وتدمير للبنى التحتية وغياب واضح لبعض المؤسسات الحكومية داخل المدينة فضلا عن عدم صرف مستحقات الناس من الرعاية والرواتب وغيرها فضلا عن عدم بيان الموافقات على مباشرات الموظفين في هذه الدائرة أو تلك منذ اشهر عديدة،لذلك الجميع يتحمل مسؤولية سوء أوضاع المواطنين داخل المدينة من حكومة اتحادية او حكومة محلية.
* الا تعتقد ان هناك تقصير تجاه الإعلام الذي له دور كبير في ترسيخ قيم التسامح والتعايش؟
- نعم هناك تقصير، ليس في نينوى بل في العراق وفي كوردستان أيضا، وذلك ربما يعود ألى الأزمة المالية والأقتصادية التي نمر بها، والتي أثرت على مختلف القطاعات،فنحن بحاجة لأعلام قوي وفاعل، يخصص جزء كبير من برامجه لدعم وتعزيز التآخي والتعايش ونبذ العنف والأرهاب والتمييز، ويدعو للتسامح والوئام، من خلال التركيز على المشتركات بين مكونات نينوى والموصل والأبتعاد عن التصريحات اللا مسؤولة التي تصدر عن بعض المسؤولين والسياسيين.
كيف تقيمون أوضاع مدينة الموصل؟
- بصراحة الأوضاع الأنسانية داخل المدينة خصوصا في الساحل الأيمن الذي لم يتبقى منه إلا الشيء القليل، فأن الأوضاع متدهورة، حيث تزايد الوفيات بين الأطفال، بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية، سيما بعد قيام عصابات داعش بأغلاق المستشفيات بعد أنطلاق الصفحة الثالثة من عمليات قادمون يا نينوى، أما في الساحل الأيسر فأن الأوضاع أفضل نوعا ما، رغم قلة الماء والكهرباء والمحروقات والخدمات الأخرى في بعض المناطق والاحياء السكنية وكذلك هناك خوف وقلق لدى الاهالي،لذا نؤكد على اهمية توفير الأمن والأستقرارلأهلنا بالداخل، وذلك بتعاون وتكاتف الجميع كمواطنين وأجهزة أمنية لمنع عصابات داعش من تنفيذ جرائمهم بحق الأهالي الذين تحرروا من قبضة التنظيم منذ أكثر من ستة أشهر. *
هناك من يوجه الأتهامات والأنتقادات اليكم كحزب وألى قوات البيشمركة والأساييش، بعدم السماح للنازحين بالعودة إلى مناطقهم وقراهم، ما تعليقكم؟
- هذا الكلام غير دقيق ولا اساس لها من الصحة، فقد أكدنا ومن خلال مناسبات كثيرة وحتى حكومة الأقليم أكدت ذلك، بأننا مع عودة أهلنا النازحين إلى مناطقهم وقراهم، وهناك توجيهات بعدم الأعتراض للراغبين بالعودة إلى مناطقهم وقراهم، ولكننا مع العودة الطوعية لذلك لم يصدر منا ولا من حكومة الأقليم أي قرارات بطرد النازحين وأجبارهم على مغادرة أراضينا، بينما ندعم من يرغب بالعودة الطوعية، مع ذلك هناك بعض التحفظ على إعادة المشتبه بهم والمشكوك بأمرهم إلى قراهم ومناطقهم,
البعض ممن عادوا إلى قراهم يعانون من مشاكل في الماء والكهرباء وغيره، متى سيتم حل تلك المشاكل؟
- بلاشك هناك بعض المشاكل من حيث نقص الماء والكهرباء، لذلك كنا نؤكد على ضرورة التأني في قرار العودة لحين أعادة الخدمات إلى المناطق والقرى المحررة، مع ذلك وجهنا اللجان المحلية التابعة للحزب وكذلك بعض الدوائر المعنية بمعالجة تلك المشاكل وتوفير الخدمات للعوائل التي عادت إلى قراها من جديد. *
