تعد حرية التعبير من مستلزمات عملية بناء السلام الاجتماعي في أي مجتمع. فمن الثابت أن المجتمعات تقوم علي التعددية الثقافية والدينية والنوعية والسياسية، كل طرف لديه ما يشغله، وما يود تحقيقه. القاسم المشترك بين الجماعات المختلفة هو أساس بناء المجتمعات. ولا يتحقق السلام الاجتماعي دون أن تتمتع كل مكونات المجتمع من مساحات متساوية في التعبير عن آرائها، وهمومها، وطموحاتها. في مناخ عقلاني يسوده الانفتاح يمكن الاستماع إلي كل الأطراف، وتفهم كل الآراء، دون استبعاد لأحد، بهدف الوصول إلي الأرضية المشتركة التي يلتقي عندها الجميع. - كما أن لابد هنا من التركيز على زيادة الوعي لدى الإعلاميين والصحفيين، والجرأة في الاعتذار باعتبارها من أنبل الفضائل التي تعيد الثقة بين القارئ والمتلقي والإعلامي ؛ وأن القيم الخبرية في الفترة الأخيرة بدأت تختفي من الصحافة والبرامج ما عدا بعض البرامج الحوارية التي ملأت هذا الفراغ. وهنا لابد من ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الصحفي وتفعيل دور نقابة الصحفيين والمواثيق الإعلامية والالتزام بالمهنية والبعد عن الفرز الطائفي والإعلامي وتطبيق القانون ومنع الكتابات التي تساعد علي الاحتقان وتدعو للفتنة الطائفية وتكريس الفرز الطائفي ، لأننا نحتاج لمشروع قومي يلتف حوله الشباب ويتشجع له ، وأن الانفتاح الإعلامي لابد أن يكون بشكل واع وأن يكون القانون هو الفيصل ويطبق على الجميع وبذلك يكون الإعلام واعياً وقوياً يهتم بوحدة المجتمع وعدم التمييز وقبول الآخر. -- تعتبر ثقافة الحوار الهادئ العلمي و الواقعي الصحيح اهم وسيلة لطرح قضايا السلام عبر الاعلام حتى يتمكن من اداء دوره الفاعل المنتظر منه و لا يمكن ان يتم ذلك الا بتعميق ثقافة السلام اعلاميا فاذا توفرت المقومات الاساسية لنشر السلم سيؤثر الاعلام في تعميم هذه الثقافة و ستكتشف فوائد نبذ العنف -منظمة اليونيسكو التي انشات من اجل دعم كل عمل انساني و ثقافي ان تضاعف جهدها لتنمية السلام عبر وسائل الاعلام و هي التي من الواجب عليها ان تؤثر على الحكومات في مختلف المناطق لتتعامل مع مفهوم السلام من الجانب الانساني و تدعم نشر ثقافته اعلاميا,. فلثقافة السلام قواعد كثيرة و متعددة الا انها تفرض وجود وسائل و اطر تخدم قناعة الفرد و ترسخ في اعماقه مبادئ السلام عبر الطرح الاعلامي الهادف و المتوازي, -وثقاقة السلام لابد ان يوازيها رفع الجهل و محاربة الامية و الابتعاد عن مبدا الغاء الاخر و ارساء القواعد و اهم الاسس المتينة لثقافة السلام و ايجاد جسور لتقبل الاخر و الايمان بقيمة الانسان و كرامته و الاقتناع بمستقبل حقوقه و دعم الديمقراطية و القضاء على النزاعات العرقية و الدينية و اقصاء الاخر . -ان الاعتراف بانسانية الانسان لا يمكن ان تنشر في المجتمعات الا عبر وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة فاللإعلام دور ايجابي في هذا المجال يجب ان يكون ممنهجا ثقافيا ليتمكن من خدمة المواطنة و حقوقها و ان ينشر فكرة كل المواطنين سواسية امام القانون و الوطن للجميع . -ثقافة السلام تعني احترام النفس و الكرامة الانسانية كما ان ثقافة الحوار التي تحتاج الى مقومات رئيسية هامة تبقى ضرورية مهما اختلفت مشارب المجتمعات و الوان اطيافها السياسية,. فالسلام هدف سامي نبيل يفرض على المؤسسات و الشخصيات الثقافية و الاعلامية, - الاستعانة بالفنون و الا دب و الشعر مما يمكن ان يؤدي الى التحول الكبير في شؤون الحياة و يوفر متطلباتها الكريمة و العوامل المساعدة على استقرار الاوضاع و ازالة اسباب العنف فالسماحة و الطيبوبة تعتبران من اهم الخصال و انبلها من اجل نشر مبدا السلام في المجتمعات, -يجب على النخب الثقافية و الاعلامية رفع شان مفهوم المواطن الانساني الى احترام ذاته و غيره مع شعوره بقيمته مما سيؤدي الى التحول في تصرفاته و افكاره لصالح السلام و نبذ العنف و الحقد والكراهية و من اهم الاشياء التي تخدم السلام قناعة الانسان بان السلام هو بداية الرفاه و السعادة الشخصية لكل مواطن, -الا انه على الاعلام ان يحسس المواطن بان هناك حقوق وواجبات يجب الاستفادة منها و احترامها, ان حرية الراي و التعبير حق من الحقوق السياسية و الاعلام احد وسائلها التي تضمن للشعب ان يظل مطلعا على المعلومات التى هو في حاجة اليها ليمارس مسؤوليات السيادة, - ان غياب الاعلام يعتبر تضييق على حرية البحث و خنق للمسار الصحيح الهادف الى التغير نحو الافضل فحق التعبير واجب لا نقاش فيه و لا يجوز اغفال اي نقض يطرا عليه و هو حق لابد من حمايته عن طريق التشريع و الاليالت الاخرى المتبعة و لابد ان تؤخذ بعين الاعتبارحقوق الانسان و حرياته الاساسية كما اقرتها المواثيق الدولية المنابر الاعلامية و بكل الوسائل ليطلع عليها الملا, - كما ان مساهمة الاعلاميين في الدورات التي تقوم بها فئات المجتمع المجتمع المدني ستساعدهم على التعرف على المستجدات الثقافية و المهنية في ميدانهم مما سيجعلهم اقرب ما يكونوا من اخبار و احداث ووقائع الشيء الذي سيؤهلهم اكثر لخدمة السلم و السلام عن طريق الاعلام لانه في تحقيق السلم و الاستقرار و التقدم و الديمقراطية ضمان لازدهار المجتمعات, الاعلام سيوضح للجميع مفهوم السلام بعقليته الجديدة اذا اردنا تحقيق ذلك فمن الواجب على الحكومات ان تقوم باصلاحات جذرية ولابد من اعطاء المزيد من الحرية للصحافيين حتى يتمكنوا من تحقيق التزاماتهم كمزودين للمعلومات, ان تشجيع الاستثمارات الخارجية و المشاريع التنموية و خدمة البنية الاساسية تستمد جسرا قويا و تبني روابط اساسية بين السلام و الازدهار و لن يحدث ذلك الا باجراء دراسة دقيقة للراي العام الشعبي فيما يتعلق بعملية السلام.