مركز الأخبار / رياضية / خطوط حمراء ... السباحة والرماية العراقية تغرق وتعمي الأبصار والمواهب لا يحتضنها أحد !!
خطوط حمراء ... السباحة والرماية العراقية تغرق وتعمي الأبصار والمواهب لا يحتضنها أحد !!
September 19, 2012, 7:41 pm
حملت لنا الأخبار التي تناقلتها الصحف والفضائيات بوقوع عدد كبير من العراقيين ومن مختلف الأعمار ضحايا وقرابين لعيد الفطر المبارك الذي ودّعه الكثيرون بالآهات والحسرات على أبنائهم وآباءهم الذي لم يسقطوا بفعل (المفخخات) أو العبوات اللاصقة أو المسدسات (أم الكواتم) رغم أننا ذهلنا من إصابات العيون التي تسببت بها (المسدسات أم صجم النايلون) التي رغم المحاذير والإعلانات والندوات التثقيفية التي عقدت ، استطاعت أن تجد لنفسها مكاناً وتتحدى اتحاد الرماية العراقي المركزي وتكشف عن المواهب التي يمتلكها صغارنا (الأطفال) الذين أثبتوا أنّهم يعشقون (الرماية) مع أنّهم لم يجدوا من يحقق لهم طموحهم ، فآثروا اللعب بسلاح من البلاستيك (مسدس أو بندقية) أبو أو أم (الجمجمة) كما يطلقون عليها ، وجميعها (صينية) الصنع يرسلها إلينا أطفال الصين الذين اعتادوا صناعتها (خصيصاً) لأطفالنا الذين فتحوا عيونهم على أصوات (الرصاص) و(الانفجار) الذي كان ولا زال يحدث بشكل كبير ، ألسنا نحن من نتعمّد إطلاق الأعيرة النارية في الفرح أو الحزن أو حتى هناك من يطلقها لغايات أخرى ؟!.. السباحة والرماية والفروسية ، فعاليات حثنا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين ، أن نعلّمها لأولادنا ، لأنّه يعلم أهميتها مهما تغيّرت الأجيال وتنوّعت ، كون الإنسان سيبقى يرى النهر ، مثلما سيبقى يحذر من مخاطر (الحروب) التي تفرض عيه ، كما أن للسباحة فوائد كثيرة للجسد وتساهم ببنائه وتقويته وحتى إراحة (العمود الفقري) لا تتم إلا في حوض ماءٍ أو نهرٍ كون الجسم عند السباحة لا يرتكز بثقله على العمود الفقري ، مثلما هو حاصل أثناء الجلوس أو المشي أو الجري وحتى الاستلقاء والنوم !.. وللفروسية التي لن نتحدّث عنها اليوم كوننا تناولناها في أكثر من موضوع وتركناها بعد أن أصبحت حكراً على (الأغنياء) أو عشّاق (الريسز) الذي لسنا ولن نكون منهم !.. عشرات الضحايا ماتوا غرقاً في نهري دجلة والفرات خلال عيد الفطر فقط ، هذه الأرقام التي أعلن عن بعضها ، كانت مؤلمة ، لأن الطفل والشاب العراقي ، وجد ملاذه ومتعته بسبب قلّة المنافذ السياحية ، بهذين النهرين العظيمين ، رغم أنّهما لم يكونونا كما كنّا نعرفه عنهما في السابق ، حيث كنّا التقرّب من حافة دجلة أو الفرات في أيام عزّهما ، وقبل أن تقم (الجارة) تركيا بتقليل حصّتنا منهما !.. لقد ابتلع دجلة الفرات فلذات أكباد لنا ، منهم من كان بعمر الزهور ومنهم من وصل إلى درجة النضج ، فكانت خسارتنا كبيرة لأننا فقدنا طاقات صرفت عليهم الدولة لتجعل منهم مشاريع للنهوض في المستقبل كما أن أهاليهم فقدوهم بغفلةٍ منهم ، بعد أن أجبروا على ترك أبناءهم ليرتادوا الأنهار هرباً من (الحرارة) العالية وشحّة الكهرباء التي لم تعالج ، إحصائية