كيف تنظر لمستقبل الموصل في ظل الصراعات والخلافات الحالية؟
-هناك مستقبل مشرق لمدينة الموصل وصباحات جميلة، ولكن كل هذا يعتمد على مدى تفاهم وتعاون أهلها فيما بينهم،سيما بعد الأحداث التي شهدتها المدينة من أحتلال داعش وجرائم القتل والنزوح والتهجير والخراب والدمار الذي حل بها،لذلك نتأمل أن يكون هناك تعاونا وتفاهما بين جميع أهالي المدينة من خلال رسم مستقبلهم من أجل غد أفضل، ليعيش الجميع بأمن وسلام ووئام بعيدا عن القتل والتهجير والطائفية. * ماذا قدمتم لأهالي سهل نينوى كحزب؟
- خلال لقاءاتنا وأجتماعاتنا مع المسؤولين في سهل نينوى أكدنا أهمية الإسراع في إعادة الخدمات الى مناطق سهل نينوى ليتسنى لأهلنا العودة اليها، وأن البعض منهم عادوا إلى منازلهم بالفعل، كما وجهنا اللجان المحلية التابعة للفرع بضرورة دعم ومساندة هؤلاء ممن يرغبون بالعودة الطوعية من خلال تسهيل أمورهم بالتنسيق مع الجهات المعنية بهدف التخفيف عنهم,
مؤخرا، أعلن عن فتح باب التطوع لأبناء سهل نينوى ضمن صفوف البيشمركة، هل حدثتنا عنه؟
- نعم ، نظرا للمقترحات التي تقدمنا بها في وقت سابق إلى الرئيس بارزاني بضرورة فتح باب التطوع لأبناء سهل نينوى للانضمام الى صفوف قوات البيشمركة، وافق سيادته على فتح باب التطوع ألف شخص، ومؤخرا أيضا تقدمنا الى سيادته بمقترح لفتح باب التطوع لأبناء مكونات سهل نينوى، وأيضا جاءت الموافقة بالايجاب لذلك بدأ التقديم الى قوات البيشمركة ، بعد أن خصص خمسة آلاف درجة بواقع الف شخص من كل مكون من مكونات سهل نينوى، واليوم الثلاثاء التحق البعض منهم لمعسكر تدريب خنس. –
طيب وكيف وجدتم الإقبال على التطوع ضمن صفوف البيشمركة؟
- صراحة، الاقبال كان غير متوقع كونه فاق التصور، فقد لمسنا رغبة كبيرة لدى أبناء سهل نينوى للانضمام الى قوات البيشمركة من أجل المساهمة في حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن مناطقهم وأهلهم، ويأتي هذا ضمن توجهات الرئيس بارزاني وحكومة الإقليم لتولي أبناء مكونات سهل نينوى لحماية مناطقهم والدفاع عن أهلهم.
* كلمة اخيرة؟
- رغم ما جرى لمدينة الموصل وأهلها، والذين كنا نتمنى ان يتحرروا بأقل الخسائر والأضرار،إلا أننا نتمنى لهم الأمن والسلام والاستقرار، وأن يتكاتفوا فيما بينهم ليرسموا مستقبل مدينتهم بأنفسهم، وأن يساهموا في عودة العلاقات الأخوية بين مكونات المدينة ويعود جميع النازحين ألى مناطقهم أمنين سالمين، وها هي الموصل قد عادت الى أهلها الأصلاء، ونتمنى على حكومة بغداد أن تهتم أكثر بهذه المدينة وصرف رواتب الموظفين المحررين، والنهوض بواقع المدينة التي تحتاج ألى أمكانيات ضخمة وعمل كبير سيما بعد الخراب والدمار الذي حل بها، وعما قريب جدا سنحتفل جميعا بتحرير الساحل الأيمن بالكامل.
الكاتب: حسين كاكايي
|