November 2, 2012, 4:08 am

أصابتني الدهشة من تصرفات أحد الاطباء المعروفين في مدينة الموصل وطريقة تعامله مع مرضاه ومراجعيه في عيادته الخاصة المزدحمة بهم أثناء مرافقتي لاحد اقاربي المرضى لهذه العيادة، فاسلوبه خشن وكلماته نابية نوع ما مع أحد المرضى الذي كان يتلوى من الألم ويسأله بتوسل عن تفاصيل أضافية عن العملية الجرحية التي سيجريها له هذا الطبيب بعد قليل ، فأستغربت أن تصدر مثل هذه التصرفات غير المبررة مهما كانت أسبابها من جراح مشهور يفترض انه يمتهن مهنة يقال عنها أنها أنسانية، فضلا عن كونه رجل كبير في السن وليس شابا مندفعا، فتسائلت بيني وبين نفسي أذا كان هذا تعامله مع مرضاه في عيادته الخاصة والتي يدفعون لقاء خدماته الطبية مبالغ كبيرة فكيف سيكون تعامله مع مراجعيه في المستشفيات الحكومية التي تقدم خدماتها بشكل شبه مجاني، واللافت ايضا أن المريض والمراجع لعيادة هذا الطبيب وبسبب الازدحام فانه بالكاد يجد له مقعدا يستريح عليه في صالة الانتظار الضيقة والخالية من كل أسباب الراحة اللازمة لانتظار المرضى ومرافقيهم.. وبصراحة أردت التدخل بين الطبيب الخشن الكلام وبين مريضه المغلوب على امره لاقول للطبيب بان مهنتك الانسانية تستلزم منك ان تكون أكثر شفقة ورأفة بهؤلاء المرضى الذي لولاهم لما حصلت عليه من غنى وشهرة وهم بحاجة الى عناية معنوية الى جانب العناية الطبية تعينهم على أمراضهم وأسقامهم، الا أنني غيرت رأيي في اللحظة ألاخيرة بعدما أستنتجت أن لا حياة لمن تنادي مع هكذا أشخاص محسوبين على مهنة الطب ويحاولون بتصرفاتهم الفردية الحمقاء تشويه صورتها الانسانية الناصعة، وهو وان كان طبيب يدواي الناس الا انه بحاجة ماسة الى علاج نفسي ينتشله من حالته المتعبة التي تنعكس آثارها السلبية على مرضاه ومراجعيه.