تلك الصولة التي انطلق فرسانها في ظلمة الليل البهيم، وفي عتمة الأحداث وضرامة نيران الفتن، حتى لا يكاد يُمَيزُ بين الأصيل والهجين، وبين العدو والصديق، إنبجست من بين الحطام والآلام غيرة الفرسان الأباة، لتروي بمعين مائها وصليل رجالها؛ ظمأ من مستهم البأساء والضراء، وسامهم الغرباء سوء العذاب، فنادوا مَن لنا؟ وأين رجالنا؟
وهنا انبرى البواسل بقيادة شابٍ من بين الصفوف ليقود جموع الفرسان الضياغم فيتقدم بهم على خصومه ويرفع راية (المجد والتقدم)؛ ليعيد للتاريخ سجل الإنتصارات وليشهد الزمان على صولاته فكانت الموقعة الأولى هي أرض الأنبار، فابتسمت بعد حزن، وارتوت بعد ظمأ، وأزهرت بعد جدب، وعُمِرتْ بعد خراب، فقدمت الأنبار فارسها ليكون أمينها ومحافظها، ولكن هذا الفارس المغوار لم يكتفي بالأنبار فكر الكرة على بغداد فاعتلى مجلس نوابها فقنن القوانين، وقلب الموازين، وصدح بصوت مدوي ليفتح أذان صمًا وأعينًا عميًا، فحمى وحامى، وقاتل وناضل؛ من أجل صرخات الأيامى واليتامى، وها هم صناديد التقدم يعدون العدة ويجهزون المؤنة؛ لموقعة نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك، وعلى رأس كل محافظة فارس هزبر لا يعرف لليأس مسلكاً، ولا للتراجع سبيلاً، آخذين على عواتقهم '' إعادة الأمل''، وعندها ستشرق على أيديهم شمس الحرية والإزدهار، وهناك ستكون الأخبار مثيلات لأختهن الأنبار والله ولي التوفيق والإنتصار..!