العيد الكبيرة عن الذين غرقوا ، يجب أن تدفع وزارات كثيرة للإطلاع عليها أو معرفة ما خسره البلد من أبنائه على مدار العام وحتى الأعوام السابقة ، عندها فقط سنعرف ، أن الجميع سيصبحون متهمون لأنّهم لم يقوموا بصون الأمانة وهو (المواطن) !.. نأتي الآن إلى اتحاد السباحة المركزي الذي نسمع عنه كثيراً أنّه يعمل ويبني ويعدّ ، ونقول للقائمين عليه أنتم تتحمّلون جزءً كبيراً من المسؤولية عن الذين (ماتوا) غرقاً ، لأنّكم ولغاية اليوم لم نر منكم أي دعوة أو إعلان عن فتح أبوابكم لهواة السباحة وعشاقها من الصغار والكبار ، ثم نسأل ما هي وسائل الجذب التي تقدّمونها لهؤلاء ، إذا كنّا في الغالب نسمعكم تتشكون وتذرفون الدموع على (قلّة) الموارد وضعف الإمكانيات ، وقمتم عن طيب خاطر بترك المسابح الأهلية التي انتشرت على الأرض العراقية ، هي المسيطرة وتتحكم بالأسعار التي تفرض على من يصنّفون (هواة) السباحة أو يرغبون بتعلّمها ، تلك المبالغ الكبيرة التي لم نجد من يقللها أو يحددها ، دفعت بفقراء (المواطنين) وهم الأغلبية للهروب باتجاه الشواطئ التي قد تخفف عنهم وتبرّد أجسادهم رغم (المخاطر) التي لحقت بالكثيرين منهم !... ربما يأتينا من يقول أن هذا ليس من مسؤولية اتحاد السباحة ، فنخبره هذه القصة الواقعية والتي يعلما الجميع .. حين شعر الاتحاد الدولي للكرة الطائرة أن فعاليته لم تعد تجذب الناس وبات من يهجرها أكثر ممن يريد ممارستها ، مع أنّها لا تحتاج لمعدّات كثيرة وهي غير مكلّفة ، كما أنّه شعر بخطر كرة القدم الزاحف باتجاه وضع الكرة الطائرة في الظل ، ابتكر أشياء كثيرة وجعل منها عناصر جذب حققت له ما أراد ، ويكفي أن نقول أننا جميعاً أصبحنا نتابع الكرة الطائرة ونطمح أن نمارسها !.. عمل الاتحاد الدولي اعتمد على الإعلانات المحببة للصغار والكبار ووصل به الحال أن راح يوزّع الهدايا لكي يستقطب الجماهير ، وبعد أن أصبحت فعاليته (جماهيرية) راح اليوم يجني ثمار ما حصد وبعلمية رصينة نتيجة رحلة عمل محسوبة ومأمونة ، تخللها الصدق بكل خطوات العمل .. ترى هل فكر اتحاد السباحة عند بعمل نشرات تحذيرية على الأقل لتوعّي من يرغبون بالسباحة ويدلّهم على الأماكن التي تعود لسلطته ؟!.. الجواب ، كلا ، ولم يفعل ، لأنّه يعتقد أن ما تحت يديه هم (عماد) المستقبل بالنسبة لفعاليته التي ، سبق لها وأن تخلّت عن الكثير من عناصر (الجذب) مثل (كرة الماء) التي كان يقام لها دورياً على مستوى العراق ، أما فعاليات القفز ، فيكفي أننا لم نر من يمثل العراق بمثل هذه التجمّعات ، والسبب بسيط جداً ، لأني ومن خلال تجوالي ببعض المسابح ، وجدت أن من يريد أن يؤدي (قفزة) من على (قفاز) ومن أي ارتفاع ، عليه أن يدفع ثمن (القفزة) رغم أنّه قد سبق وأعطى أجرة دخوله المسبح لغرض (التنعم) بأرجائه !.. أسعار تذاكر الدخول للمسابح تقصم الظهور ، ونشك أن نجد من يعرف من أين يأتي الطفل أو الشاب بأجرة (ساعة سباحة واحدة) لأكون هذا لم يعد مهما ، كون الربح هو الذي يبحثون عنه !.. معظم من كانوا سباحين أو مدربين للسباحة