مدينة الموصل هي المركز الإداري لمحافظة نينوى وأهم مدنها يوجد في هذه المحافظة العدد الأكبر من السكان بين عموم محافظات العراق باستثناء العاصمة بغداد وتقدر وزارة التخطيط العراقية عدد سكان المحافظة بأكثر من 4 ملايين نسمة بعد انهيار تنظيم داعش في الموصل عام 2017 وما حدث من تدمير كبير على مستوى البنى التحتية الشاملة للمدينة من مستشفيات ومدارس وطرق وجسور وأحياء سكنية شبه كاملة تمت إزالتها بسبب العمليات العسكرية تعيش الموصل اليوم حالة من التغييب السياسي الكبير على مستوى تمثيلها في بغداد. هذا العجز جاء نتيجة لتراكمات عديدة كان أهمها تشوه الخارطة السياسية بعد عام 2003 حتى عام 2014 بعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة وكان عام 2018 عام استحقاق سياسي مهم بالنسبة للموصل كونها أول انتخابات نيابية تُجرى بعد عام 2003 في ظل ظروف تختلف عمَّا كانت عليه الأوضاع في السابق لكن سرعان ما صُدمت هذه المدينة بخيبات أمل كبيرة من جديد بحدوث تشوه سياسي كبير في خارطة تمثيلها في بغداد، حيث لا يمثل مدينة الموصل اليوم فعليًّا إلا نائب واحد أو أثنان فقط بكتلة سياسية محلية موصلية من أصل 34 نائبًا في البرلمان عن محافظة نينوى دخلوا في تحالفات سياسية مع كتل وأحزاب وزعامات سياسية من خارج المحافظة مما ولّد غياب ظهور زعامة موصلية محلية نتيجة تشتت نواب المحافظة بشكل عام بين كتل سياسية متنفذة غير موصلية ولا تهمها مصلحة الموصل إلا بقدر الفائدة السياسية والانتخابية وقد جرت العادة مثلًا أن يكون قرار اختيار المحافظ صادرًا من محافظات أخرى، لاسيما بغداد وأربيل وصلاح الدين والأنبار وهكذا هي الحال مع أغلب الإدارات العليا للمحافظة تدرك أغلب الكتل السياسية أهمية الموصل وثقلها الانتخابي والبشري بسبب زخمها السكاني لهذا تسعى كل الكتل السياسية للاستثمار داخل هذه المحافظة انتخابيًّا وسياسيا على حساب الموصل نفسها وقد أسست الأحزاب التي وُجدت في الموصل بعد تحريرها، عام 2017، شبكة من العلاقات المتشعبة في مجالات الاقتصاد والإدارة المدنية العليا وسيطرت على المناصب المهمة والحساسة في المحافظة شهاب احمد حسن باحث سياسي يقول القراءات الموجودة على أرض الواقع لإدارة محافظة نينوى والتي انعكست على الواقع الخدمي للمحافظة يشوبها نوع من التعثر والارباك الإداري ناتج عن عدم وجود رؤية وتخطيط لإدارة هذه المدينة العريقة إدارة مدينة الموصل لا تتم باستئثار جهة على حساب جهة أخرى وأضاف حسن الموصل مكون من خليط جميل وعلى من يمتلك زمام الأمور في نينوى أن يستعين بجميع المكونات في نينوى في إدارة المحافظة وهنا يكمن نجاح نينوى ولو كان يوجد تخطيط بعيد المدى ما كان الوضع على ما هو عليه يفترض مع تغيير ثلاث محافظين أن لا ينعكس الأمر سلباً على الإدارة اهتمام بغداد الذي يكاد يكون معدوما بما يحصل في هذه المدينة اثر سلباً على وضع المدينة تحتاج الموصل لجهود كبيرة لتصفية حالة التشوه السياسي لكي يقود الوئام في هذا الجانب إلى حدوث عملية إعمار أكثر رصانة على مستوى الإنسان المدمر والبنى التحتية التي سحقتها الحرب على داعش