تعرّض الشباب العراقي إلى هجمات عديدة أثّرت على الكثيرين منه فأصابتهم بمقتلٍ لا يمكن الخلاص منه ، حيث بتنا نسمع عن النسب العالية من تعاطي المخدّرات التي لم نكن نعرف عنها أي شيء في الماضي ، ويبدو أن مفهوم الديمقراطية الذي يجهله البعض ، جعله يتوهم أن هذه الديمقراطية تعني الانفلات وبث السموم بين الشباب تحت (مذبح) ما يسمى (بالحرية) الشخصية (منها) !.. لا أيها السادة ، الحرية تعني الالتزام وصناعة البشر لتحويله إلى عنصر مفيد لبلده ، ومهما يبذل في هذا الجانب ، لن يسجّل كخسارة ، بل إنّه ربح متعاظم ، يمكنه أن يكبر وينمو ويتفرّع حتى تتحوّل البذرة إلى (بيدر) منتج .. بحكم خوفنا مما تخبّئه الأقدار ، بقيت عيوننا مفتوحة على فلذات أكبادنا ، لكي لا يقعوا بالفخ أو (الفخاخ) التي تحيط بهم ، لذا نمّينا عندهم حب الرياضة وبالتحديد كرة القدم ، لأنّها لا تحتاج إلى أموال كثيرة ممكن تستنزف جيوبنا ، فتجعلنا نكفر بها !.. لقد دفعت أولادي مثل غيري ليمارسوا كرة القدم تحت مراقبتي ، حتى أبعدهم عن أخطار (الحياة) وما موجود في الطرقات .. تجرأت وأنا الإعلامي أن أذهب لمتابعة إحدى مباريات أولاد المنطقة التي قيل لي أنّها تجري في ساحة (استثمارية) تم باءها من قبل أحد الأشخاص ممن يمتون بصلةٍ للقرابة من مسؤولٍ مهم في الحكومة المحلية ، حقيقة لا أعلم صدق ما يدعيه هذا (المستثمر) الذي يقول أنّه ابن (خالة) السيّد (-----) وهو من ساعده لكي يستثمر ساحة لكرة القدم تعود ملكية أرضها إلى الدولة وهو شأن الكثير من الساحات التي بتنا نراها اليوم وهي تحتل أماكن مرموقة أو حتى شعبية في معظم محافظات العراق .. بعضها يتبع أندية أو مراكز تدريبية أو مشاريع رياضية (استثمارية) مدعومة بالأرض وأشياء أخرى ، لأنّ هناك من هم شركاء من الباطن بهذه المشاريع التي تستطيع أن تعيد كل ما صرف على إيجادها خلال فترة لا تتجاوز الشهور إن لم يكون أقل من ذلك .. صالات مغلقة أو مكشوفة أقامتها وزارة الشباب والرياضة أو أنّها تتبع مؤسسات أخرى ، كلّها باتت تستثمر ، مع أننا نعلم أنّها وجدت أو قيل أنّهم أوجدوها من أجل الشباب لكي يجدوا ما يشغلهم ويبعدهم عن (محارق) الموت التي تتربّص بهم !.. ذهب الأولاد إلى الساحة القريبة من محل سكنهم وقبل حتى أن يقوموا بتبديل ملابسهم استعداداً للعب ، جاءهم أحد الأشخاص وطالبهم بمبلغ (40) ألف دينار كأجور تدفع قبل المباراة ، حيث قام أعضاء الفريقين المتباريين بجمع المبلغ وبواقع (2) ألفا دينار من الشخص الواحد ، لأن عدد كل فريق هو (10) من ضمنه الاحتياط !!.. جمع المبلغ وسلّم إلى (الجابي) الذي كان يجلس على (مكتب) وكأنّه مدير عام ، حيث أطلق صفارته معلناً بدء العدّ العكسي للوقت المحدد (ساعة) واحدة فقط لا تزيد وقد تنقص حسب رغبة (المدير أبو الميز) !.. ما تم دفعه يبدو أنّه تسعيرة موحّدة في جميع الصالات المماثلة سواء في الأندية أو التابعة لوزارة الشباب أي تلك التي أقامتها الوزارة من أجل الشباب ليمارسوا هواياتهم أو تفريغ الشحنات (المتصارعة) عندهم ليتم التخفيف منها بعد أن يمارس الشاب الرياضة ، ليعود إلى منزله متعباً (بلذّة) مما ينسيه الأمور الأخرى ، ليركن إلى النوم أو الجلوس في البيت للدراسة أو التهيؤ للعمل !.. صالات كثيرة منها مكشوفة أو شبه مغلقة أو حتى مغلقة ، كلّها رأيناها تستثمر وليت ما يتم استثماره يذهب للإدامة أو التطوير ، بل إنّه يدخل الجيوب التي تكاد تنفجر وهي تتلقف بدون رحمة أموالنا التي نجبر أن نعطيها لأولادنا ، وتعلمون أن الولد أو الأولاد الذين لا يجدون من يعطيهم ، فإنّهم أكثر عرضة للانحراف أو مدّ اليد والسرقة أو الانزواء ، وقد يجدون من يغرر بهم ليصطادهم بحفنة من الدنانير ، وساعتها فقط لن ينفعنا الندم على ما سيجري !.. الأماكن التي أشرنا إليها ، أغلبها تم فتحه من خلال احتفالات حضرها (مسؤولون) تغنّوا بهذه الصروح الحضارية التي لا يعلمون كيف سيتم تشغيلها لاحقاً ، لأنّهم وحال خروجهم من حفل الافتتاح الذي يعتقدون أنّه سيقرّبهم من نيل ثقة الناس وكسب الأصوات ، حيث نراهم ينسون المتابعة وأي أمور أخرى !.. هكذا وجد التجار من أقارب (المسؤولين) كما يقولون ويروّجون أو من يمتلكون العلاقات أو القدرة على التغلغل في أي مكان ، لنجد أن ما يحصلون عليه غير خاضع لا لضريبة الدخل أو الرقابة من أي جهة كانت ، لذا يستوجب على وزارة الشباب والرياضة أن تبدأ حملة سريعة (لتأميم) منشآتها التي تستثمر في الأندية أو مراكز الشباب وتمنع من يستغلونها بهذه الصورة البشعة ، كما أنّها من حقّها أن تفرض الرقابة على مشاريع الاستثمار الرياضية مثل (الساحات) لأنّها تمثّل واجهة الحكومة في المجالين الرياضي والشبابي ، كما أن وزارة المالية هي الأخرى من حقّها أن تدخل على الخط لتقوم بعملية جرد وإحصاء للأراضي التي تم استثمارها وتراقب عن كثب ما يتم حصده من مال ، لكي تضع الضريبة المناسبة على الأرباح أو ترفع من نسب الإيجار التي نجزم أنّها كانت شكلية ، لأن أغلب دوائر الدولة وبلدياتها تتعامل مع الرياضة ومشاريعها بعين كبيرة لا تفكّر من خلالها بالربح ، بل بإرضاء الرياضيين والشباب ، لأنّ هناك توجيهات صادرة بذلك .. ترى هل نرى تأميماً حقيقياً لهذه الأماكن ؟! أم أننا لن نجد حتى من يهتم للأمر ، لأن الضغوط بدأت تمارس من الأقارب أو غيرهم ؟!.. دمتم ولنا عودة ...