أصبحوا اليوم (تجار (مسابح) وليتهم ينفعون من يتواجد في مسابحهم ، كما أن أغلب المسابح التي تعود لمنتديات الشباب أو وزارة الشباب والرياضة تحديداً تم تأجيرها وباتت حكراً على من يدفع ، بينما الواجب يقول أن للأطفال والشباب حقوق على هذه الوزارة .. أليس كذلك ؟!.. سباح واحد هو من مثل العراق في الأولمبياد وقد جاء أخيراً ، ماذا يعني ذلك ؟!.. إنّه إخفاق يحسب على الاتحاد المركزي ، لأن من غير المعقول أننا نعطي كل هذا العدد من الضحايا (موتى نتيجة الغرق) ولا نمتلك من يحقق لنا شيئاً يذكر لا عربياً ولا قارياً ولا دولياً ولا أولمبياً .. كنتن ولا زلت أسمع عن علاء النواب وكيف عبر المانش ، وتعرفنا على الرجل حتى غدا عندنا من الأساطير ، ولا نشك أن رئيس الاتحاد الحالي الذي كان من أبطال اللعبة ، سبق له وأن تأثّر بالنواب ، ولكنه على ما نعتقد ونجزم ، لم يجد من يتأثر به ، لأنّه اختفى لسنوات ومن ثم ظهر ليقود الاتحاد !.. نسأله هل يرضى وهو البطل عن الذي نراه من ضعف وغيابٍ لاسم العراق في الملتقيات التي كان هو يحصد النتائج لنا منها ؟!.. كما أننا نسأل رئيس وأعضاء الاتحاد ومن هم ينتشرون في المحافظات ، أين هم من الأرقام التي كانت مسجّلة بأسماء أبطال عراقيين لم تتحطّم أو يصلها أحد لحد الآن ؟!.. كما نسأل عن الأرقام التي تتحقق ويسوّق لها الاتحاد وكلنا يعلم أنّها ليست للمتقدمين بل للأحداث من الأشبال والناشئة وهي تم استحداثها واعتمادها لكي يقاس عليها عملهم ، وبذات الوقت تناسوا أو أهملوا الأرقام السابقة والتي كان يجب تعتمد كمعيار للأرقام العراقية التي يجب أن تنسخ أو تختزل على الأقل !.. في الرماية التي راح ضحية الحب لها أناس كثر كانت الإصابات في عيونهم أكثر من (240) حالة ، دللت وبالملموس عن وجود مواهب لا يجيد اتحاد الرماية المركزي تقريبها بعد البحث والتقصي عنها ، لأن من يستطيع أن يصيب (العين) الصغيرة ، بإمكانه وبعد الصقل أن يصيب الهدف الأكبر .. في كل العالم يبحثون عن المواهب ويطوّرونها بعد صقلها ، ونأخذ مثلاً عن أحد أولاد (الشوارع) ونقصد مايك تايسون أو بعد إسلامه (مالك عبد العزيز شباز) الذي كان يعشق الشجار والعنف ، حتى كان في يوم ورآه أحد الكشافين ممن قرأ موهبته ، فقام بتقريبه شيئاً فشيئاً وركّز على إجباره على تفريغ شحنات العنف من خلال ضرب أكياس الرمل التي حوّلت قبضاته إلى فولاذ ، لينال لاحقاً ، البطولات الكثيرة حتى تسيّد العالم بوزنه !.. أين نحن من هؤلاء ؟!. وكيف لاتحاد مثل الرماية لا يجد من يبصّره لعشّاق (السلاح) البلاستيكي ليستوعبهم ويقرّبهم ومن ثم يستثمر حبّهم (للسلاح) وممارسة الرماية ، ومن يدري ، قد نجد يوماً أحد هؤلاء وهو يأتي لنا بوسام أولمبي يجعلنا ننسى التعكّز على الوسام الأوحد لزعيم الرياضة الأولمبية العراقية الراحل عبد الواحد عزيز ... كل عيد وانتم بألف خير ونتمنى أن تكون الأعياد القادمة مناسبة للإعلان عن استقطاب الأبطال والكشف عنهم ، بعيداً عن البكاء والعويل الذي ينتج عن إهمال مثل هذه الشرائح .. دمتم ولنا عودة ..