عند زيارتك مدينة الموصل (شمالي العراق)، لا سيما الجانب الأيمن من المدينة تتراءى أمامك أزقة ضيقة ومنازل مهترئة يعود عمرها إلى أجيال ماضية ,
وبعضها لمئات السنين وتخبئ هذه الأزقة الضيقة بين جدرانها تاريخ هذه المدينة العريقة، وتسكنها العائلات الموصليّة الأصيلة,
تقع المدينة القديمة في الموصل على ضفاف نهر دجلة من الجهة الغربية إذ تحاذي المنطقة النهر على مسافة أربعة كيلومترات تقريبا
على الجانب الأيمن وفي هذه المدينة وقعت معارك طاحنة بين القوات الامنية ومسلحي داعش
عدد القتلى بين المدنيين العزل خلال معركة مدينة الموصل كبير جداً المواجهة كانت مهمة صعبة ومعقدة للغاية، لا سيما أن المعركة دارت رحاها في ثاني أكثر المدن كثافة بالسكان بعد العاصمة بغداد
اليوم تمر الذكرى الثالثة على تحرير مدينة الموصل ومازالت عوائل تنتظر معرفة مصير المفقودين والذين قتلوا جراء عمليات التحرير كل يوم وعام يمر على هذه المدينة يشعر الكثير من الأهالي بالحزن على من فقدوهم نتيجة المعارك
سيف مناف التكريتي إعلامي من أهالي مدينة الموصل فقد شقيقته و4أطفال رضع و 8 ونساء و 4 رجال لقوا جميعهم حتفهم جراء سقوط صاروخ على منزلهم ولم ينجوا من هؤلاء سوى الطفل مصطفى الذي يبلغ من العمر 5سنوات حالياً
سيف يقول عند سماعي خبر قصف الدار الذي تسكنه شقيقتي مع زوجها وخالي وعندما تلقيت اتصال هاتفي من أحد سكان الحي وأخبرني إن جميع من كان بداخل المنزل قتلوا أصابني انهيار و ارتفاع بضغط الدم ولم اعرف ماذا جرى لي بعدها تفاجأت بأن أفراد العائلة حولي يسألوني عن ما حصل وانا عيني تذرف الدموع لااعرف ماذا اقول وكانت والدتي بالقرب مني وهي لاتعلم بأن إحدى بناتها قد قتلت مع خالي
ماهي إلا ساعات وعلم الجميع بالكارثه التي حلت علينا هنا إصر والدي على الذهاب الى المنزل الذي تم قصفه ولكن بسبب اشتداد المعارك حيث كنا في الجانب الايسر لمدينة الموصل وكانت الصعوبة كبيرة لمن يريد التنقل بين الجانبين بسبب شدة المعارك وخروج أغلب الجسور عن الخدمة بعد القصف المكثف الذي تعرضت إليه ولااحد بإمكانه الوصول لمكان اومنطقة
بعد إجراء اتصالات في اليوم الثاني مع القطعات العسكرية وكان الجهد من الدفاع المدني متواجد من عدة محافظات تكفل فريق من محافظة بابل بجلب الجثث من منطقة المشاهدة بالجانب الأيمن إلى الجانب الايسر وبالفعل تم جلب الجثث البالغ عددهم 16جثة وتم دفنهم وباشراف الطب العدلي التابع لصحة نينوى
أغلب سكان مدينة الموصل لايشعرون بأي فرحة لعملية التحرير بل الحزن والقهر يسيطر عليهم ,
مضى على التحرير ثلاثة سنوات من مجموع 16معاملة لم تنجز سوى 4معاملات لهؤلاء القتلى بسبب الروتين القاتل بين الجهات الأمنية والمحاكم وباقي دوائر الدولة,
وبين سيف .....أن مصطفى لم يتجاوز عمره خمس سنوات يعيش مع أبي وأمي وباقي اخوتي ويعاني مصطفى بين فترة وأخرى حين يتذكر والديه والايام الذي كان يقضيها معهم بالرغم من صغر سنه وجميع وسائل الراحة متاحة له ومقرب من جميع أفراد الأسرة
وعلى الحكومة المحلية والمركزية الالتفات لعوائل الشهداء والمفقودين وانجاز المعاملات المتراكمة أن كانت بمدينة الموصل أو في بغداد والتقليل من الحلقة الزائدة بدوائر الدولة.
الكاتب: احمد الزيدي
|