هناك وقفة لابد منها يجب علاجها بقدر المستطاع،وهي كيف نحب وكيف نفهم معاني هذه الكلمة الجميلة الدافئة،فالحب عطاء وتضحية،ووفاء فمن لم يرزق فكرة عاشق لم يرى الأشياء الجميلة إلا في أسمائها دون حقائقها ومعانيها،فالرجل الذي لا يعرف معنى الحب الحقيقي،يرى كل النساء سواء فاذا أحب،أصبحت عنده أدلة على صفات الجمال الذي في قلبه،ولما لايحب الرجل زوجته،ليس دليل على أنه لايوجد عنده أدلة على صفات الجمال،إنما عدم فهم الزوجة له ولمتطلباته وفهم طبيعة ما يكره وما يحب،أي يحب أن تراعي وبوعي وإدراك وأرادة،مالها وما عليها حتى لا تموت العاطفة وتغيب الأبتسامة وترحل المشاعرنحو المجهول فندخل في حالة جديدة من الألم،فنتخبط في متاهات الحيرة والضبابية تصاحبها حالة من العصبية الدائمة،أو حالة من الصمت المؤلم،يومها تفقد الحياة الكثير من بهجتها وأهميتها في قلوبنا وعيوننا.فنشعر بالغربة في بيوتنا ونعيش حالة بحث.عن الشريك المفقود،فالعمر يمضي وفي داخلنا أحساس مرعب بأن السنوات تسرقنا ولم نستطع اللحاق بها،فنتألم من الفرق الشاسع بين برودة حياتنا. ودفء حياة المحيطين بنا،فيمهس لنا الماضي بألم وحسرة فيذكرنا بالحبيب الأول،وبالمراءة التي منحتنا الحب،وغادرتنا لظروف الحياة المختلفة فنتمنى عودتهابشغف وحسرة ،فكلما أختنقت الروح بالواقع المفروض علينا نتعطش أليها وألى الحياة الصاخبة بالدفء والحب وجنونه،فالحب ليس مجرد أحاديث دافئة تسكب في آذاننا وعود مزركش بالأوهام،فالحب تضحية ووفاء وأمان يتقاسمهما أثنان هما الرجل والمرأة ،الحب جنة الدنيا وفردوس الحياة،الحب لغة جميلة يعبر بها المحبين عن مشاعرهم أنه اللحن الجميل فهو عزاء المحروم،وراحة المكلوم ورجاء البائس وهو التفاهم الروحي والثقة المتبادلة ما بين الرجل والمرأة وبقية الناس المحيطين بنا.